بالفيديو.. معاناة أهالي مركز الخانكة بسبب اختلاط الصرف بمياه الشرب

"البلدي..الخضار الصابح" عبارات ينطق بها بائعو الخضراوات، للترويج لبضائعهم، ففي كل صباح تنطلق العشرات من العربات محملة بالخضراوات والفاكهة متجهة للأسواق، وبالرغم من أنها طازجة، إلا أنها تتسبب في كثير من الأمراض كالفشل الكلوي والكبدي الوبائي وأمراض السرطان، التى تصيب الانسان نتيجة تناول الخضراوات التى تروى بمياه الصرف.

وإتسعت دائرة إهمال أهالي مركز الخانكة لتشمل خلط مياة الشرب  بالصرف الصحي لتدخل فى قائمة المشكلات الكبيرة للمركز ما اصاب الأراضي الزراعية بالبوار وتسبب في ألم الأهالي.

تشبعت الأراضي الزراعية بمركز الخانكة بمياه الصرف حتى تحولت إلى أراضٍ غير صالحة للزراعات الاستراتيجة التى كانت تلبي احتياجات مواطنيها فى السنوات الماضية، حيث تسللت مياه الصرف إلى الاراضي من خلال شروخ خطوطها إلى الترع والمصارف الزراعية دون محاولة من قبل القائمين بالمركز على إصلاحها والحفاظ على الزراعة فى المنطقة.

ري 100 ألف فدان بمياه الصرف                                                             

تغذى ترعة كشمير "اليسرى"،  القادمة من قرية سرياقوس التابعة لمركز الخانكة بمحافظة القليوبية، نحو 100 ألف فدان بقرى أبو زعبل والعزب المجاورة، وبينها عرب العليقات، التي بها آلاف الأفدنة الزراعية، اهملت الترعة التى تمر من اعلى مصرف بلبيس، منذ عام 2008، وتأتى مشكلة عدم تطهير أو صيانة المواسير السبب الرئيسي لاختلاط المياه، فضلًا عن إلقاء القمامة التي تمنع  سريان المياه إلى الأراضي الزراعية.

لم يقتصر إهمال الترعة على الأراضي الزراعية فقط بل امتد ليشمل المواطنين الذين يبلغ عددهم أكثر من نصف مليون شخص يسكن بالقرب منها، واستخدامهم للمياه المخلوطة بالصرف الصحي ما تسبب فى اصابة المئات بالامراض والاوبئة التى تنتشر بسبب الاهمال وانتشار القمامة.

10 سنوات من الإهمال أدي لتفشي الأوبئة والأمراض وبور الأراضي

"مشكلة الري من ترعة كشمير اليسرى بقالها 10 سنين.. والمواسير التي توصل مياه الترعه إلى الأراضي تمر من مصرف بلبيس وفيها شروخ تسرب مياه المصرف إلى المواسير مياه الشرب ..وتروى بها الأراضي الزراعية ما أدي إلى إصابة الأهالى بالامراض وتبوير الأرض "كلمات عبر بها أحد مواطنى المدينة وهو يجمل الكثير من الغضب المتراكم منذ سنوات، موضحاً أن كشمير اليمنى كانت تعاني من نفس المشكلة، لكن الدولة أنشأت لها محطة رفع، وأصبحت جيدة.

وأشار إلى أن هناك قرى كثيرة تعتمد على تلك المياه الملوثة، كقرية "أبو مسلم، كفر عبيان، الخليدية، الخانكة، وعزبة الابيض"، بمعنى أن أكثر من 10 آلاف فدان يروى بمياه صرف صحي.

وطالب المسئولين والمختصين برحمة أهالي أبو زعبل، وعمل صيانة للمواسير المهترئة، حتى يساعدوا على إنتاج منتجات صحية وليست فاسدة.

وتشير التقارير والإحصائيات الصادرة عن معهد الأورام إلى إصابة 100 ألف مواطن مصري بالسرطان سنويًا، بخلاف الأمراض الأخرى كتليف الكبد والفشل الكلوي والقلب وغيرها، بسبب الخضراوات والفاكهة الفاسدة والمياه الملوثة.

وتوضح التقارير أن مايقرب من 40% من الخضراوات والفاكهة التى يتناولها المصريون مسممة ببعض العناصر التى تحتويها مياه الصرف غير المعالج وهو مايمثل تهديدًا واضحًا لصحة المواطنين.

180 ألف فدان تروى بتلك الصرف

وتكشف التقارير الصادرة عن وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى والخاصة برصد المساحات المزروعة بمياه الصرف الصحي غير المعالج، عن وجود 180 ألف فدان تروى بتلك المياه، التي تمثل 3% من المساحة المزروعة بمصر.