المحتوى الرئيسى

عروس الدقهلية زُفت إلى قاع البحر

04/21 00:07

لم تكن «آية» تلك الفتاة الهادئة ابنة قرية الدراكسة بمنية النصر بالدقهلية، كأى فتاة ريفية تنتظر قسمتها ونصيبها، وترى ما يقرره لها أهلها من اختيار شريك الحياة الزوجية لها، ولكنها كانت تطمح أن تختار هى شريكها وكان لها ما أرادت، ووسط الأحلام التى تلاحقت على مخيلتها من مواصفات زوج المستقبل تداعت عليها تلك المواصفات التى نسجتها أمامها، خاصة بعد أن ظهر أمامها الفارس «محمد» ابن قريتها، ذلك الشاب المكافح الذى اختار طريق الكفاح واتجه للعمل بإحدى الدول العربية فور تخرجه من الجامعة وحان الوقت أمامه للارتباط بفتاة أحلامه.

وجمع القدر بين محمد وآية، وتم إعلان خطبتهما منذ عامين ليبدأ محمد رحلة جديدة من الكفاح من أجل تجهيز عش الزوجية وليسافر إلى عمله وكله طموح أن ينهى متطلبات الزواج ويعود إلى بلده ليتمم زفافه.

دق هاتف «آية» ذات يوم وإذا بخطيبها محمد يخبرها بموعد وصوله إلى مصر لتحديد موعد الزفاف، لم تصدق آية نفسها من شدة الفرح بهذا الخبر السار الذى سيضع نهاية سعيدة لأحلامها، وعلى الفور عبرت عن مشاعرها بعبارة على صفحتها على «فيس بوك» حيث قالت آية «بدأ العد التنازلى لتوديع العزوبية». ووصل محمد إلى قرية الدراكسة وها هو يوم العمر يتجلى أمامه، اصطحب خطيبته لشراء متطلبات عش الزوجية وبدأ كل منهما ينسج أحلام يوم الزفاف.

وها هى العروس آية تتبادل التهانى مع صديقاتها وزميلاتها فى المعهد العالى للخدمة الاجتماعية، حيث تدرس فى البكالوريوس، ولم يتوقف هاتفها عن الاتصالات من كل أحبائها اللائى يعرضن عليها أى مساعدة قد تحتاجها، لكن القاسم المشترك فى كل ردودها على الاتصالات عبارة واحدة ترد بها على كل من يتصل بها «دعواتكم لى بالتوفيق».

كانت آية تخفى فرحتها بداخلها، وهى تنتظر هذا اليوم الموعود فعريسها هو الفارس الذى بحثت عنه كثيراً، وأخيراً وجدته.

وجاء يوم الزفاف وها هو العريس محمد يأتى إلى عروسه فى موكب انبهر به أهالى قريتهما ليصطحبها إلى «الكوافير واستوديو التصوير» بمدينة المنصورة التى تبعد حوالى 30 كيلو عن القرية ويصل العريس مع قريبه أحمد بلال، وتنطلق الزغاريد فى منزل العروس، وتخرج متجهة والسعادة تغمرها إلى عريسها ويتجها إلى المنصورة ومعهما فى السيارة أحمد بلال وهناء الشربينى صديقة العروس، ثم يعود الموكب متجهاً من المنصورة إلى الدراكسة، وأمام مدينة دكرنس التى تبعد حوالى ثلاثة كيلومترات عن الدراكسة، كان القدر له رأى آخر فها هى سيارة العروسين تنطلق صوب البحر فى لحظات بدلاً من قاعة الأفراح التى تحتضن عرسهما، ويتجه العروسان إلى دار البقاء بدلاً من عش الزوجية وتتحول الزغاريد إلى صراخ وعويل ويتم انتشال جثث العروسين ومرافقيهم فى مشهد دام لن ينساه أقاربهم والأهالى.. لكن كيف حدث ذلك وما هى الأسباب كل ذلك لا يزال محل التحقيق.

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل