المحتوى الرئيسى

قضية "آية حجازي" تحرج السيسي ومنظومة العدالة

04/21 17:41

يبدو أن ملف الناشطة المصرية "آية حجازي" لن يغلق بسهولة ، وسيظل يمثل نزيفا لسمعة النظام السياسي في مصر بكامله ، بل ومنظومة العدالة أيضا ، وذلك رغم الإفراج عنها بعد ثلاث سنوات سجن احتياطي ، حيث برأتها محكمة أخيرا من تهمة الاتجار في البشر .

أمس ، علقت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية واسعة الانتشار على خبر الإفراج عن "آية" ونقلها بطائرة عسكرية أمريكية مباشرة إلى قاعدة جوية قرب واشنطن ، وقالت أن هذا كله هو حصاد مفاوضات هادئة لإدارة الرئيس الأمريكي ترامب ـ حسب وصف الصحيفة ـ مع مساعدين للرئيس عبد الفتاح السيسي ، وأن تلك المفاوضات تكللت بالنجاح أخيرا حيث تم إخلاء سبيل "آية" وتسوية وضعها القانوني ، وهو الأمر نفسه الذي أشارت إليه مصادر إعلامية أمريكية متعددة ، كما أتت الوقائع بعد ذلك لتعزز من صحة تلك الرواية ، فأمس أيضا أرسلت الإدارة الأمريكية طائرة عسكرية قامت بنقل "آية" من مصر إلى أمريكا ، بصحبة مسئول رفيع في البيت الأبيض ، وذكرت وكالة رويترز للأنباء أن المسئول الرفيع المشار إليه هو "دينا باول" نائبة مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض للشئون الاستراتيجية ، وأن "آية" وصلت بالفعل إلى قاعدة "أندروز" الجوية القريبة من واشنطن العاصمة .

رويترز أضافت أيضا أن مسئولين في الإدارة الأمريكية كانوا قد أثاروا قضية آية حجازي مع القيادة المصرية بعد تولي ترامب منصبه مباشرة في 20 كانون الثاني/ يناير الماضي.

وذكرت "رويترز" بأن هذه لم تكن المرة الأولى التي تتدخل فيها واشنطن من أجل مصريين يحملون جنسيتها ويتعرضون للسجن في مصر ، حيث تمكنت الولايات المتحدة في مايو/أيار من العام 2015 ـ حسب الوكالة ـ من الإفراج عن الناشط محمد سلطان الذي تنازل عن جنسيته المصرية.

"آية" التي حكم القضاء المصري ، بعد ثلاث سنوات سجن احتياطي ، ببراءتها هي وكل من كانوا معها ، كانت أول شخص يغادر السجن ويعود إلى بيته من المتهمين في القضية جميعا ، وبعدها بيومين تم إخلاء سبيل الباقين ، وهو تصرف غير مفهوم ، لكنه يعزز من صحة الرواية الأمريكية التي تقول أن "دينا باول" كانت في انتظارها في القاهرة هذه الأيام ، أي أنها كانت على ثقة من إطلاق سراحها وإنهاء قضيتها.

السلوك الأمريكي مع "آية" لا يحدث عادة إلا في المناطق التي تمثل تهديدا خطيرا للحريات العامة أو مناطق النزاع الخطيرة أو الدول التي لا تتمتع باستقرار سياسي وأمني مناسب ولا تحظى منظومة العدالة فيها باحترام وثقة ، وقد كان يكفي ـ في الأحوال العادية ـ أن تحجز لآية حجازي مقعدا على أول طائرة مدنية مغادرة إلى واشنطن أو نيويورك ، ويمكن أن يصبحها ديبلوماسي صغير من السفارة الأمريكية بالقاهرة ، لكن الرمزية في إرسال طائرة عسكرية ونقلها بها وحضور مستشارة الأمن القومي الأمريكي ، هي إشارة مهينة وتشوه سمعة النظام المصري ، وتضعه في مصاف من ذكرنا من المناطق والدول التي يتعرض فيها الناس لأخطار محدقة ، وتنعدم فيها الثقة .

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل