المحتوى الرئيسى

صراع على مسرح برنابيو..!

04/19 22:03

** وقف رجل فى وسط ملعب برنابيو فاتحا ذراعية كمن يحتضن لحظة مجد. لقد كان هذا الرجل يحتفل بنفسه، وبفريقه، وبهدفه الفاصل المهم الذى سجله. هذا الرجل هو بالطبع كريستيانو رونالدو الذى سجل ثلاثة أهداف فى مرمى منافسه بايرن ميونيخ. لقد أحرز ريال مدريد ستة أهداف ذهابا وعودة فى مرمى الفريق الألمانى. وخمسة من تلك الأهداف سجلها رونالدو مطرقة ريال مدريد..

** ثلاثة أهداف من الستة التى شهدتها مباراة العودة، التى فاز بها الريال 4/2 كانت من أخطاء للحكم. اثنان من الأهداف من تسلل لاغبار عليه.. ومع ذلك لم يعترض لاعب. لم يثور مدرب. لم يهدد رئيس بايرن بالانسحاب من الدورى. لم يتهم إنسان الحكم بأنه يتعمد خسارة بايرن ميونيخ. لم نقرأ مانشيتات لصحيفة نادى بايرن ميونيخ، إن كانت لهم صحيفة، بعنوان: «يسقط التحكيم الفاجر».. فأخطاء الحكام جزء من لعبة كرة القدم وستبقى كذلك ويجب أن تبقى كذلك وأن يقبلها الجميع!

** المباراة كانت حافلة بالصراع النظيف. أو بالقتال النظيف.. وهل يوجد صراع أو قتال نظيف؟ وهل توجد «خنقة جميلة».. كما كان يقول المعلق الشهير فريد حسن على مباريات المصارعة الحرة؟

كانت المباراة حافلة بفنون كرة القدم. هجوم من هنا وهجوم من هناك. الكرة دائما فى اللعب وداخل الملعب. حتى أن الشوط الأول الممتع الذى انتهى بالتعادل السلبى، لم يشهد وقتا إضافيا أو ضائعا.. ومع شدة الصراع والحساسية، والندية، تبادل الفريقان الهجمات بتركيز، وبسرعة دون تسرع، وبحماس دون عصبية، وبتكتيك دون فوضى. وبضغط قوى للغاية ولكنه شديد الهدوء.. وقد خرجنا نحن من اللقاء فى غاية التعب وربما طلب البعض إجازة من عمله، نظرا لشعوره بالإجهاد..

** لم يلعب بايرن خارج ملعبه مدافعا، ومنكمشا، على أن يخطف هدفا أو هدفين، أو لعله يخرج بنتيجة طيبة، أو بتعادل بطعم الفوز. هم لا يكذبون على جماهيرهم وأنصارهم. فالهزيمة عندهم هزيمة. والتعادل عندهم تعادل. والفوزعندهم فوز. فكرة القدم لا تباع فى محلات المقبلات والمخلل، ولا تضاف تضاف إليها مكسبات طعم.. ولكننا فى كرتنا وفى نتائجنا نجد بعضنا يفعل ذلك، ويرسخه، لأننا نطل على «شواطئ الكذب الأبيض المتوسط»؟

** الصراع النظيف النقى انتهى. وتبادل لاعبو الفريقين المصافحة والقبلات والأحضان. كأنهم كانوا على خشبة مسرح وقدموا عرضا فنيا راقيا، نال استحسان الحضور. فلا تشنجات، ولا صفعات، ولا تصريحات مريضة.. وأكتب هذا الكلام منذ 40 عاما وما زلت أفعل لعل الدرس يصل لمن يريد أن يعلم.. لكن يبدو أن الأمل بعيد للغاية فما زلنا نلعب «الكانجعور» على أنها كرة قدم، وهى كانجعور بكل ما فيها من خطط وتكتيكات ومحاولات قليلة جيدة لكنها تشوه بتجاوزات أخلاقية وعصبية فوضوية عشوائية تفتقد التنظيم والصراع النظيف للأسف.. وأى أسف؟

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل