المحتوى الرئيسى

«رامى الدبابات» أمام «المدافع المكسورة»: كنت أصطادها من بعد 3 كيلومترات

04/23 10:26

بوجه يملؤه الفخر، وقف الرقيب فتحى شلبى، «رامى الدبابات» فى الكتيبة 12 مشاة فى حرب أكتوبر، التابعة للجيش الثانى الميدانى، أمام إحدى الدبابات التى كُسر برجها أمام مقر مركز إدارة عمليات القطاع الأوسط للجيش الإسرائيلى وقت الحرب، مبتسماً، وناظراً إليها.

يقول «شلبى»، فى تصريحات لـ«الوطن» من على جبهة قتاله القديمة، إن الدبابة تتحدث لراميها مثلما يتحدث الإنسان؛ فحينما كان ينظر للدبابة وهى متقدمة عن بعد، كان يعرف شخصية قائدها، ويختار النقطة المناسبة ليصطادها كـ«الفهد»، وهو ترجمة لاسم صاروخ «المالوتيكا» السوفيتى، الذى استخدمه «شلبى» فى تدمير دبابات العدو وقتها، ويوضح «رامى الدبابات» أنه كان يسير مترجلاً وحده، بواسطة أطقم معاونة له أمام القوات لتوفير الحماية الميدانية اللازمة لها، حيث كانت «الدبابات» تمثل القوة الضاربة الإسرائيلية فى ظل قطع قوات دفاعنا الجوى ليدها الطولى الممثلة فى الطائرات، ليصطاد منها ما يستطيع حتى تفر الأخرى خوفاً من تدميرها هى الأخرى.

«شلبى»: دمرت 18 دبابة وحصلت على «وسام الجمهورية العسكرى».. وقوة من «40 دبابة» فشلت فى وقف تقدمنا نحو «تبة الشجرة»

ويشير «شلبى» إلى أنه اصطاد 18 دبابة إسرائيلية فى مواقف متنوعة طوال الحرب، وأن الدولة كافأته على أعماله القتالية بمنحه وسام الجمهورية العسكرى، وهو الوسام المطابق لوسام الجمهورية من الطبقة الأولى، ويلفت «رامى الدبابات» إلى أنه عبر قناة السويس مع «المفرزة الأمامية» لكتيبته، قبل النسق الثانى للهجوم، لافتاً إلى أن ذلك جرى فى تمام الساعة الثانية و15 دقيقة، وأن أول دبابتين صادفهما أمامه كانتا فى تمام السابعة 3 إلا 10 دقائق عصراً، موضحاً أنه استهدف إحداها، التى كانت أول دبابة تُدمر على «خط بارليف» وقت حرب أكتوبر، موضحاً أن الدبابة الثانية هربت بعد استهداف الأولى بنجاح، ويشير «شلبى» إلى أن أول دبابات تظهر فى نطاق عمله عقب استهداف الدبابة الأولى كانت فى تمام السابعة والنصف مساءً، وكان ذلك عقب «العبور الكبير» عبر الكبارى التى جرى إنشاؤها، الذى بدأ فى تمام الثامنة مساءً، موضحاً أنه دمر دبابة منها، إلا أن مكانه جرى كشفه للدبابة الأخرى لتبدأ فى استهدافه، ويوضح «رامى الدبابات» أنه ألقى بنفسه فى «حفرة برميلية» أثناء اقتراب الدبابة منه لتدوس عليه، وأن «رشاش» الدبابة أطلق رصاصات عدة أعلى رأسه لم تصبه، مشيراً إلى أنه ألقى بنفسه إلى جوار جنزير الدبابة لتمر بسلام، ويؤكد «شلبى» إلى أن ما حدث معه هو توفيق من ربنا وحده، وأن شيئاً إلهياً حركه، مواصلاً بابتسامة تملأ وجهه: «لسه فى عمرى بقية»، موضحاً أن «النسق الثانى» للهجوم استهدف تلك الدبابة بصاروخ، مما دمرها.

ويشير «رامى الدبابات» إلى أن الأوامر جاءت له بالتقدم نحو «تبة السبعات»، ووجد أن «دبابة مخندقة» تحاول أن تعطل تقدم قواتنا حتى يصل الدعم الإسرائيلى، وحتى لا يصلوا إلى مركز القيادة لهم، ومن ثم كانت تهبط فى حفرة معدة لها، ثم تخرج لتطلق ضرباتها ثم تختفى، وكنا نجرى تطويقاً لهذا الموقع سواء بالمشاة المترجلين مثلى، أو بالدبابات التى كانت بدأت فى العبور، لنفاجأ بـ«ماسورة بتطلع وتختفى وسط مجموعة حشائش»، لينبهنى قائد لها لأستهدفها بصاروخ لتكون فى «خبر كان».

وعن الاستيلاء على «تبة الشجرة»، يقول إنه جرى الاستيلاء على الموقع يوم 8 أكتوبر مساءً، وكان اللواء طلبة رضوان، قائد سرية اقتحام برتبة نقيب، وأنه فى الهجوم جرى تدمير الدبابات التى كانت قريبة من الموقع، وعددها قرابة الـ8 دبابات، ويشير «شلبى» إلى أن الأراضى المحيطة بالموقع كانت صحراوية، وليست زراعية مثلما هو الحال حالياً، حيث كان يضرب على مسافة 3 كيلومترات، فيما أقل.

ويوضح أن هناك هجوماً منظماً تم تنفيذه على الموقع بـ«كتيبة دبابات»، وهى مكونة من قرابة 40 دبابة، وحينما استهدف منها دبابتين بنجاح تراجعت البقية، لتنسحب من الهجوم.

وعن الأطقم المعاونة له، يقول إنه كان برفقته 3 أطقم يجهزون له الصواريخ، وكان هو الضارب الوحيد، وأنه أثناء الضرب كان يتنقل بين أكثر من مكان حتى لا يتم رصده، لتنسحب الدبابات، وتبدأ المدفعية فى التقدم، والإغارة على مواقعهم.

ويشدد «شلبى» على أنه نال شهرة كبيرة لدى الجيش الثانى الميدانى، خاصة لدى الفرقة الثانية، التى كان يقودها الفريق حسن أبوسعدة، وكان برتبة عميد وقتها، حيث إن خبر تدميره للدبابات انتشر كالهشيم وقتها لتعلو صيحات «الله أكبر»، وتنتشر الفرحة بين المقاتلين المصريين.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل