المحتوى الرئيسى

السيد مبارك الرفاعي يكتب: السادة الأشراف .. آل بامالك أحفاد من مضى من السادة الزيدية .. أئمة وملوك اليمن العظماء | ساسة بوست

04/22 23:24

منذ 5 دقائق، 23 أبريل,2017

ملكنا هذه الدنيا قرونًا وأخضعها جدود خالدونا

وسطرنا صحائف من ضياء فما نسي الزمان ولا نسينا

حملناها سيوفًا لامعات غداة الروع تأبى أن تلينا

إذا خرجت من الأغماد يومًا رأيت الهول والفتح المبينا

وكنا حين يرمينا أناس نؤدبهم أباة قادرينا

وكنا حين يأخذنا ولي بطغيان ندوس له الجبينا

تفيض قلوبنا بالهدي بأسًا فما نغضي عن الظلم الجفونا

وما فتئ الزمان يدور حتــى مضى بالمجد قوم آخرونا

وأصبح لا يرى في الركب قومي وقد عاشوا أئمته سنينا

وآلمني وآلم كل حر سؤال الدهر: أين المسلمون؟

ترى هل يرجع الماضي؟ فإني أذوب لذلك الماضي حنينا

بنينا حقبة في الأرض ملكا يدعمه شباب طامحونا

شباب ذللوا سبل المعالي وما عرفوا سوى الإسلام دينا

تعهدهم فأنبتهم نباتا كريما طاب في الدنيا غصونا

هم وردوا الحياض مباركات فسالت عندهم ماء معينا

إذا شهدوا الوغى كانوا كماة يدكون المعاقل والحصونا

وإن جن المساء فلا تراهم من الإشفاق إلا ساجدينا

شباب لم تحطمه الليالـ ـي ولم يسلم الى الخصم العرينا

ولم تشهدهم الأقداح يومًا وقد ملأوا نواديهم سجونا

عرفوا الأغاني مائعات ولكن العلا صنعت لحونا

وقد دانوا بأعظمهم نضالًا وعلمًا، لا بأجزلهم عيونا

فيتحدون أخلاقًا عذابًا ويأتلفون مجتمعًا رزينا

فما عرف الخلاعة في بنات ولا عرف التخنث

ولم يتبجحوا في كل أمر خطير، كي يقال مثقفونا

كذلك أخرج الإسلام قومي شبابًا مخلصًا حرًا أمينا

وعلمه الكرامة كيف تبنى فيأبى أن يقيد أو يهونا

دعوني من آماني كاذبات فلم أجد المنى إلا ظنونا

وهاتوا لي من الإيمان نور وقووا بين جنبي اليقينا

أمد يدي فأنتزع الرواسي وأبني المجد مؤتلقًا مكينا

يعود نسبهم إلى جدهم السيد الشريف مالك بن اﻹ‌مام أحمد بن اﻹ‌مام حمزة بن اﻹ‌مام أبي هاشم الحسن الذي يعود نسبه إلى سيدنا اﻹ‌مام الحسن بن اﻹ‌مام علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنهما ـ الذي هو حفيد رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.

ويعود نسب جدهم إلى السادة اﻷ‌شراف الحمزات الرسيين الطباطبائيين الحسنيين الهاشميين القرشيين من عرب بني عدنان من سلالة نبي الله محمد بن عبد الله وهم من أهل بيته ـ صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ـ والذين قال الله تعالى عنهم: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرًا. صدق الله العظيم. الذي يرتقى نسبه ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى آبائه نبي الله إسماعيل الذبيح بن نبي الله إبراهيم الخليل عليهما الصلاة والسلام.

والشرفاء الحمزات الرسيون هؤلاء كانوا منذ قبل 900 عام أئمة وملوكًا على بلاد اليمن، وقد أزهر اليمن وازداد شعاعها بحكمهم وبحضاراتهم العظيمة، وعلمهم الغزير.

نسب جدهم السيد الشريف مالك ـ رحمه الله تعالى ورضي الله عنه وآبائه وأجداده أجمعين ـ  هو السيد: السيد الشريف مالك بن أحمد بن حمزة بن أبي هاشم الحسن بن عبد الرحمن بن يحيى بن عبد الله بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن المثنى بن اﻹ‌مام أمير المؤمنين الحسن السبط المجتبى الشهيد بن اﻹ‌مام أمير المؤمنين علي المرتضى الشهيد ـ رضي الله عنهم وعن آل البيت والصحابة أجمعين ـ بن أبي طالب، وزوج السيدة فاطمة الزهراء البتول ـ رضي الله عنها ـ بنت سيد ولد آدم عبد الله ورسوله الحبيب المصطفى محمد بن عبد الله أبناء عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن نبي الله إسماعيل الذبيح بن نبي الله إبراهيم الخليل عليهما الصلاة والسلام. الرسي الحسني الهاشمي القرشي العدناني اﻹ‌سماعيلي العربي.

اﻹ‌مام القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل الملقب بالرسي وترجمان الدين، وهو نجم آل الرسول: سبب التلقيب بالرسي لسكناه في جبل الرس في البادية بالقرب من المدينة المنورة ووفاته بها، وسمي ذريته وأعقابه بالرسيين.

عاصر الخلفاء اﻷ‌ربعة هارون الرشيد واﻷ‌مين والمأمون والمعتصم بالله العباسيين، وتوفي في عام 246 هجرية في جبل الرس بالمدينة المنورة.

دعا بالإمامة، وانتشرت بيعته في الحجاز والعراق ومصر والشام والهند والسند وقارة إفريقيا واليمن، وأخذ العباسيون يطاردونه حتى اختفى وبقي في جبل الرس كما ذكرت وتوفي فيها.

قصة هذا الإمام وصفاته وأحواله رحمه الله تعالى ورضي الله عنه:

القاسم الرسي سيد آل بيت رسول الله الطيبين الطاهرين صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وشيخهم وكبيرهم ، وأحد الأئمة المجتهدين المجاهدين، ومن أفضل أهل زمانه علمًا وعملًا ولورعه وتقاه لقبوه بترجمان الدين، وأمضى حياته يجاهد ويدعو إلى الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويقاوم الظلم والطغيان، فطارده الحكام والولاة وعاش طوال عمره متخفياً مشردًا في البلاد.

ويقول الدكتور عبد الرحمن عميرة – الأستاذ بجامعة الأزهر – ولد أبو محمد القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبى طالب، الشهير بالرسي، في سنة 169 هـ / 785م، وكانت نشأته بالمدينة المنورة، وسكنه بجبال قدس بأطرافها عند جبل الرس، وهو شقيق الإمام الزيدي الثائر محمد بن إبراهيم بن إسماعيل الشهير بابن طباطبا، الذي خرج ثائرًا بالكوفة على عهد الخليفة العباسي المأمون، فلقد بايعه على الثورة خلفه، أهل الكوفة في جمادى الأول سنة 199هـ / 814م ، وابن الإمام ذي الخطر إبراهيم طباطبا الذي قام بالإمامة والدعوة بالرضا من آل محمد والثورة عدة مرات: أولها في عهد أبي جعفر المنصور، وثم في عهد المهدي العباسي بالري وسجنه هذا الخليفة حتى سنة 169هـ التي تولى فيها الخليفة العباسي الهادي الخلافة بعد وفاة أبيه المهدي، وثار الإمام طباطبا على الخليفة الهادي العباسي مع الإمام الحسين الفخي بن علي بن الحسن المثلث بن الحسن المثنى بن اﻹ‌مام الحسن – رضي الله عنه – مبايعًا له على الإمامة، وثم بعد ذلك ثار مع علي بن الحسن بن الإمام إبراهيم قتيل باخمرى بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى على الخليفة هارون الرشيد عام 170هـ واستشهد رحمه الله تعالى على في السجن عام 190هـ.

كان الرسي أحد أفضل أهل زمانه علمًا وعملًا، وهو المتقدم في الزهد ولزوم العبادة، وكان تام الخلق كثير الوفاء، شديد الغلظة على أعداء الله، رؤوفًا رحيمًا، متورعًا متخشعًا شهيرًا بالبسالة في سبيل الدين والإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وروي عن جعفر بن حرب أنه دخل على القاسم بن إبراهيم فجاراه في دقائق الكلام، فلما خرج من عنده قال لأصحابه: أين كنا عن هذا الرجل، فوالله ما رأيت مثله، وكان الحسن بن يحيى فقيه أهل الكوفة قد سئل عن القاسم الرسي فأجاب: سيدنا وكبيرنا، والمنظور إليه من أهلنا، وما في زماننا هذا أعلم منه، وعن أبي العباس قال: سمعت أبا زيد عيسى بن محمد العلوي، يقول: قلت لمحمد بن منصور: الناس يقولون إنك لم تستكثر من القاسم، قال: بلى، صحبته خمسًا وعشرين سنة، فقلنا له: إنك لست تكثر الرواية عنه، قال: كأنكم تظنون أنا كلما أردنا كلمناه، من كان يجسر على ذلك منا؟، ولقد كان له في نفسه شغل، كنت إذا لقيته لقيته كأنما ألبس حزنا، وفى كتب طبقات الزيدية التي تؤرخ لائمتها وأعلامها، يوصف القاسم الرسي بأنه نجم آل رسول الله، وترجمان الدين، وفقيههم، وعالمهم المبرز في أصناف العلوم، ومن بضرب به المثل في الزهد والعلم. أما مقامه بين أئمة الزيدية فهو مقام الإمام المقدم بين أئمتها، حتى لقد نسبت إليه إحدى الفرق التي تفرعت إليها الزيدية، وهى فرقة القاسمية.

وكما كان الرسي إمامًا في الثورة والجهاد والأمر بالمعروف والإصلاح، كذلك كان إمامًا في الفلسفة وعلم الكلام الإسلامي وفقيهًا ومفسرًا للقرآن الكريم، والمبرز في أصناف العلوم تصنيفًا وإجابة عن المسائل الواردة عليه، وأساس أفكاره العدل والتوحيد، ومن بين كتبه ورسائله، التي تقترب من الأربعين نجد للكتابات السياسية مكانًا ملحوظًا، إذ صنف العديد من الكتب والرسائل التي أسست وأطرت قضايا الإمامة والسياسة الشرعية، وشؤون الحكم والجهاد ومجادلة الفرق ومن أهم مصنفاته: الرد على ابن المقفع، والرد على النصارى، والمسترشد، والرد على المجبرة، وتأويل العرش والكرسي، والمسألة، والفرائض والسنن، وكتاب الطهارة، وصلاة اليوم والليلة، ومسائل علي بن جهشيار، والناسخ والمنسوخ، وسياسة النفس، والإمامة، وتثبيت الإمامة، والاحتجاج في الإمام، والهجرة للظالمين، والقتل والقتال، والرد على الرافضة، والرد على الروافض من أصحاب الغلو، والكامل المنير في الرد على الخوارج.

وكان الرسي – ككل أئمة الزيدية – على مذهب المعتزلة في الأصول، مع خلاف جزئي بينهما في قضية الإمامة وحدها، وفي قضايا أخرى، مثل: خلق القرآن، ونحو ذلك.

وحدث أنه بعد وفاة الإمام ابن طباطبا نهض القاسم الرسي بأمر الدعوة الزيدية العلوية، وثار على المأمون عام 199هـ بمصر، وقيل بأن ثورته هذه كانت بمكة المكرمة (والمعلومة هذه غير صحيحة، فقد كان بمصر 10 سنوات ولم يخرج منها).

وتمت له البيعة بالإمامة والنهوض بأمر الثورة سنة 220 هـ / 835م، في منزل محمد بن منصور المرادي بالكوفة، ولقد سميت البيعة التي عقدت للقاسم الرسي بالبيعة الجامعة، وذلك لاجتماع وجوه أهل البيت، من نسل الإمام على بن أبي طالب – كرم الله وجهه ورضي الله عنه – على البيعة له، وكان ذلك على عهد الخليفة العباسي المعتصم.

قبل عقد البيعة بالإمامة للقاسم الرسي وظهور أمره، كان قد قضى سنوات مختفيًا عن أعين بني العباس، يمارس الدعوة العلوية سرا للرضا من آل محمد – صلى الله عليه وسلم – أي يدعو للثورة خلف إمام علوي غير محدد الاسم، وهي طريقة اقتضتها سرية الدعوة، وضرورة الحفاظ على حياة الإمام الذي يدعو إلى الثورة تحت راياته، وخلال تلك الحقبة مكث القاسم الرسي مختفياً بمصر عشر سنوات، مثابرًا على الدعوة، صابرًا على التغرب والتردد في النواحي متحملًا للشدة مجتهدًا في إظهار دين الله، منابذًا للظلم، والمأمون والمعتصم يجدان في طلبه ومطاردته، وعامله على مصر عبد الله بن طاهر يوالي البحث عنه، فاضطر إلى الهجرة مستترًا في البلدان.

وعندما انتقل القاسم الرسي من مصر إلى الحجاز واليمن وأخذ أمره في الذيوع والانتشار، دخلت الجيوش العباسية إلى أرض اليمن لمطاردته، فاضطر إلى الاختفاء مرة ثانية، وعاش بأحد أحياء البدو مستترًا، ودخل عدن ومنها رحل إلى بلاد السودان، فمصر، ثم الحجاز، وأراد الاستقرار بالمدينة، وأبى أن يرد على كتاب المأمون الذي حاول فيه أن يستميله ويصافيه ويأمن جانبه ويغريه بالعطايا والمال العظيم، ويصل ما بينهما، وقال: والله لو كلفني المأمون ببناء مسجد لله ما فعلت، ولما مات الخليفة المأمون، عاد إلى الظهور في عهد المعتصم، وتمت له البيعة في سنة 220 هـ / 835م.

السيد الشريف الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل: يلقب بالجواد العابد الحافظ، كان سيدًا كريمًا، وهو سبب انتشار الزيدية باليمن أكثر من أبيه.

ذكر ابن خلدون في تاريخه عنه وعن أبيه رضي الله عنهما:

 وأعقب من ولده ثمانية أنبههم الحسين بن القاسم وكان زاهدًا ومن نسله أئمة صعدة.

طلب المأمون القاسم الرسي بن إبراهيم طباطبا ففر إلى السند  لم يزل به إلى أن هلك سنة خمس وأربعين ومائتين ورجع ابنه الحسين إلى اليمن وكان من عقبه الأئمة بصعدة من بلاد اليمن، وكان من عقبه أقاموا للزيدية بها، دولة اتصلت آخر الأيام بصعدة جبل في الشرق عن صنعاء، وفيه حصون كثيرة: أشهرها صعدة، وحمص تلا، وجبل مطابة، وتعرف كلها ببني الرسي. وأول من خرج بها منهم يحيى بن الحسين بن القاسم الرسي دعا لنفسه بصعدة، وتسمى بالهادي، وبويع بها سنة ثمان وثمانين في حياة أبيه الحسين.

وكان الحسين أكثر أبناء الإمام القاسم الرسي علمًا وزهدًا وبركة وتدينًا، وله ردود على الملاحدة والزنادقة رحمه الله.

وهو والد ثلاثة أبناء هم:

1- اﻹ‌مام أمير المؤمنين أبي الحسين يحيى الملقب بالهادي إلى الحق، وهو إمام اليمن وملكها عام 286 إلى عام 299 هجرية، وخطب له بمكة المكرمة أيضًا.

وفيه ذكر في كتب الزيدية: وحمل إلى جده القاسم فوضعه في حجره المبارك وعوّذه، وقال لابنه: بم سمّيته؟ قال: يحيى، وقد كان للحسين أخ يسمى يحيى توفي قبل ذلك، فبكى القاسم حين ذكره وقال: هو واللّه، يحيى صاحب اليمن. إلى أن قال: أقام اللّه به الدين في أرض اليمن وأحيا به رسوم الفرائض والسنن، فجدد أحكام خاتم النبيين، وآثار سيد الوصيين.

2- اﻹ‌مام اﻷ‌مير عبدالله ويلقب بعالم آل محمد ، وبصاحب الزعفرانة لرؤية عظيمة رآها في المنام، ويكنى بأبي محمد وأبي القاسم، وقد بايع أخاه باﻹ‌مامة، وهاجرا معًا إلى اليمن من جبل الرس من المدينة المنورة بالحجاز.

وقد حارب الرافضة الشيعة القرامطة، وقد قتل مدعي النبوة الزنديق علي بن الفضل القرمطي (زعيم القرامطة باليمن) على يديه، لولا الله – عز وجل – ثم هو، ولم يستريح المسلمون في اليمن من شر القرامطة إلا بعد مقتله. وقاتل جميع أهل الفتن والعصاة الممتنعين عن بيعتهم والخارجين على حكمهم في اليمن حتى بلاد نجران باليمن .وقد توفي في عام 310 هجرية ويقال عام 320 هجرية والله تعالى أعلم.

وهو فارس بني هاشم في زمانه ، وكانت بلاد اليمن تحت سيطرته على أفضل وجه, من ميزات أخيه الإمام يحيى وصفاته أنه إمام عادل عابد زاهد تقي, وكان أخيه الإمام يحيى يعتمد عليه في كل شيء, وكان عبدالله بالنسبة إلى أخيه الأكبر الإمام يحيى الهادي إلى الحق ذراعه الأيمن في كل شيء، وكانت اليمن في عهديهما في أفضل حال.

يتصف الإمام عبدالله بن الحسين بن القاسم الرسي بالشجاعة والجسور، وحدة الذكاء والدهاء، ويتصف أيضًا بالورع والتقوى والزهد وغيرها من الصفات العظيمة والجميلة. وبالرغم من هذه الصفات العظيمة الجميلة، إلا أن أعظم ما يميز الإمام عبد الله بن الحسين بن القاسم الرسي عن غيرها من الصفات هي العلم وسعته، فلقد كان الإمام عبد الله بن الحسين بن القاسم الرسي عليهم السلام أحد كبار علماء الزيدية في زمانه وألف العديد من الكتب الدينية، ومنها الناسخ والمنسوخ. كان الإمام – عليه السلام – بدويًا، محب للبداوة مثل أبائه وأجداده وأخيه، وذريته أيضًا تمسكت بالبداوة عبر الزمن والسنوات، حتى في الزمن الحاضر.

وأمه وأم أخيه اﻹ‌مام أمير المؤمنين يحيى الهادي إلى الحق هي السيدة الشريفة: أم الحسن فاطمة بنت الحسن بن محمد بن سليمان بن داود بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، وأمها هي السيدة الشريفة: أم الحسن فاطمة بنت الحسين بن عبدالله بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم.

3- وعلي، وأمه أم ولد، وعقبه قليل يقال لهم: بنو الشيخ، وهم بصعدة.

يحيى بن عبدالله بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل: أبي الحسين كان من اﻷ‌مراء اﻷ‌جلاء في اليمن، ويلقب بالعالم وعماد الدين ونجم وشرف آل الرسول، يلقب بذلك لفقهه وعلومه في الدين وشرفه العظيم وحسن سيرته. توفي في القرن الثالث الهجري. قال عنه الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة بن سليمان :هو نجم آل الرسول وشرفه، لا يجهله أولو الشرف.

عبد الرحمن بن يحيى بن عبدالله بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل: يلقب بالمنصور بالله ويكنى بالفاضل، استدعاه اﻹ‌مام يحيى الهادي إلى الحق إلى صعدة باليمن عام 288 هجرية، وبعد وفاة أبيه وجده وعم أبيه اﻹ‌مام يحيى الهادي إلى الحق عاد إلى جبل الرس بالمدينة المنورة وتوفي فيها. قال عنه الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة بن سليمان:كان نسيج وحده شرفًا ومجدًا.

الحسن بن عبدالرحمن بن يحيى بن عبدالله بن الحسين بن القاسم: هاجر من البادية من جبل الرس بالمدينة المنورة بالحجاز إلى قرية ناعظ باليمن عام 418 هجرية (وكان كثير الترحال إلى العراق والشام لطلب العلم والدعوة للإمامة الزيدية، فالبعض أخطأ عندما ذكر بأنه هاجر إلى ناعظ باليمن من العراق أو الشام)، وبويع باﻹ‌مامة، ثم انتقل إلى صنعاء عام 422 هجرية وطرد من صنعاء من قبل الحسين المرواني، وعاد اﻹ‌مام الحسن واستولى عليها مرة أخرى. ومن حضارات هذا الإمام الشهم الفذ: اختط حصن ظفار، وهو أول من اختط هذا الحصن اليمني العريق.

وسبب هجرته من الحجاز إلى اليمن: بسبب انعدام اﻹ‌مامة الزيدية باليمن، وقامت الزعامات القبلية على اليمن، بدًﻻ‌ عن اﻹ‌مامة الزيدية، وأبناء عمه اﻹ‌مام يحيى الهادي إلى الحق هم سبب ضعفها وانعدامها، بسبب الطمع على السلطة، وإلى أن أتى أيضا ابن عمهم اﻹ‌مام القاسم العياني الذي يعود نسبه إلى محمد بن القاسم الرسي بن إبراهيم فتضايق أحدهم من ذلك، وبدأت اﻹ‌مامة بالتدهور إلى أن انعدمت، فقرر الحسن بن عبد الرحمن بن يحيى الهجرة إلى اليمن مع ولديه محمد وحمزة، وساعداه على بلوغ اﻹ‌مامة والبيعة أيضًا، إلى عام421هـ (وقيل عام 433هـ)، تآمرت عليه قبائل صنعاء، ومنها بنو حماد من همدان وقبيلة عنس فقتلوه.

وكان يكنى بأبي هاشم، ويلقب بالمعيد لدين الله، والراضي، ورضي الدين ، ولقب أيضًا بالناعظي بسبب هجرته إلى قرية ناعظ باليمن وبويع فيها باﻹ‌مامة وسكن وقبر فيها.

حمزة بن الحسن بن عبدالرحمن بن يحيى بن عبد الله بن الحسين بن القاسم: وفي سنة 452 هجرية قـام: حمزة بن اﻹ‌مام أبي هاشم الحسن بن عبدالرحمن بن يحيى بن حسين بن القاسم بن إبراهيم (الرسي) بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وقد توفرت شروط اﻹ‌مامة فيه، ومع أن بعض القبائل قد بايعت هذا اﻹ‌مام بالإمامة وإمرة المؤمنين، إﻻ‌ أن نفوذ الملك الصليحي لم يسمح له بالتوسع وممارسة الحكم.

فقد قامت قوات الملك علي بن محمد الصليحي (مؤسس الدولة الصليحية التي تتبع الدولة العبيدية الباطنية الإسماعيلية) بمواجهة اﻹ‌مام الداعي حمزة بن أبي هاشم، ووقعت بين الطرفين حروب ومعارك شديدة ، وآخرها بمنطقة «المنوي» في أرحب، كان معه «1,500» فارس و «15,000» مقاتل من قبائل «بكيل، ونهم، ووداعة»، لقي «800» منهم مصرعهم، ومعهم «90» شيخًا من همدان، وخلالها استطاع جيش الصليحي بقيادة عامر بن سليمان الزواحي هزيمة جيش اﻹ‌مام الأعظم حمزة بن أبي هاشم ومقتله وذلك سنة 459هـ، وقد ألقى هذا الإمام قصيدة في هذه المعركة تعبر عن جسارته وعظمته وتعبر عن أدبه :

      أطعن طعنًا ثائرًا غباره … طعن غلام بعدت أنصاره

وقبره في بيت الجالد من بلاد أرحب وهو مشهور ومزار، ويحكى له كرامات كثيرة. وفي الحرب بينه وبين الصلحيين الشيعة اﻹ‌سماعيليين الباطنية، ناصره ولداه الاثنان اﻹ‌مام محمد واﻹ‌مام أحمد، وقد قتل معه ابنه البكر محمد، وأما أحمد فكان جريحًا، ونجا ولله الحمد.

وبعد ما حدث للإمام حمزة لم يكن أحد من أبنائه يدعو باﻹ‌مامة بعد ما حدث غير ابنه أحمد (وكان للإمام حمزة عدة أبناء آخرين ولكن أفضل أبناءه وأعلاهم منزلة وأنبههم ستة، وهم: الإمامين محمد وأحمد ثم مالك وعلي العالم وسليمان وأبو المظفر يحيى عماد الدين ذو الشرفين)، وهو آخر من توفي من أبناء اﻹ‌مام حمزة بن أبي هاشم الحسن، وهو أكبر أبناء حمزة بعد أخيه اﻷ‌كبر محمد الذي استشهد مع والده في المعركة عام 459 هجرية.

وقد سلط الله على علي بن محمد الصليحي سعيد بن نجاح الذي هو من الموالي، وأسس إمارة تسمى ببني النجاح.

وأما عامر بن سليمان الزواحي الشيعي فقد سلط الله عليه اﻹ‌مام المحتسب اﻷ‌مير المحسن بن الحسن الذي يعود نسبه إلى اﻹ‌مام يحيى الهادي إلى الحق ثأرًا لحمزة بن أبي هاشم الحسن ابن عمه، وقد ثار أحمد ﻷ‌جل والده وأخيه، إﻻ‌ أنه لم يفلح في قتل عامر الزواحي وﻻ‌ علي الصليحي بسبب تحصنه الشديد في قلعته.

ومنذ أن تأسست دولة بني النجاح ودمرت وأحمد في مكة المكرمة لم يكن باليمن، وكان يحج ويعتمر، ثم عاد إلى اليمن عند إقتراب زوال دولة بني النجاح، وفي الوقت الذي عاد فيه إلى اليمن طرد الأشراف الهواشم اﻷ‌مراء أبناء عمهم، اﻷ‌شراف السليمانيين من مكة المكرمة وزالت دولتهم وإمارتهم وعادوا إلى اليمن إلى المخلاف السليماني وملكها أحدهم، وجميعهم أبناء عمه يلتقي نسبهم في جدهم الحسن المثنى بن اﻹ‌مام الحسن رضي الله عنهما وعندما عاد إلى اليمن أصبح أميرًا متملكًا على مدينتي صعدة وصنعاء كما كان أباؤه، ولكنه لم يكن إمامًا. (وقد أخطأ ابن خلدون عندما نسب الشريف أحمد بن حمزة إلى السليمانيين وهو من بني الرسي، و أخطأ عندما ذكر فصل: دولة السليمانيين: الخبر عن دولة السليمانيين من بني الحسن بمكة ثم بعدها باليمن، يذكر فيه: بأن السليمانيين ملكوا صعدة وغلبوا بني الرسي، وهذا خطأ؛ وإنما هم أمراء على مكة المكرمة ثم المخلاف السليماني، ولم يحكموا اليمن ولا نازعوا الأئمة الرسيين ملكهم).

يلقب اﻹ‌مام حمزة بن أبي هاشم الحسن بالنفس الزكية، والمحتسب لله، والقائم بأمر الله، وفقيه آل الرسول. قال عنه حفيده الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة بن سليمان:

أوليس جدي حمزة يعش الهدى … بحسامه وبعزمه الوقاد

فمشى إلى أن ذاق كأس حمامة … وسط العجاجة والخيول غوادي

أحمد بن حمزة بن الحسن بن عبد الرحمن بن يحيى بن عبدالله بن الحسين بن القاسم، شخصيته: يشتهر بالكرم، والجرأة والشجاعة والعزيمة، واﻷ‌دب واﻷ‌خلاق الجليلة، ويشتهر بحدة الذكاء رحمه الله تعالى.

وقد استدعاه أهل مدينة زبيد باليمن، لينصرهم على علي بن مهدي الخارجي حين حاصرهم بها فاتك بن محمد من بني نجاح فأجابهم على أن يقتلوا فاتكًا فقتلوه سنة ثلاث وخمسمائة، وملكوا عليهم أحمد بن حمزة إمامًا وأميرًا للمؤمنين، ولقب بشمس الدين المنصور بالله، وبشرف آل الرسول.

أتى بعد في سنة أربعة وخمسمائة من شهر رجب علي بن مهدي الحميري الخارجي للمعركة، فلم يطق اﻹ‌مام أحمد بن حمزة اﻷ‌ول مقاومة علي بن مهدي الخارجي ففر عن زبيد وملكها ابن مهدي، وعاد إلى صعدة، ولكن أرسل علي بن مهدي رجاله لقتل اﻹ‌مام أحمد شمس الدين، إﻻ‌ أنه توفي بصعدة وسلم من القتل.

من كتاب ابن خلدون: وجعل يشن الغارات على أرض تهامة وأعانه على ذلك خراب النواحي بزبيد فأخرب سابلتها ونواحيها وانتهى إلى حصن الدائر على نصف مرحلة من زبيد وأعمل الحيل في قتل مسرور مدبر الدولة فقتل كما مر وأقام يخيف زبيد بالزحوف قال عمارة: زاحفها سبعين زحفًا وحاصرها طويلًا، واستمدوا الشريف أحمد بن حمزة الرسي صاحب صعدة فأمدهم وشرط عليهم قتل سيدهم فاتك فقتلوه سنة ثلاث وخمسمائة وملك عليهم الشريف، ثم عجز وهرب عنهم واستولى علي بن مهدي عليها في رجب سنة أربع وخمسمائة ومات لثلاثة من وﻻ‌يته.

Comments

عاجل