المحتوى الرئيسى

Zahra Mohamed تكتب: أطفال الشوارع | ساسة بوست

04/23 17:32

منذ 9 دقائق، 23 أبريل,2017

مؤخرًا، انتشر الجوع، انتشر البؤس والأحزان على الكثير من الأطفال الذين دون مأوي أو فكر، يحتمون به من عالم لا يشعر، ولا يرى أطفال أبرياء لا ذنب لهم، سوى أنهم ولدوا ليجدوا أنفسهم تحت رحمة الحياة وظروفها.

الطفل أحمد، واحد من المليارات الذين طحنوا من الجوع، كلنا يكتفي بالنظر والمغادرة، ونصفنا الآخر يدعي بأنه يساعد فقط من أجل أن يجلب الشهرة، لا من أجل المساعدة الحقيقية، الطفل الذي رأيته لم أسمع منه سوي شيء واحد، جعلني أقف أمامه وأبكي، ومن ثم أشعر بالاحتقار تجاه نفسي، ثم تجاه مجتمع عقيم، دون قلب أو شعور، قال لي الطفل: أنا أتضور جوعًا، ولن أطلب ذلك، سأكل من القمامة، ولكن لن أطلب من أشخاص يحتقرون الفقراء. وقع كلاماته على أذني كان كالصاعقة، لا أعرف لم، وكيف، ومتي! كل ما أعرفه أن الله سيحاسب كل من كان له يد في موت طفل جوعًا أو مرضًا.

الجميع يعلم بانتشار ظاهرة اختطاف الأطفال، ربما انتشرت أكثر بين أطفال الشوارع؛ لأن الأمر تجاههم سهل للغاية؛ إنهم دون عائلة .. دون أهل .. دون أي شيء يذكر .. إنهم لا شيء في مجتمعنا .. عندما يرينا الإعلام اختطاف لطفل ما؛ نحزن، ولكن – أظن أنه – لا جدوى الآن من الأحزان، لن تغير شيئًا اصبح واقعًا. لن تغير قسوة عالم بأكمله. أعتقد أنه يجب وضع قانون أكثر شدة، وتطبيق اكبر عقوبة على مجرمي الأطفال. أعتقد أيضًا لابد أن نفكر أنه من الواجب علينا أن نساعد مثل هؤلاء الأبرياء الذين يشعرون بقسوة قلوبكم. أظن أنه يكفي عليهم قسوة العالم.

عاملوا أطفال الشوارع مثلما تحبون أن يعامل أولادكم .. يرحمكم الله .. إن لم تعطف، فلا تسب! إن لم تشعر، فلا تنظر وتتذمر. إن لم تفعل الخير، فلا تؤذ. تلك رسالة لكل من يشعر أن الحياة خلقت له، ولأمثاله فقط، لمن أصبح الشعور لديه كعدمه، وأصبح قلبه قاسيًا، شائكًا، كقطعة صبار تجرح كل من يقترب منها.

جعلنا من الأطفال مجرمين وأشخاصًا لا فائدة منهم .. لا تعليم .. لا أسرة .. ولا مأكل .. أو ملبس .. أو مأوى .. ماذا ننتظر إذن؟ سوى أشخاص لا تعي شيئًا، ولا تدرك ما تفعل! أعتقد أن المجرمين نحن .. لا هم نحن .. السبب الرئيس والعامل الأهم أنهم لا شيء على الإطلاق.

السيده العجوز قالت لي ذات مرة: رأيتك واحدًا من المليون الذي يهتم بالقضية

التعرف على الأسباب التي أدَّت إلى هذه الظاهرة، ومعالجتها بأساليب نفسيةٍ واجتماعيةٍ واقتصادية. إنشاء مراكز حكومية تعمل على إيواء هؤلاء الأطفال، وتعليمهم وتدريبهم؛ حتى يستطيعوا الانخراط في المجتمع بشكل طبيعي في المستقبل.

زيادة الوعي الدِّيني لدى المجتمع عن طريق المحاضرات والندوات ووسائل الإعلام التي تعمل على التَّقليل من هذه الظَّاهرة والتَّحذير من عواقبها الدِّينية والاجتماعية والأمنيَّة والاقتصاديَّة.

إنشاء صندوق حكومي يتولى شؤون الأمهات اللاتي فقدن أزواجهن أو تعرَّضن للاغتصاب، بحيث يعمل هذا الصندوق على توفير كل الاحتياجات الاقتصادية لدى الأُسر من هذا النوع.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل