المحتوى الرئيسى

سكان الواحة: «السيسى» يستكمل ما بدأه «عبدالناصر».. ووعدنا بتحويل المدينة إلى محافظة مستقلة

04/23 10:26

كغيره من أهالى واحة الفرافرة، يرى أن اختيار مشروع المليون ونصف المليون فدان بداية على طريق تنمية الواحة، والاعتراف أخيراً بإمكانياتها الجغرافية والسياسية والاقتصادية والسياحية، وإعادة لفت الأنظار إليها بعد تهميش وغياب طال الواحة خلال الثلاثين عاماً السابقة، الاهتمام بالواحة تزامن معه وعود من المسئولين فيها وخارجها، بأن هناك اتجاهاً لتحويل واحة الفرافرة، التى تمثل حدودها 9% من مساحة جمهورية مصر العربية، إلى محافظة وهو ما يراه الأهالى أمراً لا بد منه حتى تتم الاستفادة بشكل كبير من مواردها.

المهندس وائل أحمد ثابت، أحد سكان المنطقة، وأقدم الباحثين البيئيين بمحمية الصحراء البيضاء التابعة لمركز الفرافرة، قال إن وعود تحويل مركز الفرافرة إلى محافظة تزامن مع توجه أنظار القيادة السياسية إلى الواحة، وهى حتى الآن وعود شفهية لم يطبق منها شىء على أرض الواقع: «الكلام منقول من بعض المسئولين داخل وخارج المحافظة، لكنه حتى الآن أمر شفهى ولم يتخذ فيه أى إجراء رسمى حتى الآن».

«ثابت»: الفرافرة تمتلك جميع موارد وإمكانيات المحافظة.. ونقدر الظروف الاقتصادية لكن نطالب بالفصل الإدارى أسوة بـ«الأقصر»

وأضاف ثابت أن الرئيس عبدالفتاح السيسى أكمل ما بدأه الرئيس جمال عبدالناصر، فالرئيس ناصر أول من رأى فى الفرافرة ومحافظة الوادى الجديد «المستقبل» عندما قرر الخروج من الوادى الضيق والاتجاه إلى تعمير الصحراء، وأرسل أول قافلة تعمير فى 3 أكتوبر عام 1959 فى محاولة منه لتخفيف التكدس السكانى حول شريط الوادى الضيق: «رئيسنا عبدالناصر شاف فى الفرافرة مستقبل وطن وإن الناس تخرج من الوادى الضيق لتعمير الصحراء وبعد رحيل عبدالناصر جاء الرئيس السادات الذى أبدى اهتماماً بالواحة من الناحية الأمنية باعتبارها البوابة الغربية لمصر، أما فى عهد الرئيس مبارك كان فيه تهميش كتير للوادى والفرافرة على وجه الخصوص ماكانش ليها ذكر على خريطة جمهورية مصر العربية حتى عاد الاهتمام مرة أخرى بمشروع المليون ونصف مليون فدان الذى تبناه الرئيس السيسى، وشعر أهالى الواحة بأنهم رجعوا اتحطوا على خريطة مصر السياسية والاقتصادية».

باحث جيولوجى: المنطقة تمتلك أكبر خزان مياه جوفية يمتد لصحراء موريتانيا.. والمناخ القارى يساعد على توليد الطاقة الشمسية

وتابع ثابت أنه منذ الاهتمام بواحة الفرافرة وبدأ الحديث عن تحويلها إلى محافظة، حيث حصلوا على وعود شفهية ومعلومات مؤكدة من المسئولين، وأنه تم التواصل مع أعضاء مجلس الشعب عن محافظة الوادى الجديد، الذين أكدوا أن الموضوع تم عرضه على مجلسى التخطيط والأمن القومى وأن المعضلة الأساسية الحائلة دون تنفيذ هذا الموضوع هى الظروف الاقتصادية: «احنا عارفين إن الظروف الاقتصادية اللى بتمر بيها البلد صعبة ولو الظروف الاقتصادية والسياسية الحالية غير قادرة على تحويل الواحة إلى محافظة فإننا نريد أن تتم معاملتنا مثل مدينة الأقصر، أى يتم فصلنا فصلاً إدارياً عن محافظة الوادى الجديد»، رغبة الأهالى فى الفصل الإدارى عن محافظة الوادى الجديد يرجعونها إلى أسباب عديدة، أهمها التهميش الذى يعانيه أهالى الواحة، بحسب قول ثابت، على مستوى المجالات الصحية والتعليمية والبنية التحتية والخدمات الحكومية من استصدار تصاريح ورخص حكومية، فضلاً عن رغبة الأهالى فى استغلال موارد واحاتهم التى لا تعد ولا تحصى الاستغلال الأمثل، وهو ما يراه «ثابت» أمراً صعب التحقيق فى حال استمرار وضع الفرافرة تابعة لمحافظة الوادى الجديد، مردداً: «الأهالى يعانون نقص الخدمات وهو أمر لم يعد يتحمله الأهالى وأصبح بالنسبة لهم وضعاً كارثياً»، وأهم ما يزعج ثابت هو عدم الاهتمام بالجانب التعليمى ووجود نقص فى المعلمين، الأمر الذى ينعكس على أطفال وشباب الواحة، مستشهداً بأن أول خريج كلية هندسة من الواحة كان أخاه البالغ من العمر 31 عاماً، والسبب أن أهله كانوا قادرين وقاموا بتعليمه خارج الواحة.

عوامل كثيرة يراها الباحث الجيولوجى سبباً فى جعل الفرافرة مدينة منفصلة إدارياً عن محافظة الوادى الجديد، فهى وفقاً له لا تقل أهمية عن مدينة الأقصر فيما يتعلق بالجانب السياحى والتنموى، فالفرافرة فرضت نفسها بيئياً وجيولوجياً على مستوى العالم، من خلال الموارد الطبيعية التى تمتلكها: «الواحة تمتلك عيوناً رومانية تتميز بالتدفق الذاتى للمياه ويوجد بها أقوى بئر على مستوى العالم ورغم كده الأهالى لم يستفيدوا من مخزون المياه الجوفية حتى الآن، حيث إن معظم الناس بتستهلك الخزان السطحى وجزء من الخزان المتوسط وسايبين الخزان الجوفى اللى هو على عمق 930 متر، مفيش مقارنة بينا وبين أى حد، ونفسنا حد يجابه الكلام ده واحنا نرد بالأدلة والأرقام»، ولفت ثابت إلى أن الفرافرة موجودة على أكبر خزان مياه جوفية، ممتد من الصحراء الغربية لصحراء دولة موريتانيا، مما يؤكد أن الفرافرة ستكون قادرة على سد احتياجات مصر الغذائية إذا تم استغلال مواردها بشكل كبير، حيث تمتلك المياه وتمتلك أرضاً زراعية تحتوى تربتها على طبقات الطفلة وبعض العناصر الغذائية، وهو ما ينعكس على جودة وإنتاجية المحاصيل الزراعية مقارنة بمثيلتها فى وادى النيل: «رمال الفرافرة موجود فيها تتابع طبقات من الطفلة والرملة وبعض العناصر الغذائية فى التربة اللى بتخليها تنتج بعض أنواع المحاصيل كفاءتها وإنتاجيتها أعلى إنتاجية، فمثلاً إنتاجية محصول بنجر السكر المزروع فى وادى النيل تتراوح بين 8 -13% بينما نسبة السكر فى بنجر سكر الفرافرة تصل إلى 15% والحجم يكاد يصل إلى الضعف عشان كده فيه شركات كتير فضلت إنها تستمر فى الفرافرة رغم أنها تمتلك أراضى فى وادى النيل»، وأشار ثابت إلى أن الفرافرة أيضاً تعد الأعلى فى إنتاجية القمح والأرز والغلال على مستوى الجمهورية لثلاث سنوات متتالية، وذلك بعدما وضعوا آلية منظمة لاستخراج القمح والأرز، حيث كان يتم تهريب الأرز من الفرافرة إلى مضارب الفيوم ويخرج الأرز على أنه من محاصيل الفيوم.

وعلى مستوى الأماكن السياحية والأثرية يؤكد ثابت أن الواحة تمتلك معالم سياحية وبيئية وجيولوجية لا يوجد لها مثيل على مستوى العالم، مستشهداً بمحمية الصحراء البيضاء، التى يراها ثابت بأنها كفيلة أنها تنقل مصر نقلة سياحية عالمية إذا تم الاهتمام بها والترويج لها بشكل عالمى، فضلاً عن الكهوف التى تعد إرثاً طبيعياً لا مثيل له: «كل الناس تتغنى بكهف السنور، وهو كهف مفيش غبار عليه فيه طبقات صاعدة وهابطة وأعمدة تمثل إرث طبيعى ملوش مثيل على مستوى العالم، غير كهفين آخرين لا يقلان أهمية عن السنور وهما حكيم والجارة».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل