المحتوى الرئيسى

لماذا لست المُفضل عندك؟

04/21 10:26

الأب: أكيد أنا بحبك.. بس أنت مش المُفضل عندي.

الابن: ولماذا لست أنا الأفضل؟

الأب: لأنني غير مسؤول عن محبة أخيك الزائدة في قلبي.

الابن: ولكنني يا أبي أريد أن أكون مثل أخي لديك.

الأب: ربما هو فعل ما لا تقدر أنت فعله.

الابن: لكني عاجز عن فعل ما يستطيعه.

الأب: ربما تكون أنت الأفضل لدى أمك.

الابن: ولماذا لا أدركه حياً؟

الأب: ربما هذا هو قدرك.

الابن: لكني لا أتمنى قدري هذا.

الأب: ربما يأتي من تكون الأفضل لديه.

الابن: لكن يا أبي عمري الآن تجاوز الثمانين عاماً وما زلت لم أكن المفُضل لدى زوجتي وأولادي وعشيقتي.. فمن هو أنا مُفضل عنده سيشعر بروحي المتألمة في غيابي؟

الأب: ربما دورك أن تجعل الكل أفضل لدى الآخرين.

ورحل أبي منذ خمسين عاماً بعد أن خاب ظن حواري هذا بغيابه.

أنا الكارز نحو عشق غير معلوم، غاب عني لأني لست أهلاً بمقاييس البطولات، ظنوا أنني الأخير لكنني لست أول العاشقين، فبما أربح وأنا أعلم أنني لست المعشوق الأفضل، هل تنازحني على المركز الخامس أم أنني خرجت من المدار؟ فلتعلم يا أبي أنك كنت المُفضل، ولم تخسر حينما علمت بمكانتي لديك.

لست غيوراً، ولست مؤذياً، لكنني أتمنى أن أكون من روحه معلقة بعشقهم لي، فهل ما أطلبه قليلاً، فلست الأقل لكني في نفس مرتبة أخي، فارفعوا عني أنني دائماً الثاني.

تزوجت محبوبتي، لكنها كانت معلقة بأمها وتبدلت أمها في منزلتها بأولادي وظللت أنا أيضاً الثاني، فأحببت أخرى فأصبحت زوجتي لي في حبها الثاني، لكن عشيقتي كانت مطلقة فكانت ابنتاها تنالان تفكيرها الأول وظللت أيضاً أنا الثاني، فكرهتها لأنها أحبتني مثل الآخرين، وعبر العمر بي حتى أحبت ابنتي زوجها وتعلقت به وأصبحت أنا على هامش حبها، فأدركت أنني الرابع، وتدرجت نحو الأسفل.. كنت صبوراً في حياتهم أن أكون الثاني كي أصبح فيما بعد الأول، لكني كنت أنال خسارة أكبر دائماً.

جلست وحيداً مع عكازي هذا أجتمع معه بعد رحيلهم جميعاً، أجد أمامي دائماً كرسياً فارغاً، يتناوبون عليه جلوساً، أخاطبهم بما دار بعقلي منذ خمسين عاماً، أريد أن أجتمع معهم وألقي عليهم بما أردت، ربما أكون خائفاً من النسيان، لكني لا أريد رحيلهم بعد، فشيخوختي تجعلني غضوباً، أنا أحبهم وكلهم نحوي بمنزلة هذا الكرسي الفارغ.. أمامي دائماً.

بحثت عن إجابات لكل ما جعلني معقوداً بهذا الاحتياج.. ولم أجد.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل