المحتوى الرئيسى

على أطراف الإسكندرية| مصحات إدمان تنقلك إلى الآخرة - إسكندراني

04/20 00:21

ظهرت مؤخرًا في الإسكندرية، مصحات لعلاج مرضى الإدمان بلا ترخيص رسمي من الدولة، أنشآها خارجون على القانون، استطاعوا إيهام مرضى وأسرهم بأنهم معالجين للإدمان، وحققوا مكاسب مالية كبيرة.

الشرطة: أغلقنا 9 مراكز أوهمت 110 مريضًا 

يقول اللواء شريف عبدالحميد، مدير إدارة المباحث الجنائية في الإسكندرية، إن الظاهرة لا تهدف إلا للربح المادي من مرضى يبحثون عن الشفاء، والعاملين فيها لا علاقة لهم بالطب أو العلاج.

ويضيف لـ”ولاد البلد”، أن الشرطة أغلقت 9 مصحات لعلاج الإدمان غير مرخصة، منهم 4 في 2016، و5 حتى الأن في 2017.

ويؤكد عبدالحميد: “الحِرف التي يعمل فيها أصلًا مؤسسي تلك المراكز هي سمكري سيارات ونجار، وكلهم أوقعوا تحت سيطرتهم 110 مريضًا، وهو ما كشفته دفاتر وبيانات المرضى المترددين، كما عثرنا على سلاسل وأصفاد حديدية لتكبيل المرضى، وجرى تشميع المراكز وتحويل أصحابها للقضاء”.

تحريات الشرطة: مسجلين خطر أداروا مراكز الإدمان 

في فبراير الماضي، داهمت مباحث الإسكندرية مصحة لعلاج الإدمان بمنطقة الكينج مريوط غرب المحافظة، وتبين من تحريات الشرطة أن مالك المركز 12 مسجل خطر، ومنهم خميس. س، سمكري سيارات، وسمير. ف، نجار مسلح، وهريدى.ع، سمسار، وأحمد. م، حاصل على دبلوم صنايع، وعلي. ا، حلاق، وزين. م، محمد. م ن، عاطل، ,عادل. ع، نجار مسلح، ,علاء. ع، سروجي سيارات.

واعترفوا أمام نيابة الإسكندرية، بتكوين تشكيل عصابي إجرامي للنصب والاحتيال على المدمنين من راغبي العلاج منه، والاستيلاء على مبالغ مالية، وانتحال صفة أطباء حاصلين على شهادات طبية متخصصة، واستأجروا 3 عقارات في الكينج مريوط، وهي ضاحية تقع في نطاق قسم شرطة ثان العامرية.

وأكدوا، أنهم جهزوا عقارين كمركزين لعلاج أعراض الإدمان، عبارة عن “عيادات خارجية وقاعات دراسية، وقاعات للطعام  وأماكن للإعاشة “، وتجهيز العقار الثالث مكان للإعاشة خلال فترة النقاهة والعلاج النفسي مقابل حصولهم على مبالغ مالية شهرية قُدرت بـ 15 ألف جنيهًا من كل شخص.

كما داهمت الشرطة في نفس الشهر، فيلتان أٌديرت كمصحات لعلاج الإدمان، بمنطقة العجمي في شارع الحنفية غرب الإسكندرية، وعُثر فيهما على 58 مريضًا.

وكشفت التحقيقات أن القائمين عليها، 11 شخصًا مسجلين جنائيًا، واعترفوا باستأجارهما، وأوهموا المرضى أنهم أطباء وافدين من الخارج لعلاج الإدمان، وسٌلم المرضى لذويهم، وتم تشميع المواد المخدرة المضبوطة بحوزتهم.

ووجهت النيابة العامة للمتهمين تهم النصب وانتحال صفة أطباء، وحيازة مواد مخدرة، وإدارة منشآت طبية دون ترخيص، والاحتجاز القصرى لمواطنين دون وجه حق.

تتطلب عرض الشرائح هذه للجافا سكريبت.

البيطاش .. ضاحية هادئة بلا رقابة 

تبدو منطقة البيطاش في هدوئها مثالية، لا تكاد فيها تسمع صوتًا لشجارٍ، لكن هدوء المنطقة يخفي داخلها بشارع الحنفية، ما كشفته تحريات الشرطة، عن مراكز وهمية لعلاج المدمنين في غفلة من رقابة ربما رأت في هدوء المنطقة إشارة إلى أنها بلا مشاكل، لكن “ولاد البلد” كانت هناك لتقصي الروايات.

يقول أبو مريم، وهو حارس العقار بمنطقة الحنفية: “فوجئنا منذ 8 أشهر، باستئجار أشخاص لفيلتيّن بشكل مريب، الفيلتين كانتا مهجورتين، أحضروا معدات وأصفاد “أقفال” حديدية وحجرات نوم ولم يتحدثوا معنا، بدوا غير حريصين على عمل أي نوع من علاقات الجيرة مع سكان الشارع، يضيف: “شكيت فيهم”.

وأكد: “وضعوا على الفيلتيّن حراسة خاصة، أخبروا بعض السكان الموجودين وهم قلة أصلًا، أنهم أنشآوا مصحة للعلاج النفسي، اقتنعوا لأنهم لم يضروا أحد”.

لكن سمير فتحي، وهو فني أدوات صحية “سباك” في المنطقة، بدى له مشهد دخول أعداد كبيرة من الشباب كل يوم سرًا إلى الفيلتين مريب، يقول: “لا يخرجون، سمعت أصوات صراخ اخترقت سكون الليل، المنطقة هادئة ولا يسكنها أحد تقريبًا، ولذلك لم نهتم”.

يضيف: “مفكرناش نبلغ الشرطة، خفنا يكون كلامهم صح وأنها مصحة نفسية مرخصة”.

الصحة: ضبطنا عقاقير كثيرة مٌدرجة “جدول” في المراكز 

لكن وإن كان العاملين في المنطقة لم يهتموا، فإن وزارة الصحة كان لها رأي آخر.

يقول الدكتور مجدي حجازي، وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية، لـ”ولاد البلد”: إن إدارة العلاج الحر بمديرية الشؤون الصحية في الإسكندرية، شاركت الشرطة في غلق تلك المراكز الوهمية لعلاج الإدمان بمنطقة برج العرب، ويضيف: “ضبطنا 110 مريضًا، وسلمناهم لذويهم عقب توقيع الكشف الطبي عليهم بمعرفة اللجنة المرافقة، وحولنا بعضهم لمراكز طبية متخصصة تابعة لوزارة الصحة لاستكمال علاجهم من الإدمان”.

وأكد: “ضبطنا كمية لا حصر لها من العقاقير الطبية المدرجة في جدول المخدرات، وغير المصرح بصرفها في الصيدليات أو في مصحات الإدمان، وأغلقنا في النهاية تلك المراكز، ووضعنا عليها أختام خاصة بمديرية الصحة في الإسكندرية”.

خبراء الطب النفسي: الرقابة غائبة والفوضى سياسة عمل مصحات الإدمان

يُرجع الدكتور معتز عبدالرحمن، أستاذ الصحة النفسية بالإسكندرية، أزمة مصحات الإدمان لغياب الرقابة، يقول: “الرقابة منعدمة تمامًا عن مراكز علاج الإدمان، أغلبها يعمل بدون ورق رسمي، ووزارة الصحة بعيدة عن ما يحدث”.

ويصف عبدالرحمن الأمر بـ”المهزلة البشرية”، التي يقع ضحيتها شخص مدمن أراد فقط الشفاء، فوقع فريسة لنصابين معدومي الضمير، أوقعوه في الإدمان بجرعات مخدرة كبيرة.

وأوضح عبدالرحمن: “أصحاب مراكز علاج الإدمان الوهمية، هم مدمنين سابقين، لهم علاقات بتجار المخدرات الذين يعرفون عملائهم فيبلغون أسرهم للعلاج في المراكز، مستغلين ألم وحسرة الآهالي من علمهم بإدمان ذويهم، واستعدادهم لدفع أية مبالغ مالية فقط من أجل شفائهم”.

وأكد: “يحصلون على مبالغ مالية كبيرة يدفعون جزء منها لتاجر المخدرات كوسيط لجلب العملاء، ويستأجرون شقق وفيلات في مناطق تقع على أطراف المدينة، مثل برج العرب أو العجمي بغرب الإسكندرية، خشية افتضاح أمرهم”.

ويقول الدكتور أحمد خالد، طبيب الأمراض النفسية بالإسكندرية: “إن قطاع مراكز علاج الإدمان تحكمه الفوضى، فلا متابعة حقيقية من وزارة الصحة سواء للمرخصة أو غير المرخصة، ما دفع الخارجين على القانون والمسجلين خطر والمدمنين السابقين، يقتحموا هذا المجال وربما يضطرون لتعذيب مرضى حتى الموت، لجهلهم بطرق العلاج من الإدمان بشكل صحيح”.

ولفت خالد، أن أصحاب تلك المراكز الوهمية المُغلقة من جانب الشرطة والصحة، يقومون بحيل كثيرة لإعادة افتتاح مراكز أخرى فى مناطق بعيدة عن رقابة الجهات المسؤولة، مطالبًا أسر المدمنين بتوخي الحذر، وعلاج أبنائهم في مراكز مرخصة ومعروفة وخاضعة لإشراف الدولة بشكل واضح ورسمي وموثق”.

محافظ الإسكندرية: تشديد الرقابة على المؤسسات الطبية وشركات الأدوية

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل