المحتوى الرئيسى

قمة الرياض بين «السيسي وسلمان».. تحالف جديد لضرب تكتيكات» إيران

04/23 15:40

تطوي الحاجة إلى مواجهة النفوذ الإيراني المتصاعد في المنطقة العربية، صفحات الخلاف بين مصر والمملكة العربية السعودية، ولعل ما ظهر من الجانبين المصري والسعودي يشير بوضوح إلى رغبتهما في رأب الصدع وبناء علاقات جيدة مع بعضهما البعض.

لذلك دعا الملك سلمان، خادم الحرمين الشريفين، الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الحضور للمملكة لمناقشة العديد من الملفات، التي من بينها بالتأكيد هو مواجهة نفوذ إيران بالمنطقة، واستجاب الرئيس بالفعل للطلب وذهب إلى المملكة في زيارة عمل.

ولا ننسى أن الرئيس السيسي وجه للعاهل السعودي دعوة مماثلة، وكل ذلك كان في القمة العربية الأخيرة بالأردن، فالحاجة إلى علاقات قوية بين السعودية ومصر، أصبحت أكثر من الأول، فالبلدين حاليًا في أمس الحاجة إلى بعضهما البعض، لمواجهة التعديدات المحيطة بالمنطقة ككل.

تُشير مصادر إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي أوباما لديها نفس الهدف وهو تحسين العلاقات المصرية السعودية، وكانت هناك بوادر فعلية حين استمرت المملكة السعودية في توريد النفط إلى مصر بعد فترة توقف، فضلاً عن العديد من القضايا والملفات المشتركة بين الجانبين.

وكان من المتوقع أن يقوم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بزيارة للقاهرة قبل هذه القمة، وفقا لبيان أصدرته الخارجية المصرية بداية أبريل الجاري، أشارت فيه بوضوح لزيارة الجبير (التي لم تتم)، والتي اعتقد البعض أن هدفها تحديد النقاط الخلافية بدقة والعمل على تقليصها قبل قمة الرياض.

وتأتي زيارة السيسي للسعودية عقب جولة قام بها وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس لكل من الرياض والقاهرة ناقش فيها مجموعة من الملفات التي تهم البلدين، وأهمها مكافحة الإرهاب ومواجهة التغول الإيراني وبحث سبل إنهاء الأزمة في اليمن، وهو ما يشير إلى أن هذه القضايا ستكون محل اهتمام بارز في مباحثات الملك سلمان والسيسي، وتؤكد أن الولايات المتحدة شريك أو ضامن دولي قوي للشراكة بين الدولتين خلال الفترة المقبلة.

من جانبه، قال الدكتور مختار غباشي، الخبير والمحلل السياسي، إن السؤال المهم الذي سيتم طرحه على طاولة السيسي وسلمان هو «كيف تصل لتفاهم مع إيران»، لافتًا إلى أن وجود مصر في المشهد بجانب السعودية ستجعل إيران تفكر ألف مرة قبل التصعيد في اليمن أو سوريا.

وأوضح غباشي في تصريح لـ «اليوم الجديد»، أن الملف الإيراني سيتحوذ على مساحة وحيز كبير في المفاوضات المصرية السعودية، فهو الملف الأهم، لكن إيران تُسيطر بالفعل على مساحات كبيرة في الوطن العربي سواءً سيطرة مباشرة أو سيطرة فكرية عن طريق التحكم في حكومات تلك الدول.

وأشار إلى المشاركة المصرية في التحالف العربي لمواجهة الحوثيين، مؤكدًا أن مصر تُشارك جوًا وبحرًا وهيّ جزء أصيل من التحالف العربي في اليمن، لافتًا إلى أن مصر أعلنت عن عدم وجود قوات برية لها في الحرب ضد الحوثيين، لكن هناك من يقول بأن هناك قوات مصرية تشارك.

من جانبه، قال الدكتور أحمد القويسني، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إنه لابد أن يكون هناك خطوط حمراء في العلاقة بين مصر والسعودية، بمعنى أن مستقبل العلاقات بين البلدين لا يجب أن يتوقف على حدوث شيء طارئ أو تغير في السياسة.

وأوضح أن البلدين يبحثان عن وجود مساحات في التنوع بين الرؤى يحاولان من خلالها محو آثار الفترة الماضية التي تباعدت فيها التقديرات بشأن بعض الملفات الإقليمية، وبالتالي فإن التشاور حول وجود آليات واضحة تحدد مقتضيات الأمن القومي العربي ستكون حاضرة وبقوة خلال الزيارة، وطيّ إحدى الصفحات العابرة التي كادت تتسبب في أزمة عميقة بين البلدين.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل