المحتوى الرئيسى

لماذا تحول الأمير فريد الأطرش إلى الغناء؟.. وهذه قصته مع الملكة ناريمان - ثقافة وتراث

04/21 18:14

لم يكن يعرف “فهد الأطرش” أن زواجه من “علياء المنذر” سينتج عنه مطرب وملحن ذائع الصيت يعرفه سكان العالم العربي على امتداده، كانت علياء صاحبة صوت جميل تميز في غناء “العتابا”، وهي لون غنائي شهير في لبنان، هذه العذوبة في الصوت انتقلت عبر الجينات إلى الطفل فريد.

ولد فريد الأطرش (1910 – 1974) أميرًا لأب ينتمي إلى عائلة الأطرش العريقة في جبل العرب جنوبي سوريا، غير أنه اضطر إلى ترك بلده والانتقال، مع أمه وإخوته، للعيش بالقاهرة هربًا من ملاحقة الفرنسيين لأبيه الذي لعب دورًا كبيرًا في مقاومتهم، وغيَّر فريد اسم عائلته ليصبح “فريد الخرنفش” والتحق بإحدى المدارس الفرنسية بالقاهرة.

مرت فترة، وانقطعت أخبار فهد، الذي ترك أسرته بلا مال يكفي، فاضطرت علياء إلى الغناء في المناطق الشعبية، ووافق فريد على أن يرافقها أينما ذهبت.

دخل فريد معهد الموسيقى وبدأ يعمل بائعًا للقماش لفترة، ثم عمل في مجال توزيع الإعلانات، كي يتمكن من توفير ما يعينه على العيش، غير أن ذلك أثر على مستواه الدراسي ففصله المعهد، ليلتحق بعدها بفرقة بديعة مصابني ولكن عمله لم يكن يكفي احتياجاته المالية. في تلك الفترة طلب منه مدحت عاصم أن يغني في الإذاعة، وبالفعل غنى فريد أولى أغنياته “يا ريتني طير لأطير حواليك” التي كتبها ولحنها يحيى اللبابيدي. حقق فريد خطوة في مشواره الفني، غير أن جيبه ظل خاليًا.

عندما وصل فريد إلى سن الواحدة والثلاثين بدأت علاقته مع السينما، وكان فيلم “حبيب العمر” هو ما أنعش أحواله الاقتصادية بعد أن جلب له أرباحًا طائلة. عُرف الأطرش بمساعدته لأبناء الوسط الفني. قالت عنه الفنانة اللبنانية صباح بعد وفاته: “لا عيب في أن أقول أن من رفعني ومن قدمني للجمهور هو الموسيقار فريد الأطرش”.

علاقة حب جمعت فريد الأطرش بالملكة ناريمان، زوجة الملك فاروق الذي أزاحه الجيش المصري عن الحكم مساء الثالث والعشرين من يوليو لعام 1952.

هذه العلاقة تحدث عنها الكاتب الصحفي جميل عارف في كتابه “كانت ملكة.. ناريمان آخر ملكات مصر” وتناول معاناة الملكة مع فاروق عندما عاشت معه في المنفى بإيطاليا: “كانت ناريمان تبكي وتتوسل إلى أمها أن تعمل على إنقاذها وفي إحدى المرات قالت لأمها: أنا بموت، فاروق حيقتلني”، وهو ما دفعها إلى رفع دعوى قضائية ضد فاروق لتكسبها وتتحرر منه، الأمر الذي شجع فريد على التقدم لخطبتها.

الناقد الفنى عبد النور خليل ذكر فى مقال له تحت عنوان “غرام الملكة والفنان.. فريد وناريمان” أن الصحف تناقلت بعد ذلك شائعات زواج مرتقب يجمع الأطرش والملكة، غير أن والدة الملكة ناريمان رفضت، وبدا لها الأمر غير لائق، قائلةً إن فريد الأطرش في النهاية لا يعدو كونه مطربًا، وهو ما لا يرقى لأن يكون زوجًا لآخر ملكات مصر.

هذا الأمر استفز الأطرش ليرد: “إنني أمير من نسل أمراء الدروز، أبا عن جد، بينما ناريمان لم تحصل على صفة الملكة إلا بعد زواجها من الملك، وها أنا أضع كل حسبي ونسبي وثروتي كلها أمامها”.

لم تشأ ناريمان أن تغضب أمها وآثرت السلامة رافضة عرض الزواج، وهو ما أصاب فريد الأطرش بذبحة صدرية تركت أثرًا كبيرًا عليه، وكان ذلك في عام 1954.

عندما أفاق الأطرش وبدأ يستعيد نفسه قليلًا، دعا إلى مؤتمر صحفي قال فيه: “إنني أقولها بصراحة تامة إن ناريمان ستندم في يوم ما على الكلمات التي قالتها، وإنها هي التي كانت ستكسب من وراء زواجي بها قبل أن أكون أنا الرابح، لكن بعد هذا التصريح أغلقت الباب نهائيا على مجرد التفكير في هذا الزواج”.

وتابع: “أنا لا أقول هذا الكلام لمجرد التفاخر أو الغرور، لكني متأكد من أنني ابن أصل ومن عائلة كريمة، وفوق هذا فإنني عصامي، بنيت حياتي من عرقي وكفاحي، ولم أعتمد على صلة القرابة أو المصاهرة لكي أمتص الأموال أو أكسب بطرق غير مشروعة”.

بعد إصابته بأزمة قلبية حادة، دخل فريد الأطرش مستشفى الحايك ببيروت وتوفي عام 1974، تاركًا خلفه أربعة وسبعين عامًا في هذه الدنيا، قضاها للفن والطرب.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل