المحتوى الرئيسى

«هنا كانت الحضارة».. إسنا القديمة بانوراما تاريخية تحولت إلى أطلال

04/22 08:32

مفتش آثار: إسنا شاهدة على عصور الحكام منذ عهد الفراعنة  

والأهالي يطالبون بوضعها على الخريطة السياحية.. ومسؤول بالآثار: الميزانية كبيرة 

ليس هناك أسوأ من تتحول بانوراما حضارية إلى أطلال، جعلت الأمل الذي طال انتظاره لأبناء "إسنا القديمة" في الأقصر يتحول إلى وهم، لما يرونه من إهمال جثيم من قبل المسئولين في حق عدد من المباني التاريخية التي ترجع إلى عصور مختلفة بتلك المدينة الأثرية.

وقامت "التحرير" بعمل جولة داخل مدينة إسنا القديمة التي تقع على مساحة 25 فدانا، لتكشف عن البانوراما الحضارية التي بداخلها، حيث تحتوي على معبد شيد في العصر البطلمي، و مئذنة عمرية ترجع إلى العصر الفاطمي، بجوار وكالة الجداوي التي كانت أهم مركز تجاري بصعيد مصر في العصر العثماني، وسط مجموعة من المساكن التي بنيت ما بين العصر العثماني وعصر أبناء محمد علي، ورغم ذلك لم تر اهتمامًا من قبل المسئولين، سوى الحديث المتكرر عن تطويرها والذي لم ينفذ بعد.

رغم وجود إسنا القديمة أو منطقة المعبد على بعد أمتار من الضفة الغربية من نهر النيل إلا أن طريقها غير صالحة لاستقبال زوار، هكذا بدأ عبد الله حسن أحد الأهالي حديثه لـ"التحرير" عنها، مشيرًا إلى أنه لا يوجد ما يدل عليها سوى يافطة في بداية مدخلها الضيق والتي لا تتعدى مساحته أكثر من 3 مترات، بالإضافة إلى عدم رصفه، مما يجعله مليئا بالأتربة ولا يصلح لاستقبال زوار.

ويوضح محمد محيي مفتش آثار، أهمية ما تحتوي عليه المدينة، حيث يشير إلى أن المعبد المتواجد بها ويقع على مساحة عمق 10 أمتار من سطح الأرض حاليًا، تم تشييده في عهد بطليموس، وتم اكتشافه وتنظيفه في عصور محمد علي، ويعتقد أنه أقيم على أطلال معبد قديم يرجع بدايته إلى عصر الأسرة الثامنة عشر، حيث عثر على نقوش تحمل اسم الملك تحتمس، ويتميز المعبد بواجهة ذات طراز معماري تعود للعصر اليوناني والروماني، بالإضافة إلى أنه ما زال يحتفظ بألوانه من داخل الصالة التي تحتوي على 24 أسطوانة بارتفاع 13 مترا ذات تيجان متنوعة.

وتابع: على بعد أمتار من الناحية الشرقية للمبعد، توجد هناك المئذنة العمرية التي أنشئت في عام 474 هجرية، في العصر الفاطمي عند فتح المدينة، حيث تم اختيار هذا الموقع لبناء مسجد لأنه يتوسط المدينة، وتم تعديله في عدة عصور إلا أن تم إزالته ولم يتبقى سوى المئذنة، مضيفًا أنها تتكون من قاعدة وبدن اسطواني ومنطقة انتقال وقبة مغطاة، و يبلغ طولها 25 مترا، و تحتوي على 99 درجة سلم، ومزولة شمسية تسمى بالساعة الفلكية لمعرفة أوقات الصلاة، وكان لها أغراض أخرى غير استخدامها في الآذان، مشيرًا إلى أنها كانت تستخدم في العصر الفاطمي كمنارة للمراقبة في أوقات الحروب، ووسيلة دعاية وإعلان أيضا، ولكنها تأثرت بأحداث زلزال عام 1992، نتج عنه ميولها إلى الجنوب الشرقي.

وأضاف، من الناحية الجنوبية للمعبد يوجد أيضًا، شارع القسارية الذي كان يستخدم في العصر العثماني كملتقى تجاري، حيث يتميز بأنه سوق مغطى وكان يستخدم لبيع الأقمشة وما يتعلق وأدوات الخياطة وغيرها، ومازال هذا السوق متواجد حتى الآن، ولكن ليس كما كان سابقًا، حيث أهمل تمامًا.

ويشير عمر عبد المقصود مفتش بالآثار، إلى أن الناحية الشمالية للعبد يوجد بها وكالة الجداوي التي كانت تعد أكبر مركز تجاري في صعيد مصر بالعصر العثماني وأنشأها حسن بك الجداوي عام 1712، ومكونة من طابقين بهما العديد من الغرف، حيث يعد  الطابق الأول للبيع والشراء، أما الثاني فكان لاستضافة التجار، وتجرى بها في الوقت الحالي أعمال ترميم للحفاظ عليها.

ولفت عبد المقصود إلى أن تلك المنطقة تضاهي مدينة رشيد من حيث المنازل الإسلامية بل وأكثر من ذلك، مشيرًا إلى أن الدكتور حسن نور العالم في الآثار الإسلامية ذكر أن هذه المدينة تحتوي على 13 ألف منزل إسلامي من عصر أبناء محمد علي داخل حواريها، ولكن لم يتبقى منها الكثير، موضحًا أن المتواجد حاليًا منها عبارة عن نماذج بها أعتاب خشبية أعلى أبوابها، تتضمن عبارات دعاية لصاحب المنزل وتاريخ الإنشاء وعناصر زخرفية إسلامية تدل على تلك الفترة.

ويؤكد محمد تهامي أحد الأهالي، أن المساكن تلك المدينة أصبحت أطلالًا لما تعانيه من تهميش من قبل المسئولين، بالإضافة إلى إحباط العديد من محاولات سرقة الآثار من قبل مباحث الآثار، وما نراه حتى الآن وعود من المسئولين بتطويرها ولم يتم التنفيذ حتى الآن.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل