المحتوى الرئيسى

خير جليس في يومه العالمي .. شعلة الحماس تنتشر

04/23 10:48

القراءة حياة .. والعواصم الملتهبة تتسلح بكتاب

نصف ميزانية الكتاب ببريطانيا تخصص للطفل

كوناكري عاصمة الكتاب 2017 .. والقاهرة تستعد!

اقرأ لطفلك : اليابان تترجم وألمانيا تربط بالفن

“تحدي القراءة” الإماراتي يحفز العرب

الفيس بوك ونوادي القراءة الإلكترونية .. ملجأ الجميع

جسر قراءة ببنغازي و”كتابك عملتك” بجدة

تشجيع الكتاب : كتب بصوت مؤلفيها .. وعيادة للقراءة

سعر الكتاب مازال عقبة .. و”الأعلى مبيعا” خادعة

نصيحة للعرب .. ابدأوا بالأسرة لا الحكومات

تحت شعار ” طريق التغيير” يحتفل العالم سنويا في مثل هذا اليوم بالكتاب وحقوق المؤلف، وهو يوم أطلقته منظمة اليونسكو ويصادف ذكرى وفاة عدد من أبرز الأدباء بينهم شكسبير وسربانتس، وتستهدف به التشجيع على القراءة وتكريم الكتاب البارزين والموهوبين، باعتبار أن فعل القراءة هو أداة التحضر البشرية.

كان العقاد يقول : “أهوى القراءة لأن عندي حياة واحدة في هذه الدنيا.. وحياة واحدة لاتكفيني” وبالفعل فلن تجد جسرا يعبر بك الزمان والبلدان بعمرك القصير أفضل من كتاب.

ومن المبادرات العالمية الهامة هذا العام هو تخصيص اليوم للاحتفال بالأشخاص المكفوفين أو ضعاف البصر، الذين يواجهون صعوبة في قراءة الكتب والمطبوعات الأخرى ؛ وللأسف فإن أقل من 10% من إجمالي الكتب التي تطرح بالأسواق هي تلك المتوفرة بطريقة “برايل”، وتصل هذه النسبة بحسب اليونسكو لـ1% بالبلدان النامية .

كما خصصت منظمة التربية والثقافة العالمية، عاصمة عالمية للكتاب سنويا، وسيكون اليوم بداية ولاية مدينة كوناكري بجمهورية غينيا، كعاصمة عالمية للكتاب لعام 2017، ووقع اختيار اليونيسكو وشركاؤها على كوناكري نظراً لجودة برنامجها وتنوعه، ولا سيما الاهتمام الذي أولته لإشراك المجتمعات، بالإضافة إلى ميزانيتها المُحكمة وأهدافها للتنمية التي تركز على الشباب ومحو الأمية.

وسيكون العام فرصة الترويج للأدب الأفريقي. وسيتم تنظيم الكثير من الورش والأنشطة ونوادي القراءة وعروض موسيقية، وموائد مستديرة بحضور مؤلفين أفارقة.

تنهض العديد من المبادرات الهامة لتشجيع القراءة بالبلدان العربية؛ وتقود دولة الإمارات المتحدة أشهر تحدي قراءة عربي بدء من العام الماضي وتشترك به كافة العواصم العربية وتنتشر الوسوم على فيس بوك وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة لتبادل الأفكار بين أبناء كل قطر حول الأنشطة والمبادرات التي تعزز القراءة وتشجعها . وقد خصصت إمارتا الشارقة وأبوظبي فعاليات رائدة بهذا المجال كعام القراءة .

وبالتزامن مع يوم الكتاب العالمي انتشرت مهرجانات القراءة حتى بالبلدان التي تشهد ظروفا أمنية عصيبة وانتشار لأعمال العنف والإرهاب، وبينها سوريا التي عرضت مبادرة “جيل يقرأ .. جيل يبني” ، كما بنى الليبيون جسرا من الكتب لمواطني بني غازي يسمح باقتناء الكتب مجانا بمناسبة اليوم العالمي للكتاب، كما انتشر شعار “تسلحوا بالكتب” وانتشرت بفلسطين مبادرات القراءة الملهمة وهم يشكلون نسبة كبيرة من ناشطي القراءة على وسائل التواصل برغم قسوة الاحتلال وصعوبة الحصول على كتاب ، وهو ما ينطبق أيضا على بغداد ومدن عراقية أخرى رفعت شعار القراءة في تحد جديد للإرهاب.

ومؤخرا بالسعودية برزت مبادرة “كتابك عُملتك” حيث يجري تبادل الكتب بخدمات أخرى .وأعلنت المكتبات العربية الكبرى عن خصومات هائلة بمناسبة اليوم العالمي ومنها مكتبة فهد السعودية ودار الفكر السورية والعديد من المكتبات بمصر كـ”المصرية اللبنانية” وغيرها. كما تبنت المؤسسات الثقافية ندوات ومؤتمرات للحث على القراءة وتقييم الأداء نحو ذلك.

وفي مصر تنتشر العديد من المبادرات للتشجيع على القراءة، وقد قدمت القاهرة ملفا ثريا لاعتمادها عاصمة عالمية للكتاب 2019 لدى منظمة اليونسكو، حسبما أعلن مؤخرا د. هيثم الحاج علي رئيس الهيئة العامة للكتاب.

وعلى المستوى غير الرسمي تنتشر المبادرات لتشجيع القراءة ومنها “ثقافة للحياة” لصاحبها باسم الجنوبي والتي انطلقت منها مبادرات للقراءة كـ”ونس” و”استرجل واقرأ” ، ولا تزال تمارس أنشطتها بعدد من العواصم العربية حتى يومنا . كما انطلقت حملات إلكترونية ناجحة للغاية ومنها “كتبنا” و”كلنا نقرأ” و”كتبجي” والتي دشنت فكرة لطيفة يشبه عيادة القراءة حتى يقصدها من يعاني مشكلة بهذا المجال!

وعادة ما يقوم نشطاء القراءة بتشجيع أقرانهم عبر وسائل مبتكرة منها تصوير أنفسهم مع الكتاب الذي يقرأونه أو مكتبتهم، وكتابة العبارات الملهمة، والدعوة لفاعليات مناقشة كتب، كما تنتشر على نادي الكتاب العالمي “جود ريدز” والمصري “أبجد” تعليقات ملهمة من القراء بمناسبة يوم الكتاب حول أساليب اختيار الكتب والقراءة السريعة ومهاراتها، وكذا الكتب التي يستمتعون بقراءتها هذه الأيام، وطقوس القراءة .

ومن بين الوسائل الجديدة لتشجيع القراءة مبادرات الكتاب المسموع وبث فصول من الأدب عبر sound cloud أو مشروع “رواة” الذي يتضمن قراءة المبدع لأجزاء من عمله بصوته .

ما نسبة القراء بالعالم العربي ؟ ، ما عدد الكتب التي يقرأها العربي في المتوسط بالعام ؟ وهل تشجع المبادرات الكبرى شريحة جديدة للقراءة أم تجتذب من لديهم تلك العادة بالأساس؟! أسئلة اعتدنا أن نكررها لأنفسنا من حين لآخر، وعلى أية حال فالنسب - بحسب تقرير حالة المعرفة الإماراتي الأخير – تزداد ولكنها حقا بعيدة للغاية عن النسب العالمية بالقراءة ، كما نرى بأوروبا ودول شرق آسيا. إن المسافر العربي لأي بلد متقدم يذهل من حمل نسبة واسعة من الركاب لأي حافلة كتبا بأيديهم لتمضية الوقت، أو من احتواء أغلب المقاهي العامة وأماكن التجمعات على مكتبات أنيقة ، فالعالم المتحضر يعرف للكتاب قدره بالحياة اليومية.

لكن كي نبتعد عن المداخل المكررة بأن تعليمنا القائم على التلقين لا يشجع بناء جيل واع بقيمة القراءة، وأن إعلامنا كذلك مضامينه متجهة للإثارة والمتعة وليس المعرفة، يمكن أن يكون المدخل الجديد من داخل الأسرة نفسها؛ دعوا أطفالكم يحبون القراءة عبر زيارة مكتبات واقتناء كتب ومشاركتهم قراءتها فضلا عن اختيارها، لأن عادة القراءة تنمو منذ الصغر ومن شب على شيء شاب عليه.

إن نصف ميزانية الإنفاق على الكتاب ببريطانيا موجهة نحو كتب الأطفال، على حين نجد تجاهل تام بالعالم العربي لاقتناء كتاب الطفل إلا بشرائح محدودة للغاية، ورغم الطفرة الإبداعية المبهرة بكتاب الطفل وأعمالهم، لكن يكفي مثلا أن نتأمل أن إنتاج العرب يمثل 1% فحسب من مجمل الكتب المقدمة للطفل عالميا.

في اليابان يسافر فريق من المختصين لمعرض ميونيخ الدولي للكتاب كل عام، ويكتبون ملاحظاتهم عن أهم الكتب المطلوبة للترجمة للأطفال، وفي بريطانيا مثلا يجتمعون في المدارس بالطلبة وأولياء أمورهم لوضع أجندة لكيفية اختيار الكتاب وقراءته ويتابعونها باستمرار، أما بألمانيا فتنتشر المبادرات التي تجعل القراءة عملية مرتبطة بالفنون والحركة وهو ما يجعلها عادة محببة كثيرا .

يكفي مثلا أن ننشر لدى الإعلام وحملات التوعية كيف تعزز القراءة من فرص التقدم الذهني وتعزيز الثقة بالنفس وتقوية ملكات اللغة والتعبير ، وهي فرصة للهروب من التوتر والألم، والأهم فرص النجاح بالحياة عبر إضافة تجارب تثري الشخصية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل