المحتوى الرئيسى

فرنسا: المنافسة تشتد بين أربعة مرشحين وثلث الناخبين مترددون

04/22 22:45

بعد حملة لا تشبه سابقاتها شهدت خروجا مفاجئا للعديد من المرشحين الذين اعتبروا مؤهلين مقابل صعود غير متوقع لآخرين، تقول ماتيلد روجييه الموظفة في متجر بمدينة ليون (20 عاما) والتي تصوت للمرة الأولى إن "الاختيار صعب". وفي تولوز، يؤكد تاجر عمره 67 عاما أنه "متردد حقا (..) وهي المرة الأولى" مضيفا "ليس هناك زعيم جذاب يتميز عن غيره".

وبين أبرز المرشحين هناك أربعة هم الشاب ايمانويل ماكرون (39 عاما) الذي لم يسبق أن انتخب ويقدم برنامجا شعاره "لا يمين ولا يسار"، ومارين لوبن التي لم يسبق لحزبها اليميني المتطرف "الجبهة الوطنية" أن حصل على مثل هذا التقدم في استطلاعات الرأي، وجان لوك ميلانشون زعيم اليسار المتشدد، وفرنسوا فيون مرشح اليمين المعجب بمارغريت تاتشر والذي تأثرت حملته بفضيحة وظائف وهمية.

ثلث الناخبين لم يحسموا خيارهم

في مرسيليا اختتمت مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن حملتها الانتخابية. ومن المدينة التي توصف بـ "البوابة المغاربية"، وجهت لوبن رسائلها إلى كل أوروبا حيث يعيش ملايين المهاجرين المغاربيين ويخشون تداعيات فوزها المحتمل. (20.04.2017)

فيما يستعد الناخبون الفرنسيون للإدلاء بأصواتهم في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة الفرنسية، تشير استطلاعات الرأي إلى أن نتائج هذه الانتخابات ستكون أكثر انتخابات في تاريخ فرنسا الحديث لا يمكن التنبؤ بها مسبقاً. (21.04.2017)

وتشير استطلاعات الرأي إلى نوايا تصويت متقاربة بين هؤلاء الأربعة إضافة إلى معضلة أخرى وهي أن ما بين ثلث وربع الناخبين لم يحسموا خيارهم، ومثلهم تقريبا يقولون إنهم قد لا يصوتون. وفي مسائل أوروبا والعمل والتربية والبيئة تتمايز البرامج بوضوح عن بعضها لكن بعض الناخبين لا يزالون مترددين بين خيارات سياسية متباينة تماما.

فمثلا يؤكد التاجر في تولوز إنه متردد بين ماكرون الليبرالي والأوروبي وميلانشون الداعي إلى القطع مع المعاهدات الأوروبية، لكن "بالتأكيد ليس فيون مع الفضائح التي تلاحقه". وتقول المتقاعدة غيزلان بينسون (73 عاما) التي تقطن في ليل "كلهم خيبوا أملي (...) وفي أسوأ الأحوال سأضع ورقة بيضاء أو ملغاة. لكن بأي حال لن يكون لهجوم شانزيليزيه أي أثر على اختياري" في إشارة إلى جريمة قتل شرطي الخميس في قلب باريس.

وتقول جولي فارين (40 عاما) التي تعيش في قرية صغيرة في منطقة جورا (وسط شرق) إنها ستصوت "احتراما للديمقراطية ولكل البلدان التي لا يوجد فيها حق الانتخاب". وتضيف هذه المدرسة إن "البرنامج الشامل والخبرة" هي التي ستحدد خيارها وليس التهديد الإرهابي "الذي بات أمرا يوميا للأسف".

إرسال فيسبوكƒ تويتر جوجل + Whatsapp Tumblr Digg Newsvine stumble linkedin

ويعترف الكثير من ناخبي اليسار أنهم ممزقون بين دعم المرشح الاشتراكي بينوا آمون المتأخر في استطلاعات الرأي، و"تصويت مفيد" للمرشح الأفضل حضورا. ومثال ذلك جاين سياكل (19 عاما) وهي طالبة في مجال التجارة الدولية بتولوز التي "تحبذ" برنامج بينوا آمون "لكنه متأخر في استطلاعات الرأي وآماله ضعيفة في الترشح للجولة الثانية". وتضيف أنها منجذبة "لأفكار وشخصية" ايمانويل ماكرون الأوفر حظا في الاستطلاعات.

وكذلك شأن مونيك كامو (متقاعدة،66 عاما) التي كانت تتبضع في سوق بمدينة ليل وتقول "لئن كنت أميل أكثر إلى آمون (..) فإني أقول لنفسي أليس من الأفضل ممارسة التكتيك بالتصويت لماكرون لتفادي جولة ثانية بين فيون ولوبن" أي بين مرشحي اليمين واليمين المتطرف. وبعض المترددين تحركهم الرغبة في قطع الطريق على المتطرفين. ووفق هذا المنطق وضعت اودي ريمي (43 عاما) وهي تعمل في ليون سلما تفاضليا "لقد شطبت بعض المرشحين وضمنهم كل المتطرفين وصغار المرشحين" ومهما يكن من أمر فإن "خيارها لن يكون خيار القلب".

وتقر الطالبة بتولوز ليزا جيبو (18 عاما) التي ستصوت للمرة الأولى أنها ضائعة. وتضيف "استبعدت كل المتطرفين يسارا ويمينا" والآن "سأطلب رأي والدي".

حسب التقديرات، يتمتع إيمانويل ماكرون (39 عاماً) بأوفر الحظوظ للوصول إلى قصر الإليزيه. وكمرشح لحركة "إلى الأمام!" وعد الفرنسيين بإصلاح سوق العمل وضمان البطالة والنظام التقاعدي. ويقدم الموظف البنكي في مجال الاستثمار نفسه على أنه ليبرالي ومؤيد للاتحاد الأوروبي. ويحمل شعار "أوروبا في القلب" ويؤكد عليه مراراً وتكراراً. فهل يفلح في الفوز بقلوب الناخبين؟

"فرنسا أولاً" هو الشعار غير الرسمي لمارين لوبان (48 عاماً). خلال ندواتها الجماهيرية لا تترد في رسم الخطوط العريضة لسياستها: إغلاق الحدود والخروج من الاتحاد الأوروبي وإيقاف العمل بالتجارة الحرة. وبذلك نجحت في انتشال حزب "الجبهة الوطنية" من وصمة اليمين الفرنسي وجعل الناخبين يفكرون فيه كخيار انتخابي. ويستحوذ اليمين الفرنسي الآن على حوالي عشرين بالمئة من الأصوات.

خلال أشهر معدودة تحول اليميني المحافظ، فرانسوا فيون (63 عاماً)، من "رجل نظيف" إلى شخص تطاله الفضائح. ووجهت إلى فيون تهم بتشغيل زوجته بموجب عقد عمل وهمي تلقت بموجبه آلاف اليورهات. وبالرغم من كل ذلك تمسك فيون بترشحه. وحسب الاستطلاعات يأتي في المرتبة الثالثة بعد ماكرون ولوبان.

فاز الخطيب المفوه، جان لوك ميلونشون (65 عاماً)، بقلوب الفرنسيين خلال السباق الانتخابي. وقد قدم في إطلالته الجماهيرية، وببلاغة منقطعة النظير، تصوره عن مجتمع بلا حروب وبلا استغلال أوإتجار بالأسلحة. وعوضاً عن ذلك يريد ضخ 100 مليار يور في اقتصاد بلده المتعثر وتخفيض ساعات العمل إلى 35 أسبوعياً. وإذا لم يحلو للاتحاد الأوروبي هذا الحلم الجميل، فعلى فرنسا أن تخرج من الاتحاد أو ما يسمى (فريكست).

في الواقع كان المرشح الاشتراكي، بونو آمون (49 عاماً) يرغب في الابتعاد عن الرئيس الفرنسي الحالي ورفيقه في الحزب فرانسوا أولاند. لكنه من خلال تركيزه على أطروحات يسارية مثل دخل أساسي غير مشروط وحد أدنى للأجور وفرض ضرائب جديدة على الشركات، شق صفوف الحزب الاشتراكي؛ فحصد اليوم ما زرع، فقد تراجعت حظوظه إلى مستوى متدنٍ.

هاجم نيكولا دوبان-أبنيان ( 56 عاماً) مرشحي اليمين الأربعة. وعلى خطى الرئيس الأسبق، شارل ديغول، يركز على موضوع السيادة الفرنسية. وفي لغة القرن الحادي والعشرين يعني ذلك تقليل حجم الاندماج بالاتحاد الأوروبي وانتهاج سياسة خارجية مستقلة وتدخل الدولة في الاقتصاد. وقد خاطب الفرنسيين في حملته قائلا: "أيها الفرنسيون، انهضوا!".

للمرة الثالثة يترشح جاك شوميناد (75 عاماً) للانتخابات الرئاسية. ويقوم خطابه هو وحزبه، "حزب التضامن والاقتصاد"، على أنه يتوجب على فرنسا التركيز أكثر على نفسها: فك ارتباط فرنسا بالنظام المالي الدولي والخروج من الاتحاد الأوروبي وإنهاء العمل باليورو.

في المناظرات التلفزيونية لا يدع جان لاسال (61 عاماً) أي شكوك تحوم حول أصوله. وبلهجة قوية لأهل جنوب غرب فرنسا يمثل لاسال دائما مصالح سكان المناطق الريفية. أما مطالبه فهي المزيد من الأموال لصالح قطاع الزراعة الفرنسي. وبالإضافة إلى ذلك، فإن جان لاسال مرشح مستقل يسعى إلى سياسة معتدلة، قليلة الأيديولوجية.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل