المحتوى الرئيسى

قبل الإعلان عن الرئيس الفرنسي الجديد.. لماذا لم يترشح أولاند؟

04/23 18:59

تشهد فرنسا حاليا حالة شديدة من الترقب لاختيار الرئيس الفرنسي الجديد الثامن للجمهورية الخامسة، لخلافة الرئيس الحالي فرانسوا أولاند، في أجواء أمنية مكثفة للغاية، عقب الأحداث الإرهابية التي شهدها شارع الشانزليزيه الشهير بباريس، الأسبوع الماضي، فضلا عن كونها تعتبر الدولة الأكثر تعرضا للإرهاب بأوروبا خلال الفترة الأخيرة.

لم تقتصر أهمية الانتخابات الرئاسية الفرنسية على هذا الأمر فقط، وإنما أيضا شهدت حدثا استثنائيا بأن أخلف الرئيس الفرنسي "العادة" التي سار عليها سابقيه بإعلانه عدم الترشح لولاية رئاسية جديدة واكتفائه بفترة رئاسية واحدة والتي تبلغ 5 أعوام فقط، لأول مرة منذ عام 1958، الذي نشأت فيه الجمهورية الفرنسية الخامسة.

وقبل أولاند، تمكن ثلاثة رؤساء من الفوز بولاية رئاسية ثانية، وهم "شارل ديغول، وفرانسوا ميتران، وجاك شيراك"، بينما لم يتمكن من اقتناص المقعد الرئاسي رغم ترشحهم "فاليري جيسكار ديستان، ونيكولا ساركوزي"، فيما توفي الرئيس، جورج بومبيدو، خلال ولايته الرئاسية عام 1974.

في خطوة مفاجئة، أعلن أولاند عدم ترشحه، في خطاب تليفزيوني شهير، في 21 ديسمبر الماضي، حيث قال إنه لن يترشح للانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة عام 2017، وأرجع ذلك إلى قوله: "أنا واع للمخاطر التي يمكن أن تنجم عن خطوة من قبلي لن تلقى التفافا واسعا حولها، لذلك قررت عدم الترشح للانتخابات الرئاسية".

كما اعترف الرئيس الفرنسي بخطأ في تقديم مشروع قانون سحب الجنسية عن الفرنسيين الضالعين في أعمال إرهابية، حيث "خلق حالة انقسام، بدلا من أن يخلق إجماعا وطنيا كما كان يتمنى"، فيما أشار في خطابه إلى عدد من الجوانب الإيجابية التي شهدتها فترة رئاسته، وعلى رأسها خفض نسبة البطالة وتحسين القطاع العام، واتخاذ تدابير ضرورية لحماية الفرنسيين ضد الإرهاب.

ويبدو أن ذلك القرار كان مفاجئا حتى للمقربين من الرئيس، بحسب ما أورده موقع "فرانس 24"، حيث لم يتم الإعلان عنه سوى قبل عشر دقائق من بثه في التلفزيون مباشرة من قصر الإليزيه، لتقطع وسائل الإعلام الفرنسية برامجها لبث خطاب أولاند، بشكل سريع ومفاجئ.

ذلك القرار، أرجعته عدد من وسائل الإعلام العالمية، ومن بينهم "سكاي نيوز"، إلى أن نتيجة استطلاعات الرأي التي جرت في فرنسا خلال الفترة الأخيرة، حيث أعطت هولاند أقل من 10% من نوايا التصويت خلال الدورة الأولى من الرئاسيات المقبلة، لتدنى شعبيته بشكل ضخم للغاية، ما سمح بزيادة عدد المرشحين اليساريين، فضلا عن كون أولاند واجه معارضة شديدة خصوصا مطلع العام الحالي بسبب مشروع إصلاح قانون العمل، ما دفع آلاف المتظاهرين إلى النزول إلى الشارع للاحتجاج، حتى داخل معسكره الاشتراكي، وفي صفوف اليسار الفرنسي.

كما تخللت فترة ولايته عمليات عسكرية عدة في مالي وأفريقيا الوسطى والعراق وسوريا، كما أنها شهدت أيضا أسوأ هجمات ارتكبت في فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية أدت إلى مقتل 238 شخصا.

وتوقع عدد من السياسيين الفرنسيين على رأسهم مانويل فالس، رئيس الحكومة، وجان إيف لودريان وزير الدفاع، وسيغولين راويال وزيرة البيئة، بقلة حظوظ هولاند في الفوز بفترة رئاسة ثانية في حال ترشحه، بالإضافة إلى ترشح إيمانويل ماكرون وزير الاقتصاد السابق الذي رجحت كفته بدرجة كبيرة مؤخرا.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل