المحتوى الرئيسى

دجاج الصحراء والغزلان.. صيادو الخليج يدمرون الطبيعية في إفريقيا وآسيا

04/22 22:24

أثارت واقعة تحرير 26 صيادا قطريا، بينهم أفراد من الأسرة الحاكمة، كانوا مختطفين من قبل مسلحين في العراق منذ أكثر من عام، تساؤلات حول عمليات الصيد التي يقوم بها أمراء وأثرياء دول الخليج حول العالم.

وقبل شهور ألقت صحيفة الجارديان البريطانية المزيد من الضوء عن أماكن الصيد التي يرتادها أغنياء العرب بحثا عن طرائدهم؛ لافتة إلى أن السودان من بين هذه الدول.

وقالت الصحيفة إن "بين الحين والأخر تمر قوافل من سيارات (فور باي فور) في العاصمة السودانية الخرطوم، وهي تقل صيادي الخليج وعلى رأسهم السعوديين، الذين يخيمون في الصحراء مزودين بالمأكولات وأدوات القنص"  لافتة إلى أن "هؤلاء الصيادين يستهدفون الغزلان والوعول النوبية وحيوانات المها".

وذكرت أن أسامة بن لادن -زعيم تنظيم القاعدة السابق وأحد أثرياء الخليج في الماضي – كان "من هواة الصيد بالسودان ومن أكبر مالكي الأراضي هناك، وحين تم طرده أعادت الدولة سيطرتها على تلك الأراضي دون تعويضه".

ووفقا للجارديان فإن تنزانيا الإفريقية من بين مراتع الصيد الخليجية؛ لافتة إلى أن "الحكومة التنزانية تراجعت عن وعد كانت قد قطعته بعدم تخصيص أرض تعيش عليها قبائل الماساي لشركة من دبي ترتّب رحلات لأسرة دبي الحاكمة، وقد منحت الحكومة حوالي 570 ألف دولار لقاطني الأرض كتعويض".

ولفتت إلى أن "أمراء الخليج مستمرون في استباحة دول آسيوية وإفريقية عبر تنظيم رحلات الصيد في المناطق البرية، الأمر الذي يؤدي إلى تدمير الثروات الطبيعية من حيوانات وطيور وانقراض أنواع كثيرة منها؛ طائر الحباري المعروف باسم  (دجاج الصحراء) المهدد بالانقراض في دول مثل الجزائر وباكستان والمغرب؛ وذلك لإقبال أغنياء الخليج على صيده، مستخدمين سيارات الدفع الرباعي والتخييم لأسابيع خصوصا في موسم صيد الحباري الممتد من شهر نوفمبر حتى مارس سنويا".

وقالت إن "حكومة الجزائر تحظر صيد الكائنات المهددة بالانقراض؛ إلا أن النظام هناك يرفض التعقيب أو التطرق لوقائع رحلات الشخصيات الخليجية"، ناقلة عن ناجم خالدي -مسؤول سابق بوزارة الزراعة- قوله "يحضر أمراء من دول الخليج كل سنة للبلاد لممارسة الصيد بالصقور، ويأتون في رحلات خاصة ويمكثون أياما أو أسابيع في مخيمات فاخرة في الصحراء".

وفي ديسمبر 2014 قرر سكان ولاية "الوادي" في شمال شرق الصحراء الجزائرية القيام بعملية إنقاذ لغزلان الولاية من أمراء وأثرياء الخليج، الذين يكثفون زياراتهم في هذا الوقت من السنة لعاصمة الرمال الذهبية على غرار الكثير من المناطق الصحراوية الجزائرية لصيد حيوانات مهددة بالانقراض.

وقالت صحيفة "كورييه أنترناشيونال" الفرنسية وقتها إن "صور جثث الغزلان المشوهة والملقاه في الصحراء بعد اصطيادها من قبل السياح الخليجيين؛ ولدت شعورا بـالغضب عند سكان الولاية، لذلك قرروا كحل أخير القيام بعملية فرار جماعية لتغيير مكان تواجد هذه الحيوانات حتى لا تبقى في محيط صيد السياح الأجانب والأماكن التي اعتادت قوافل الخليجيين المرور فيها في كل مرة".

وفيما يتعلق بباكستان، توضح الجارديان أن "متمردين هاجموا فريق صيد يضم أفرادا من أسرة حاكمة بإحدى دول الخليج بإقليم بلوشستان الباكستاني”.

ولفتت إلى أن "سيف آل نهيان، أحد أمراء العائلة الحاكمة الإماراتية كان يقود قافلة من الصيادين تضم 30 سيارة رباعية الدفع، وذلك لرصد الطيور في إحدى المناطق، وذلك في وقت تظاهر فيه المئات ببلوشستان ضد رحلات الصيد التي يقوم بها العرب إلى باكستان سنويا؛ بسبب تعريضها الطيور للخطر وتدمير المحاصيل".

وفي ديسمبر قبل الماضي، حذرت السلطات بالرياض أثرياء خليجيين وسعوديين من احتكار صيد الحبارى الذي يتواجد في بعض مناطق المملكة الشاسعة.

وقالت صحيفة "الوطن"  السعودية وقتها إن "جهات حكومية رصدت عددا من الأثرياء السعوديين وبعض دول الخليج ممن يسافرون إلى بعض البراري شمال المملكة، وينصبون خيامهم من أجل احتكار صيد ذلك الطائر، ودفع مبالغ مالية يصل بعضها إلى أكثر من 20 ألف ريال مقابل كل طير يحدده قاصدو الأثر كي يذهب هذا الثري ويصطاده".

وفي ديسمبر 2011 دعا عدد من المنظمات والجمعيات البيئية السلطات التنوسية الجديدة إلى منع أثرياء دول الخليج العربي من الصيد جنوب البلاد، في إشارة إلى وصول عدد من أثرياء قطر إلى محافظة "تطاوين" في أقصى جنوب البلاد.

وأكدت المنظمات والجمعيات على ضرورة "العمل من أجل وضع حد فوري لانتهاك أثرياء من الخليج العربي للثروة الحيوانية النادرة" في الجنوب التونسي”, منددين باستمرارهم في "صيد طائر الحبارى والغزال النادرين والمهددين بالانقراض".

 وكشف فوزي بلحاج -رئيس الجامعة الوطنية لجمعيات الصيادين- أن "أثرياء من قطر نصبوا 35 خيمة تتوافر على مقومات رفاهة عالية جدا في منطقة المخروقة التي تبعد 197 كيلومترا عن مركز محافظة تطاوين"، لافتا في تصريحات صحفية وقتها إلى أن "وحدات من الجيش التونسي تحرس هذه الخيام؛ ما يعني أن في الخيام شخصيات مهمة"، مشيرا إلى أنه "يجري حاليا في مناطق أخرى بالجنوب التونسي الاستعداد لاستقبال أشرياء خليجيين سيأتون من أجل الصيد البري".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل