المحتوى الرئيسى

درس على يديه في الجامعة.. باحث يمني يبحث عن معلمه المصري بعد 25 عامًا | ولاد البلد

04/21 16:06

الرئيسيه » جيران » درس على يديه في الجامعة.. باحث يمني يبحث عن معلمه المصري بعد 25 عامًا

“من علمنى حرفًا صرت له عبدًا”.. بهذه المقولة يؤمن عبده حسن ناجي عبدالله، باحث دكتوراة بكلية التربية بجامعة الحدايدة فى دولة اليمن، وهو ما جعله يتمنى لقاء أحد معلميه المصريين، الذي درس له في جامعات اليمن منذ أكثر من 25 عامًا.. “ولاد البلد”، التقت به ليروى قصة بحثه عن أستاذه.

يعود عبده ناجى بذاكرته ويقول “درست عام 1990 في كلية التربية بجامعة الحديدة، على يد أستاذ مصري يسمى صالح عبدالعزيز صالح، أثر فيّ كثيرًا حتى أصبحت أقلده فى خطه وطريقة كتابته، وكنت أحلم أن آتي إلى مصر لزيارة أستاذي”.

ويكمل “بعد أن تعينت في الجامعة باليمن، بعثت للحصول على الدكتوراة هنا في أسيوط، لما سمعته من سيرة طيبة عن كلية التربية وعن سمعتها الجيدة علميًا وعمليًا، وكانت الفرصة التي أحلم بها قد أتت وتحقق حلمي في البحث عن معلمي المصري”.

يسرد التربوي اليمني بداية همته للبحث عن معلمه، قائلا “بعد أن استقريت في جامعة أسيوط، تذكرت حوار مع أستاذي “عبدالعزيز صالح”، حينما قال لي إنه من محافظة طنطا، ولم أكن أعلم أين تقع هذه المحافظة، هل هي في شمال مصر أم في جنوبها؟، وفي بداية عام 2014 تحركت من أسيوط، متجهًا لطنطا بعد أن علمت أنها في شمال القاهرة، سلكت المواصلات وأخطأت حتى ركبت للإسماعيلية، ومن الإسماعيلية اتجهت للزقازيق منها إلى المنصورة، حتى وصلت طنطا ليلًا، واستريحت من إرهاق السفر وأقمت في فندق.

ويواصل السرد “في اليوم التالى ذهبت لجامعة طنطا، ولكن لم يكن لدى أحد معرفة به، حتى وصلت للاستعلامات بكلية العلوم هناك، بعد أن خممت أن يكون هو أحد اساتذة الكلية لكونه درس لي مادة الرياضيات، وهنا صدق التخمين فأعطوني أرقام هواتف محمولة ولكن كانت مغلقة، ثم أعطوني رقم أرضي وكان يرن دون رد لمدة يومين”.

صمت قليل، وأكمل الباحث اليمني قصته، “فقدت الأمل وتوجهت إلى القاهرة وركبت السوبر جيت إلى أسيوط، وفي أثناء العودة وتحديدًا قرب بوابة الكريمات في الصحراوي الشرقي، رن هاتفى المحمول، وعندما أجبت عليه قال لي “أنا عمر عبدالعزيز صالح”، إبن استاذي المراد، حينها أقشعر جسدي وامتلئت عينيا بالدموع، وحسست إحساسًا غريبًا، وتساءلت: هل سأقبله بعد كل ذلك العمر أكثر من 24 عامًا، ولما سألت عن أستاذي أخبرني بأنه الآن يعمل في السعودية وسيعود قريبًا.

رن هاتف حسن ناجي وإذ به يسمع صوت أستاذه، فيقشعر جسده غير مصدق نفسه، مؤكدًا أنه لم يكن يتخيل أن ابنه سيسجل رقمه، ويسمع صوته حقًا، قائلا “لقد عشقته حتى أن أبنائي يعرفونه جيدًا من خلال رواياتي عنه”.

ويكمل “في اليوم التالي للمحادثة الهاتفية تحركت من أسيوط متجهًا لطنطا، وحين وصلت تلقينا بشوق وقضيت يومًا كاملًا معه، والتقطنا بعض الصور للذكرى، حتى أصبحت صورتي وصورته موجودة عبر صفحتي الشخصية عبر فيسبوك، وستصبح موجودة ما حييت، وإن غيرتها سأغيرها بصورة حديثه له”.

ويوضح أن ارتباطه بأستاذه لم يكن له فقط، ولكن لأغلب أبناء دفعته ويقول إنه عندما شاهد أبناء دفعتي صورنا سويًا لم يصدقوا، إننا التقينا بعد كل هذه السنين، وأرسلت إحدى الزميلات تتساءل: هل بالفعل وصلت له؟، وكانت تبكى بالدموع، وأزوره كل فترة، ونتصل ببعض في الأسبوع مرة أو مرتين، وقد زرته بمنزله مرتين منذ بداية العام، وقريبًا المرة الثالثة، وكل مرة سأزور فيها القاهرة سأتجه لطنطا.

Comments

عاجل