المحتوى الرئيسى

عندما «يحظر» الدستور مواجهة الإرهاب..!!

04/21 22:10

فى مطلع الأسبوع الماضى انتهت فترة «الحداد» التى جرى إعلانها لاحقة على حادثى كنيستى طنطا والإسكندرية، ليرقب الرأى العام لحظة القصاص من هؤلاء «الخونة وتجار الدم» الذين نجحوا إلى حد ما فى التغلغل فى نسيج المجتمع.

منذ تلك اللحظة التى ركلت فيها ملايين المواطنين يوم 30 يونيو «جماعة الإرهاب» خارج تاريخ الوطن لم تسلم مصر من المؤامرات الدنيئة لأعضائها انتظاراً لما توهمونه بأنه الوقت المناسب للانقضاض فى محاولة لاغتيال الوطن والصعود على «جماجم» مواطنيه وإحكام قبضتهم عليه، ولأنهم باتوا يدركون تماماً أن خداع المواطنين مرة أخرى قد بات الشقيق الرابع لـ«الغول والعنقاء والخل الوفى» فقد بدأوا فى تقسيم الأدوار فيما بينهم.. فمنهم فريق أسند له الصعود على «منابر» بعض المساجد ليُكفر من فرضت عليه طقوس دينه أن يرسم بيده اليمنى صليباً على صدره وبالتالى «حل دمه» وإحداث وقيعة بين الأشقاء.. وفريق آخر ممن اُختطفوا ذهنياً يلف جسده بحزام ناسف ليفجره وسط مصلين مسالمين أبرياء «تكبير».. و«طابور خامس» تنزلق من أفواههم ألفاظ «التسامح والوفاق وإدارة الحوار» أملاً فى إعادة خداع الجماهير وتسريب «الإخوان الإرهابية» إلى المشهد مجدداً، وهو ما لا يمكن حتى مجرد التفكير فيه بعد أن أدرك الجميع أنهم جماعة إرهاب تُعد الخيانة «دستوراً» لها.. والهدم والتدمير «منهجاً».. والقتل والبلطجة «مفردات» لغتها.. و«الوضوء» بدماء الأبرياء وأن أداء «ركعتين» قبل القتل هو كل ما يعرفه أعضاؤها من تعاليم دين انفردوا بالخضوع لتعاليمه وحدهم..!

ولا أدرى أى «ملة» تجمعهم، تلك التى تدفعهم دوماً إلى تجرع «دماء أبرياء» اختاروا ثوابت وطن افترش قلوبنا جميعاً وأبدلنا دماء شراييننا بترابه، بينما اختاروا هم لغة القتل والبلطجة وأعمال العنف، وأصبح الاستقواء بالخارج منهجاً لهم، وأهدروا كل قيم الوطنية فى سبيل تحقيق مصلحتهم الذاتية!

واقع المشهد يؤكد أن «جماعة الإرهاب» لن تكف عن إسالة الدماء كوسيلة لاسترداد موقعها الذى اغتصبته بالزيف والكذب وخداع الآخرين.. ولن يكتفى هؤلاء الإرهابيون بما ارتكبوه من جرائم فى حق الوطن الذى لا يعرفونه بل يخططون لإسالة مزيد من دماء الأبرياء انتقاماً منهم..!

وإذا كان رجال قواتنا المسلحة ومؤسسة الأمن الوطنية نجحوا فى هزيمة هؤلاء الخونة فى سيناء، التى توهموا أنها باتت لهم وأنها أصبحت «إمارتهم المزعومة»، فلم يكن أمامهم سوى نقل «إرهابهم الأسود» إلى قلب المدن ووسط جماهير المواطنين، فى الوقت الذى ننتظر فيه زيارة «بابا الفاتيكان» فى محاولة من جانبهم لتوجيه رسائل للخارج بأن مصر غير آمنة، وكانوا قبل ذلك قد نجحوا فى إبكاء مصر على عشرات الأبرياء، وبينهم أحد رموز القضاء الشامخ «الشهيد هشام بركات»، ومن قبله عشرات من أبنائنا الجنود البواسل لتصل الأمور إلى نقطة لا يمكن السكوت عليها.. ومثلما استيقظ ملايين المواطنين فجر أحد أيام شهر فبراير من العام الماضى على نبأ أن مقاتلات مصرية من طراز «إف 16»، شنت هجمات على معاقل «تنظيم داعش» فى ليبيا للقصاص منه على ذبح 21 مصرياً، كان كل ذنبهم هو سعيهم فى البحث عن لقمة عيش هناك، ليتأكد الجميع أن الثأر للدماء المصرية والقصاص من القتلة والمجرمين حق واجب النفاذ، وليعلم القاصى والدانى أن للمصريين -بصرف النظر عن ديانتهم أو عقائدهم- درعاً يحمى ويصون أمن الوطن ومواطنيه وسيفاً يبتر الإرهاب والتطرف، ينتظرون أن يتكرر القصاص من «خونة الداخل»، فهم «جماعات شيطانية» بأسماء متنوعة يعيشون بيننا ويمتصون دماءنا ويُزهقون أرواحنا ويقتلون الأبرياء بسبب شغفهم الشديد بالدماء «لوناً وطعماً»..!

ولأنه ينتمى للمؤسسة العسكرية «مدرسة الوطنية المصرية».. ولأن «ثقافة القيادة» تسرى فى دمائه و«تتحكم» فى سلوكياته و«تصيغ» قراراته و«تحدد» ممارساته بالكامل و«ترتب» أولوياته.. ولأنه قبل نحو 4 سنوات لم يكن أمامه سوى الاستسلام والخضوع لإرادة الملايين التى خرجت تطالبه بقيادة شعب «أراد الحياة».. ولأن الملايين من أبناء الشعب عاهدوه على الاصطفاف خلفه فى مواجهة ذلك الإرهاب الأسود واستجابوا لندائه بأن يفوضوه فى ذلك، فإنهم يطالبونه مرة أخرى الآن بأن يغضب.. أن يثُور.. أن يُخرج ذلك المارد الكائن داخله وينتفض ليثأر من «أباطرة الدم» ويقتص لشهداء الوطن مرة ثانية من هؤلاء «التتار الجدد»!

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل