انتقاد لعدم وجود خطة أميركية للعراق
وذكرت المجلة الأميركية بمقال للكاتب سيث فرانتزمان أن بعض أولئك الذين شاهدوا صواريخ توماهوك -التي أطلقتها مدمرات أميركية من عرض البحر تجاه سوريا بالسابع من أبريل/نيسان الجاري- ربما تذكروا مناظر مشابهة جرت عام 1991.
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة متورطة في العراق بشكل متزايد منذ أغسطس/آب 1990، وأنها سبق أن اختارت صواريخ توماهوك لبدء المعركة ضد العراق.
وقالت أيضا إن أميركا أخرجت القوات العراقية من الكويت قبل أن تفرض حظرا جويا على بعض المناطق بالعراق، وتبدأ بالبحث عن أسلحة الدمار الشامل في البلاد، وذلك في تسعينيات القرن الماضي.
وأضافت ناشونال إنترست أن الولايات المتحدة غزت العراق نهاية المطاف عام 2003 لكنها ستطوي صفحة جديدة من صفحاتها في العراق، وذلك عند الاستعادة المتوقعة للموصل في المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية متممة بذلك 27 عاما من التورط بهذه الدولة الشرق أوسطية.
وأشارت المجلة إلى أن واشنطن تقود الآن تحالفا دوليا واسع النطاق في إطار سعيها لإلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة، وبالتالي تخليص العراق والمنطقة والمجتمع الدولي برمته من التهديدات التي يفرضها هذا التنظيم.
وتحدثت بإسهاب عن الدور الذي تقوم به الولايات المتحدة في العراق، سواء ما يتعلق بتدريب الجيش العراقي أو المشاركة غير المباشرة في القتال ضد تنظيم الدولة أو تقديم الدعم الجوي اللازم في معركة الموصل.
وأشارت كذلك إلى المعدات العسكرية الأميركية التي استولى عليها مقاتلو تنظيم الدولة عندما تمكنوا من السيطرة على أجزاء واسعة من العراق منتصف 2014، ونسبت إلى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تصريحه منتصف 2015 بأن التنظيم استولى على 2300 عربة "همفي" بالإضافة إلى المعدات العسكرية الأخرى.
وأضافت المجلة أن هذا يعني أن الجيش الأميركي أمضى معظم السنتين الماضيتين وهو يحاول تدمير آلياته بحد ذاتها، ويعني أيضا أن الجيش العراقي لم يكن قادرا على القيام بالدور المناط به والمتمثل في حماية البلاد.
وأشارت إلى أن آية الله علي السيستاني أصدر فتواه منتصف 2014 بدعوة العراقيين للدفاع عن بلدهم ما جعل عشرات الآلاف من المتطوعين الشيعة ينضمون إلى أكثر من أربعين فصيلا مسلحا من بينها كتائب حزب الله ومنظمة بدر وعصائب الحق التي شكلت ما يسمى الحشد الشعبي.
وأضافت ناشونال إنترست أن هذه الفصائل الشعبية المسلحة ذات الغالبية الشيعية -التي ترفع رايات تحمل صورة الحسين وسيوفا تقطر دما- سرعان ما تحولت لقوة شبه عسكرية رسمية بديسمبر/كانون الأول 2016.
وتحدثت أيضا عن أن علاقة الحشد الشعبي الآن مع بغداد أشبه ما يكون بعلاقة الحرس الثوري الإيراني بـ طهران أو علاقة حزب الله بالدولة اللبنانية.
وأضافت: يبدو أن الولايات المتحدة تعلمت كيفية التركيز على أهداف محددة بالعراق، مثل إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة والقيام بتدريب وتسليح قوات البشمركة الكردية والجيش العراقي، وأن أميركا تدرك أنها لا تستطيع استئصال النفوذ الإيراني بالعراق أو حتى مواجهته.
وقالت المجلة إن المخططين وواضعي السياسات بالولايات المتحدة يتساءلون عن الخطوة الأميركية التالية في العراق، وذلك بعد أن تقلص دور واشنطن خلال 27 سنة من التورط في العراق إلى مجرد تدريب القوات المحلية وإلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة من الجو.
Comments