المحتوى الرئيسى

أهالٍ بالجمايلة: الناس هجت من بيوتها والمشايخ دخّلوا الفتنة البلد | أسايطة

04/21 15:07

الرئيسيه » بين الناس » أهالٍ بالجمايلة: الناس هجت من بيوتها والمشايخ دخّلوا الفتنة البلد

“نيرانٌ تشتعل فجأة، أبواب تُغلق دون أن يُغلقها أحد، أدلبة تشتعل الملابس بداخلها وهى مُغلقة، فُرش تشتعل تحت الجالسين والنائمين، عيون مترقبة جفاها النوم، وأسر هاجرت هاربة بأطفالها، وصغار يقتلهم الفزع”،هذا هو الحال بعزبة الجمايلة التابعة لقرية العفادرة بمركز ساحل سليم في أسيوط كما وصفه أهال منها، مرّ أسبوع من الغموض على العزبة ولا أحد يعلم السبب حتى الآن… “ولاد البلد” زار العزبة للوقوف على حقيقة الأمر.

بعد عبور قنطرة ضيقة فوق ترعة تلوح عزبة الجمايلة، ما إن تدخلها إلا وتلمح خراطيم المياه الموصلة بمواتير الرش ممتدة على طول المنطقة وتتعلق بالأشجار صاعدة للأدوار العليا، وروائح دخان مازلت تفوح من بعض المنازل.

وإذ بصوت يتعالى بشدة قائلا: “المشكلة لو متحلتش الناس هتضرب بعضها بالنار”، كان هذا صوت عمر على، لا يعمل، ليروى: منذ أسبوع اشتعلت النيران فجأة فى عشة دجاج لدى أحد الجيران وأطفأناها، وفى اليوم الثاني بنفس الشارع اشتعلت في عشة أخرى ببيت آخر وفى مواجهتها غرفة بها اسطوانات غاز والغريب أن لم يصيبها شيئ فالنيران لا تحرق إلا أشياء محددة بعينها، وبعدها بنصف ساعة اشتعل كشك صغير وبعدها اشتعل”حوش مواشى”، إلى أن بدأت تشتعل في الشقق  وأصبح يوميا يشتعل من أربع إلى خمس منازل.

اصطحبنا عمر إلى بيته فإذ بجزء من الحوائط محترق والسجاد محترق بأكمله، منوها أن النيران تبدأ يوميا بعد الظهر وتنتهى العاشرة ليلا بالجزء البحري من الجمايلة.

فجأة صرخ عمر بأعلى الصوت: “الناس بدأت تتهم بعضها وبدأ الشك”، لابد أن تقوم الشرطة بتفتيش جميع المنازل لنصل إلى السبب وما إن كان هناك أحد فعلا ينقب عن آثار وبسبب ذلك احترقت القرية كما يُقال أم لا، “البلد بتغلى والدنيا هتخرب ولا حد سائل فينا”.

ويتابع: أخلينا بيوتنا من الأثاث وصرنا ننام على السيراميك، والبعض من المسئولين يتهموننا أننا من نشعل النيران فكيف ذلك “واللى متخانق معاه بيجرى أول واحد يطفى معايا النار؟”

وأمام بيته المحترق التقينا عثمان عبدالرحيم، تاجر، “طلعنا برة البيوت وقاعدين فى الشارع”، نحن نريد شيوخا من الأزهر تقطع الشك باليقين، فكل شيخ يأتى للقرية له رأى، ولكن الحقيقة غائبة وبدأ الجميع يشك في بعضه بعضا، لقد احترق حتى الآن عشرون منزلا ومازلت الحرائق مستمرة.

لقد تركنا أعمالنا وأشغالنا وجلسنا أمام البيوت لحراستها وقسمنا أنفسنا دوريات، حتى المشايخ تجمعوا ذات ليلة لقراءة القرآن فى المسجد وفجأة وجدنا النار تشتعل فى العنب المزروع خلف المسجد، وللأسف الوحدة الصحية لا يوجد بها ما يسعفنا ليلا فهذه الحرائق تعرضنا لإصابات ولا نجد إسعافات لها.

تجمع الأهالى حولنا، الجميع يتحدث فى صوت واحد، الجميع يسكنه الفزع والألم، وكثيرون بدأ التوتر والغضب يسكن ملامحهم مما يقاسونه منذ أسبوع، وهنا تحدث أحمد عمر، طالب جامعى، “نقلنا فى بيوت بعيدة ومشينا أغلب الستات والعيال، والرجالة قعدت تحرس البيوت، النار بتدق فى الحيطان مرة واحدة والواحد يبقى قاعد يلاقى النار مولعة فى الفرشة اللى قاعد عليها”.

وهنا التقط نور كمال أطراف الحديث قائلا: كنت جالسا فى منزلى على سريرى وفجأة “لقيت الملاية تحتى ساحت وكرمشت من غير نار ولا حريق أصلا وحصل كده فى أوضة الأطفال برضو”، فتركت القرية ورحلت أنا وأسرتى.

ويأتي محسن رمضان، طالب ثانوى قائلا: “أهلى مشيوا خالص من البلد والمشايخ جابت الفتنة للبلد”.

فيما يقول سعد على، بالمعاش، آراء المشايخ غير مستقرة فالبعض يقول إنه بسبب استخراج آثار والبعض الآخر يقول بسبب أن سيدة ألقت زيتا ساخنا في دورة المياه فاحترق أبناء الجن وبدأ ينتقم من الجميع هو فعلا “شغل جن” ولكننا لا نعرف السبب.

على دكة خشبية في زقاق صغير تمر خراطيم المياه على امتداده التقينا مرسى محمود، وكيل معهد أزهري، ليذكر: حرائق متكررة مستمرة ومتنقلة لا نعرف سببها، وذات يوم شب الحريق فى بيت والد زوجتى جرينا لإطفائه وبينما أساعد فى الإطفاء إذ بالجيران يصرخون ويهرولون نحو منزلى لأنه يحترق ولم يكن به أحد واحترقت غرفة النوم بأكلمها فى خمس دقائق فالنيران سريعة وغريبة، “إحنا واخدين حذرنا بالكامل ولولا كده كانت البلد كلها اتحرقت”.

بيتٌ حديث البناء في شارع ضيق يكاد يكفى شخص واحد فقط مار به، الطابق الأسفل منه غارق بالمياه المتبقية من مياه الإطفاء وبه بقايا أثاث محترق التقينا بداخله بـ أم يوسف حاملة صغيرها بين يديها لتروى: اشتعلت المنزل أربعة مرات ولا نعرف السبب، لقد صرنا نترك أبواب منازلنا مفتوحة كلما خرجنا تحسبا لاشتعال النيران ليستطيع الجيران الدخول لإطفائها وفجأة نجد الأبواب أغلقت دون أن يغلقها أحد، لقد رحلت أخت زوجى من المنزل بأطفالها وأنا أرسلت بإثنين من أبنائى لبيت والدي.

يوضح محمد رفعت، فلاح، لا سبيل أمامنا لإخماد الحرائق إلا مواتير الرش وطفايات حريق السيارات فنحن نجهز المواتير ونعبأها بالمياه تأهبا لإخماد الحرائق.

صوته خافتا وإرهاق يكسو ملامح وجه، التقيناه في آخر رحلتنا قرب مواتير الرش ليروى حمادة حسنى، “صوتى راح من كتر الطفية والزعيق والدخان”، إنه دخان أسود غريب لم نره من قبل والدخان أكثر من النار وأحيانا نجد دخانا بلا نار ينطلق فجأة ليغطى المكان ولا نعرف السبب، “المراتب بتولع لوحدها والهدوم بتتحرق جوة الدواليب المقفولة، أنا وديت عيالى بيت خالهم من الخوف عليهم، إحنا لينا أسبوع لا حد نام ولا حتى حد قادر يستحمى قاعدين نحرس النار بس”.

فيما يطالب ضياء حسن، لا يعمل، نريد جهة مسئولة ترى الوضع على طبيعته وتنقذنا مما نحن فيه ولابد أن تفتش الشرطة جميع المنازل بلا استثناء فهم فتشوا البعض والبعض لا فحينما يتم تفتيش كل المنازل سيرتاح الجميع وتظهر الحقيقة لأن الرأي الراجح أن ما يحدث بسبب التنقيب عن آثار.

ونحن بحاجة لعربة إسعاف وعربة مطافىء دائمين بالقرية، فنحن عطلنا عملنا بالزرع وخصصنا المواتير للإطفاء.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل