لجنة التشاور السياسي بين مصر والسودان.. عودة توطيد العلاقات

بدأت، منذ قليل، جلسة انعقاد اجتماعات لجنة التشاور السياسي بين مصر والسودان، في الخرطوم، برئاسة وزير الخارجية المصري سامح شكري ونظيره السوداني إبراهيم غندور، لمناقشة بعض القضايا المهمة التي تخص البلدين الشقيقين.

"الوطن" سألت دبلوماسيين عن دور لجنة التشاور السياسي بين مصر والسودان وأهم النتائج التي ستخرج بها اجتماعاتها، حيث أكد السفير أحمد القويسني، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن لجنة التشاور السياسي التي تنعقد بين بلدين، تكون آلية منبثقة عن لجان عليا مشتركة بين هاتين البلدين، وتكون تلك اللجان المشتركة العليا على المستوى الرئاسي أو على مستوى رئيسي وزراء البلدين، موضحًا أن أهمية لجنة التشاور السياسي تأتي من ضرورة توطيد العلاقات وتنسيق المواقف بين بلدين.

وأضاف القويسني، لـ"الوطن"، أن لجنة التشاور السياسي بين أي بلدين تتكون من وفدين يترأس كل منهما وزير الخارجية في بلده، ويتحدد أعضاء تلك اللجنة بموجب الموضوعات التي تتشاور فيها، بحيث ينضم إليهم فنيون مختصون في حالة مناقشة أمور نوعية متخصصة، مشيرًا إلى أن لجنة التشاور السياسي ربما تنعقد بشكل دوري يصل لمرتين خلال العام الواحد.

ولفت مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى أن اختيار مصر والسودان لوقت انعقاد لجنة التشاور السياسي بينهما يأتي من استشعار البلدين بوجود شد وجذب في العلاقات المصرية السودانية، خاصة مع قرار السودان بعمل تأشيرة دخول للمصريين إلى الأراضي السودانية، وهو موقف لم يكن معمولا به خلال الفترة السابقة، ومن الممكن أن تتبع مصر ذات الخطوات وتفرض التأشيرة نفسها على السودانيين القادمين إلى الأراضي المصرية.

وأضاف القويسني أن لجنة التشاور السياسي المصرية السودانية ستناقش عددا من الملفات المهمة، منها تنسيق المواقف بشأن سد النهضة الإثيوبي، والأوضاع المتوترة في ليبيا، إلى جانب بعض القضايا المتعلقة بالمياه ودول حوض النيل، إضافة إلى بعض القضايا العربية المهمة مثل الأوضاع الحالية في اليمن، فضلا عن ملف التنمية في قارة أفريقيا خلال الفترة المقبلة.

بدوره، أكد السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن لجنة التشاور السياسي بين مصر والسودان جاءت نتاج قمة سابقة انعقدت بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره السوداني عمر البشير، وتم الاتفاق على عقد اجتماعات تلك اللجنة بشكل دوري لتنسيق المواقف المتعلقة بالقضايا التي تهم البلدين، ولا يوجد لها تشكيل ثابت وتنعقد بالتناوب بين القاهرة والخرطوم.

وأضاف حسن، لـ"الوطن"، أن تشكيل لجنة التشاور السياسي بين مصر والسودان يتغير بتغير الموضوعات التي تُناقش في اجتماعها، موضحا أن اجتماعات هذه اللجنة هذه المرة ستركز على موضوعات ثنائية بين البلدين، أهمها عودة التبادل التجاري بين مصر والسودان على شكله المعتاد بعد عدم إثبات الجانب السوداني من وجود عيوب في السلع المصرية التي منعت دخولها، إلى جانب تنسيق بعض المواقف بشأن "سد النهضة" والأوضاع في ليبيا باعتباره ملف إقليمي يهم البلدين، والتأكيد على عدم صحة ما ذهب إليه بعض المسؤولين السودانيين من عدم دعم مصر للجانب السوداني داخل مجلس الأمن بشكل مناسب.