المحتوى الرئيسى

صور| «التحرير» تكشف تفاصيل جلد طفلين بمخزن في إمبابة

04/23 20:32

الطفل الضحية: جلدوني 10 ساعات زي العبيد عشان تليفون

المجني عليه: "أنا عشان يتيم بيحصل فيّا كده.. وإحنا بنتسول آه لكن نسرق لأ"

ووالدته تكشف "ابني حرامي بس حرام اللي حصل فيه".. والمتهم: "الناس هي اللي ضربته لما عرفت إنه سرقنا"

استمرارًا لمسلسل العنف ضد الأطفال، وغياب دولة القانون، اعتدى عاملان بوحشية على طفلين لأكثر من 10 ساعات، بعد اتهامها بسرقة تليفون عروس أثناء زفافها، وتبين بعد التعذيب أنهما لم يسرقا الهاتف الخاص بهما، "التحرير" انتقلت لمكان الواقعة وقابلت الطفلين والمتهمين للوقوف على الحقيقة الكاملة للواقعة.

يقول إسماعيل أيمن إسماعيل، 12 سنة "انفصلَت أمي عن أبي بعد إصابته بالعمى منذ أكثر من 4 سنوات، وتزوجت أمي من عامل عنده مصنع أحذية، وأجبرتني على العمل لديه، وكان يعاملني بوحشية، ودائم التعدي علي، فتركت لها المنزل، وتوجهت للعيش مع جدتي من الأب، إلاّ إنها اتهمتني بالسرقة واعتدت علي بالضرب المبرح وقامت بحرقي في أماكن متفرقة بجسدي".

وتابع إسماعيل، والدموع تغرق عينيه "بعد أن ضاقت بيّا الدنيا وفضلت بين جحيم جدتي وعذاب "جوز أمي"، توجهت للعيش بالشارع، بمنطقة أرض الحدّاد بإمبابة، وتعرفت على "عبدالله" الذي يكبرني بعامين، وأصبحنا أنا وهو أسرة واحدة لا نفارق بعضنا البعض، وكنا نبيت في الشارع، داخل جراج بإمبابة، وأحيانا داخل "سايبر" كان صاحبه يعطف علينا ويسمح لنا باللعب على الكمبيوتر صباحًا والبيات ليلاً، وظللت أنا وعبدالله على ذلك الحال طيلة الـ3 سنوات الأخيرة، نتسول صباحًا وننفق ما تحصلنا عليه من التسول على الألعاب بداخل السيبر ليلاً".

ويضيف "إسماعيل" في حديثه لـ"التحرير": "كنت أنا وعبدالله، نتسول ليلاً بجوار أحد محال الكوافيرات  بإمبابة، وشاهدنا زفة لعروسين أثناء خروجهما من "الكوافير"، فدخلنا وسطهم فرِحين بالطبل والمزامير، وأثناء تحرك الزفة اكتشف أهل "العروسة" ضياع هاتفها من السيارة التي كانت تستقلها، فقام شقيقها "علي" بصفعي علَى وجهي قائلاً "انطق يابن الـ..، وديت التليفون فين"، فأجبته باكيًا "والله يا عم ماعرف، إحنا واقفين بنلعب ولو مش مصدقني إسأل "عبدالله".

والتقط طرف الحديث، عبدالله صبحي غريب، 14 سنة، قائلاً "فضلنا نحلف لهم بأن إحنا ماخدناش التليفون، بس هما ماصدقوناش، والناس اللي كانت موجودة فضلت تضرب فينا، وخلونا معاهم في الزفة، وقالولنا "هانخلص الفرح ونشوف حسابنا معاكم".

ويسكت "عبدالله" برهة قبل أن يستكمل حديثه باكيًا "خدوني أنا وإسماعيل، لمخزن فاضي بمنطقة الزراعات بإمبابة، وفضلوا يضربوا فينا بـ"سير" عربية عامل زي الكرباج، على الوش وعلى الضهر، وكانوا بيجلدونا زي ما يكون إحنا عبيد، وإحنا نقولهم حرام عليكم، ماعملناش حاجة، وحسينا إن إحنا خلاص هانموت، وهمّا لمّا حسوا إن روحنا هاتطلع في إيديهم، شالونا زي الحيوانات وحاطونا في عربية، وبعد كده رمونا في الشارع بالقرب من الجراج اللي احنا ساعات بنعد فيه.. متابعاً "أنا بيحصل في كده عشان ماليش أب ولا أم يحموني ويدافعوا عني".

في حين أشارت والدة إسماعيل، فاطمة عبد العظيم، 34 سنة، إلى أن نجلها كان دائم الهروب من منزلها، عقب طلاقها من أبيه وزواجها من آخر دون أي أسباب.. "أصله بيحب قعدة الشارع"، وتابعت: "أن زوجها سُجن منذ ثلاث سنوات، وطلبت من نجلها ترك جدته والعيش معها، إلاّ أنه رفض وتعدى عليها وأصابها بكسر في يدها اليمنى، وعلمت بعد ذلك تركه لبيت جدته بعد سرقة 500 جنيه منها، وظللت طيلة الـ3 سنوات الماضية لا أعلم شئ عنه غير أنه يتسول في عدد من مناطق إمبابة".

وأضافت والدته "أن المتهم بتعذيب نجلها "علي زلابية"، توجه إلى منزلها أمس السبت، وأخبرها بأن "إسماعيل" سرق الهاتف الخاص بشقيقته ليلة زفافها، وأن نجلها متواجد حاليًا بقسم شرطة إمبابة، ويتهمه بتعذيبه على غير الحقيقة، كما أنه أخبرني بأنه على أتم استعداد لمعالجة ابني على ما به من إصابات بالإضافة لإيداعه بأحد دور الرعاية الخاصة بالأطفال.

وتابعت الأم، أنها عقب توجهها اليوم لابنها في النيابة، رفض الحديث معها، ووجّه لها اللوم، وأنها المسئولة عن الحال الذي آل إليه، لتختتم الأم حديثها لـ"التحرير" بعيون قاسية، وبرود وكأن نجلها لم يعذب "أنا فوجئت بأن النيابة وجهت لي تهمة الإهمال.. مع إني اتحيِّلت عليه أكتر من مرة إنه يقعد معايا في البيت، ولكنه كان بيرفض وبيسرقني ويعتدي عليا برغم سنه الصغير".

وفي المقابل كان لأقارب المتهم الأول "علي زلابية" رواية أخرى، ويقول حسام صابر 24 سنة، وزوج شقيقة المتهم "زلابية"، أنه أثناء زفافه واستقلاله لسيارة الزفاف، فوجئ باختفاء الهاتف الخاص بسائق السيارة، فدارت الشبهات حول الطفلين  "عبدالله وإسماعيل"، لأنهما الوحيدين الذين كانا أغراب عن الفرح، فقمنا بسؤال عبدالله فاعترف بأن الهاتف مع إسماعيل، والذي كان اختفى من حولنا، فقمنا باصطحابه معنا في الزفة لإرشادنا عن مكان إسماعيل، وبالفعل تمكنا من إيجاده والذي بدوره اتهم "عبدالله" بأنه هو الذي قام بسرقة الهاتف.

وأضاف محمد جمعة، 30 سنة، أحد أقارب "زلابية"، أنهم بمشاهدة مماطلة الطفلين لهما، واتهام الطفلين لبعضهما البعض بأن كل شخص هو من قام بسرقة الهاتف، أخذناهما إلى المكان الذي يعيشون فيه، وهو جراج ملك لشخص يدعى "عوض" وقمنا بتسليمه الطفلين وبهما آثار كدمات بسيطة نتيجة اعتداء الأهالي عليهما بعد علمهما بأنهما "حرامية"، وكنّا نحن من ندافع عنهم لتعاطفنا معهم لأنهم أطفال بالرغم من أننا متأكدين من سرقتهم للهاتف.

وأشار "جمعة" إلى أنهم سألوا الطفلين عن المكان الذي يبيتون فيه، فأخبروهم بأنهم يقيمون داخل جراج لشخص يدعى "عوض" فقمنا باصطحابهما لـ"عوض"، وقلنا له أنه بما أنه المسئول عن الطفلين، فهو المسئول عن إيجاد الهاتف لنا، خاصةً وأن الطفلين اعترفا بأن أحدهما هو الذي سرق الهاتف، ولكننا فوجئنا بأن "عوض"، يقوم بمساومتنا على مبلغ 50 ألف جنيه معللاً بأننا اعتدينا على الطفلين، ومبلغ الـ50 ألف نظير عدم الإبلاغ عنا، وبالطبع لم ننصاع لإبتزازه، وعلمنا أمس أنه قام بتحرير محضر يتهم فيه "علي زلابية" و"سيد ولعة"، بخطف الطفلين وتعذيبهما، فسارع "علي" بتسليم نفسه لقسم الشرطة إيماناً منه ببرائته، ولكننا فوجئنا بوجود آثار ضرب مبرح على الطفلين، وعلمنا بأن "عوض" هو من قام بإحداث تلك الإصابات بهما لابتزازنا لدفع مبلغ الـ50 ألف جنيه له.

 وكشف الدكتور "أحمد مهران"، مدير مركز القاهرة للدراسات السياسية والقانونية، أن التقرير الطبي المبدئي للمجني عليه الأول رقم ٣٠٩ لسنة ٢٠١٧، بين وجود آثار تعذيب وحشي في جميع أنحاء الجسم، وتورم بالعينين وإصابة شديدة في الرقبة، بينما حمل تقرير الطب الشرعي للمجني عليه الثاني، رقم ٣١٠، وجاء فيه أن الطفل مصاب بكدمات وسحجات بأماكن مختلفة من الوجه.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل