المحتوى الرئيسى

بالصور| الإليزيه.. "إمبراطورية" الحكام الفرنسيون

04/23 15:03

على مساحة تزيد عن 11 ألف متر، وارتفاع شاهق يقترب نوعا ما من طول برج "إيفل" الذي يجاوره في شارع الشانزليزيه الشهير في العاصمة الفرنسية باريس، شيدّ بناءا ضخما يتسم بالفخامة والرقي طرازه الذي يعود إلى القرن الثامن عشر بنقوش وهندسته المعمارية التي حافظت على شكلها الفرنسي الكلاسيكي المعروف رغم تحدي مئات الأعوام، لتجذب المارون أمامه للدخول إلى "قصر الإليزيه" والإطلاع على أسرار "حصن الحكام الفرنسيون".

الإليزيه.. ولدت فكرة بنائه مع رغبة الكونت لويس هنري دي لاتور دوفيرن، في حكم باريس، عام 1718، ليكون مقر إقامة مؤقتة له، قبل توليه في 1720، وعقب وفاته تم بيع القصر إلى جان أنطوانيت بواسون مركيزة بومبادور وعشيقة الملك لويس الخامس عشر، الذي أراد أن تسكن بالقرب من مقره، في 1753، التي كلفت المهندس المعماري لاسورانس بتصميم المجلس الرسمي والطابق الأول و الرواق المعمد وسياج الشجيرات، وساهم بنائه في إزدهار المعمار بالعاصمة وتركز طبقة النبلاء بها.

وفي عام 1764، آلت ملكية "الإليزيه" إلى الملك لويس الخامس عشر لوفاة أنطوانيت، ومن ثم خصصه لاستقبال وإقامة السفراء، وأضاف إليه أجنحة جديدة، وأنشأ حديقة على الطراز البريطاني وبحيرة صغيرة، وحوله إلى معرض الصور الزيتية للمرافئ الفرنسية، ثم انتقل إلى الدوقة دي بوربون فسمته "فندق دي بوربون"، وبعد عدة أعوام تحول القصر إلى مطمعا للكثيرين، فاستولى عليها الثوار إبان الثورة الفرنسية واعتقلوا الدوقة، وأصبح مقرا لهيئة نقل القوانين والأنظمة، ودار طباعة عام 1794، ثم حول إلى معتقل المدانين من أركان النظام الملكي من قبل محاكم الثورة.

وبعد مرور 3 أعوام، تم الإفراج عن دوقة دي بوربون واستردت القصر، وأجّرت طابقه السفلي لأسرة برجوازية للحصول على دخل مالي بعد أن صادرت الثورة أغلب أملاك وامتيازات النبلاء والكنيسة، وعدلت الأسرة التي استأجرت القصر الطابق السفلي ففتحت ممرا للجمهور إلى حديقته، كما أقامت فيه نشاطات ترفيهية وأطلقت عليه اسم "فندق الإليزيه" لأول مرة، التي تعني باليونانية "جنان الشهداء".

شهد القصر الملكي أحداثا عدة عبر تاريخه، خلال نهاية القرن الثامن عشر، ففي مطلع القرن الجديد ومع استيلاء نابليون بونابرت على السلطة وقيام الإمبراطورية في عام 1804، انتقلت ملكية "الإليزيه" إلى "جواكيم مورا" صهر نابليون فمكث فيه إلى أن يعينه الإمبراطور ملكا على نابولي وإيطاليا في 1809، فتركه يسميه الإمبراطور "إليزيه نابليون"، وعقب دخول قوات الحلفاء فرنسا، أصبحت الإقامة بالقصر بالتناوب ما بين مختلف الشخصيات البارزة، بمن فيهم قيصر روسيا ودوق ولينجتون، وتحول اسمه إلى "الإليزيه الوطني" لعام 1820.

وبعد تلك الأحداث المتعددة التي شهدتها جدران القصر، وتحديدا في 1848، تم إعلانه كمقر دائما لرئيس البلاد أثناء الجمهورية الثانية عام 1848، وانتقل إليه الرئيس لويس نابليون بونابرت، يتعاقب عليه 23 إمبراطورا، و23 رئيسا لفرنسا رغم الكثير من التحولات الحروب والأحداث التي شهدتها فرنسا، ولم يُغادر رئيس فرنسا الإليزيه إلا بعد الاحتلال النازي في عام 1940 ليعود إليه في 1946.

يقع الإليزيه حاليا في شارع "فوبور سينتا ونريه" بالقرب من "الشانزيليزيه"، وتبلغ مساحته المبنية 11 ألف متر مربع موزعة على ثلاثة مستطيلات أوسطها هو الأكبر، ويتضمن مكتب رئيس الجمهورية الموجود وسط الطابق الأول في الجهة المقابلة للمدخل والساحة المؤدية منها إلى المدخل الشهير الذي يستقبل فيه الرئيس عادة ضيوف فرنسا، وفي جناح البنية المطل على الحديقة تُوجد قاعة الأفراح المخصصة للفعاليات الاحتفالية بمناسبة الأعياد الوطنية، أما حديقة الإليزيه فتمتد على مساحة قدرها هكتاران.

يتألف الإليزيه من ثلاثة طوابق فضلا عن طابق تحت أرضي يضم 90 وحدة معمارية من أصل 300 يتألف منها القصر، وتتوزع بين غرف ومكاتب وقاعات وصالونات، وتوجد إلى جانب مكتب الرئيس "القاعة الخضراء" وهي قاعة الاستقبال الوحيدة في الطابق الأول، في حين تواجد 16 قاعة استقبال أخرى في الطابق الأرضي، ويحتوي على أكثر من 340 ساعة ميكانيكية، وتتنوع مبانيه بين مبان إدارية تضم المكاتب والقاعات والمطابخ ومستودعات السيارات إلى غير ذلك، ومبان خاصة تضم أساسا الشقق الرئاسية المخصصة لإقامة رئيس الجمهورية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل