المحتوى الرئيسى

"عم شطة" لا صوت يعلو فوق صوت مطرقة النحاس

04/22 15:07

"النحاسين".. منطقة لا يعلو فيها صوت فوق صوت المطارق الحديدية، التى تُعد جرس تعريف يلفت انتباه كل من يدخل المنطقة، رجال فوق سن الخمسين يجلس كل واحد منهم بمحل صغير لا يميزه سوى المطرقة والإناء النحاسي الضخم.

كثرة الطرق على الإناء النحاسي جعلت لونه النحاسي ينصهر من شدة الطرق عليه، ليخرج من تحت يد العامل بشكل جميل نتذكر من خلاله جمال الدولة الفاطمية بشارع المعز لدين الله المعروف بعبق تاريخه بمنطقة باب الشعرية.

محل صغير يكسوه الرماد الأسود، وتلفاز قديم صورته مشوشة، مروحة قديمة مثبتة بالجدران، تلك هى أدوات الترفيه لعم "شطه" اثناء جلوسه على كرسيه الحديدى الصغير ليظل يطرق على الأواني النحاسية طوال النهار ليضعها في الفرن للتسوية ومن ثم الطرق عليه مرة اخرى وتشكيلها حسب المطلوب، ليكسب مصدر رزقه منها والذى لا يتعدى 50 جنيه في اليوم الواحد.

يفتح محله منذ الصباح الباكر وينتظر التجار الذين دائما ما يتعاملون معه لمهارته بدق النحاس ليتسلم "الطلبية" الواجب الانتهاء منها في غصون 3 أيام لا اكثر، ويبدأ العمل بداية من دخولها للفرن للانصهار وتبريدها لقطعها بالمقاس المطلوب لتظهر بشكل مثالي بعد انتهائها، ومن ثم وضعها على سنادة حديد مثبته بالأرض يتكئ عليها ليطرق على النحاس حتى يصل للشكل المرغوب في وقت غالبًا ما يتعدى الساعة.

"الشغلانة مش زي زمان الأول كان تحت ايدى صبيان كتير مشيوا من ضيق الحال وقله الأجر" هكذا تحدث عم شطه عن ركود البيع والشراء والذى ادى لعدم توافر مصنعية للعاملين فغادروا جميعا، اما بخصوص غلاء أسعار النحاس، قائلا: "النحاس كان الكيلو بـ30 جنيه دلوقتى عدى ال200جنيه" ولذلك اصبح يتعامل بالقطعة مع التجار ورزقه من دق النحاس 20 جنيه فقط.

وبسؤاله عن التفكير في مغادرة المهنة وايجاد مصدر رزق جديد، استنكر ذلك قائلًا:"انا بقالى فى المهنة 50 سنة والنحاس مهنة ميسبهاش اللي حاببها مهما حصل وشفنا عز على اديها كتير".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل