المحتوى الرئيسى

أحدها حقق 300 جنيه بدور العرض.. فشل "أفلام الربيع" من السينمات يهدد مستقبل الوجوه الصاعدة

04/23 10:51

جاءت نسائم الربيع عكس هوى كثير من الوجوه الفنية الصاعدة، فموسم الربيع السينمائي في مصر والذي شهد إحدى كبرى المشاركات للوجوه الجديدة أتت نتائجه مخيبة للآمال للكثير منهم.

أفلام النجوم الشابة ألغي عرضها من السينمات تباعاً؛ بسبب الإيرادات الضعيفة بعد أيام من العرض، وهنا يلقي النقاد اللوم على أكتاف المنتجين الذين رأوا أنهم "يستسهلون" في صناعة الأفلام ويميلون إلى كفة الوجوه الجديدة؛ لتوفير الميزانية والدعاية لبيعها للتليفزيون وإنتاجها بأقل التكاليف دون الالتفات إلى المحتوى.

ولم يلُم النقاد الوجوه الشابة على القبول بأي أعمال تعرض عليهم؛ فهم في أمسّ الحاجة للتمكن من الانتشار ثم الانتقاء، مؤكدين أن رفع أفلامهم في السينمات قد لا يؤثر سلباً على مستقبلهم في ظل أن العشوائية هي من تحكم سوق الإنتاج.

مجموعة من الشباب يحاولون إثبات نظرية علمية في منطقة البتراء الأثرية بالأردن، كانت قصة فيلم "بترا بوابة الزمن" التي لم يكتب لها النجاح بعد أن أوقفت السينمات عرضه بعد أسبوعين لتحقيقه 115 ألفاً فقط.

إلغاء عرض الفيلم الذي جاء في إطار تشويقي، ربما صدم مجموعة شبابية تبحث عن أول الطريق الفني؛ وهم: محمد جمال، وكريم محجوب، وميرنا نور الدين، وزياد يوسف، ونور أبو سنينة، وأحمد صلاح الدين.

300 جنيه حققها الفيلم في السينمات يوم الثلاثاء 11 أبريل/نيسان 2017، كانت كافية لقرار رفع أجهزة الإنعاش عن الفيلم برفعه من السينمات.

"علي معزة وإبراهيم"، فهو لون جديد من الأفلام لم يجد حظه طوال 5 أسابيع قضاها على الشاشة الكبيرة؛ فقد حقق الفيلم إيرادات لم تتخطَّ الـ252 ألفاً طوال هذه الفترة؛ أما فيلم تسبب في إلغاء عرضه من السينمات.

العمل الذي فاز بطله علي صبحي بجائزة المهر الطويل لأفضل ممثل في مهرجان دبي عام ،2016 كان فرصةً ليتعرف الجمهور على كل من صبري الذي يعشق معزته ويتعرض لهجوم كبير وسخرية بسبب ذلك، ومع هذا لم يتخلَّ عنها وتحت ضغط والدته توجه لمركز علاج، وأحمد مجدي الذي التقى علي في المركز نفسه، حيث كان يعاني الاكتئاب ليقررا معاً الانطلاق في رحلة تعيدهم مرة أخرى للحياة.

ولم يكن الممثل الشاب إسلام جمال ومعه خالد عليش وأميرة هاني، أوفر حظاً من السابقين، فكان الإخفاق الكبير في موسم الربيع من حظهم عند عرض فيلم "سكر بره"، رغم مشاركة أبطال "مسرح مصر" فيه؛ مثل حامد الشراب وإبرام سمير، ليكون مصيره هو الآخر إلغاء عرضه من السينمات.

وقد بلغت إيرادات الفيلم 40 ألف جنيه فقط في 12 يوم عرض، ودارت قصة الفيلم حول لقاء بعد سنوات من الغياب بين مجموعة من اﻷصدقاء في حفل زفاف، وخلال الزفاف يقع حدث يغير من مسار الليلة وحياتهم.

وفي فيلم "ممنوع الاقتراب أو التصوير" لميرفت أمين وبيومي فؤاد، كان الاعتماد على الوجوه الشابة أساسياً وكبيراً، مثل: محمد مهران و أيمن منصور وطارق الإبياري ونور قدري ومروة الأزلي وآخرين. ولكن جاء مصيرهم كأسلافهم؛ إذ ألغي عرض الفيلم من دور العرض السينمائية؛ نظراً للإقبال الجماهيري الضعيف فلم تتخطّ إيراداته بعد 3 أسابيع عرض 470 ألف جنيه.

والفيلم دار حول قصة اجتماعية طريفة، حيث تدخل بطلة الفيلم في صدام قانوني مع الحكومة بسبب إنشاء قسم شرطة في عقارها.

طارق الشناوي، الناقد الفني، ألقى مسؤولية إلغاء عرض أفلام الوجوه الصاعدة من السينمات على عاتق المنتجين، حيث رأى أن غالبية هذه الأفلام صُنعت لتذهب للفضائيات، فالمسألة تجارية بحتة في داخلهم.

ويوضح وجهة نظره في حديثه لـ"هافينغتون بوست عربي"، أن منتجي هذه الأفلام يعلمون أنهم سيحصلون على الحد الأدنى من الربح من خلال بيعها للفضائيات مع قليل من المكسب من السينمات وإن كان المكسب كله قليلاً، ولذلك لا ينفقون إلا أموالاً محدودة، بحد تعبيره.

واعتبر الشناوي غالبية هذه التجارب رديئة وبها استعجال في التنفيذ، مع محاولة للتوفير بتقديم شباب بأجور بسيطة وتجنب الدعاية، وهو في اعتقاده خطأ كبير.

ودلل على حديثه بتجربة رمسيس نجيب المخرج والمنتج السينمائي مع بداية الممثلة نجلاء فتحي في فيلم كان مقرراً أن تؤدي بطولته سعاد حسني، ولم يقبل أن يخفض الميزانية؛ حتى ينفق الفرق بين أجر سعاد ونجلاء على الدعاية ليعرف الجمهور بالنجمة الجديدة.

وتابع: "الغرض الآن لدى كثير من المنتجين، هو توفير الميزانية الموجهة للنجم أو الفيلم؛ لذلك يقدمون أفلاماً متواضعة، ويشوش بعضها على بعض لتشابهها الكبير".

وعن تأثير رفع الأفلام من السينمات على الوجوه الصاعدة، رأى الناقد الفني أن من حق الشباب الصاعد أن يدقَّ كل باب، فلا يلام على القبول بهذه النوعية في البداية، وإن أخفق فيها يحاول مرات عديدة في أعمال أخرى.

ونوه إلى أن الفنان محمود حميدة قدم أفلام مقاولات كثيرة في فترة الثمانينات حتى وظفه المخرج محمد خان في عمل جيد من حيث القصة والميزانية وخلافه، فأصبح نجماً كبيراً.

بدوره، رأى رامي عبد الرازق، الناقد الفني، أن كل فيلم له أسبابه الخاصة التي أدت إلى رفعه من السينمات؛ فمنها من كانت قصته والسيناريو ضعيفين، وآخر لم يقدم نجوماً ناضجين فنياً بشكل كاف ليتحملوا مسؤولية فيلم وحدهم، وهناك أفلام لا ينفق عليها دعاية بشكل مناسب.

وقال إن فيلم "علي معزة وإبراهيم" حصل على جائزة في دبي، ولكنه لم يلق مردوداً جماهيرياً في السينمات لخلل في الدعاية، حتى يصل للشريحة المهتمة بمثل هذا النوع من الأفلام.

وذكر أن أفلام السبكي تحقق إيرادات مرتفعة، ليس لجودتها، ولكنه ينجح في توصيلها للشريحة التي تريدها وهي ليست صغيرة.

تحديد الشريحة المناسبة للجمهور وإقناعها بالفيلم هو دور مهم لا يجيده كثير من المنتجين، بحسب عبد الرازق، فلا يوجد فيلم في رأيه يناسب كل الشرائح.

وشدد على أن رفع الأفلام من السينمات جزء من العشوائية التي تحكم الإنتاج والتوزيع، فمن المنتجين من يصنع أفلاماً للمشاركة بها فقط في مهرجانات ومن ثم إرسالها للسينمات، حققت إيرادات أو لا ليست هذه هي القضية؛ لأنها سيبيعها بعد ذلك للتليفزيون أو "السوبر جيت"، فلا يوجد لديهم أدنى رؤية، فالأمر غالب عليه المغامرة أكثر من الهدف والإبداع الفني.

ورفض الناقد الفني توجيه اللوم للوجوه الفنية الصاعدة على المشاركة في أفلام ضعيفة، فهم -كما يقول- شباب متحمس ولديه طاقة كبيرة ولن تأتيه الفرصة التي يتمناها قبل 10 سنين من التمثيل، لذلك من حقه القبول بأي فرصة تتاح أمامه.

وأردف: "لن يأتيه الدور العظيم الذي يتمناه، ولذلك يحاول الشاب الصاعد أن يوجد في أكبر عدد ممكن من الأفلام، حتى يسوق نفسه فيما بعد، على الأقل يعرف المخرجون كيف كان شكله وأداؤه أمام الكاميرا".

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل