المحتوى الرئيسى

مخاطر على الدولة من تفكيك مؤسسات «أتاتورك» بعد نحو 100 عام

04/19 20:25

يقول الباحث التركى المعروف Yavuz Baydar إن نتيجة استفتاء يوم الأحد الماضى على الدستور التركى يعنى أن تركيا التى يعرفها الجميع انتهت؛ وأنها باتت من التاريخ. وأوضح بايدر أن بنية الحكم فيها، التى صممها مصطفى كمال أتاتورك مؤسس تركيا تم تفكيكها من قبل رئيس حزب العدالة والتنمية، بعد سلسلة من التجارب مع الجيش والنخبة العلمانية الموجودة فى السلطة. وأوضح أن هذا التفكيك أعقب انهيار سيادة القانون الذى وقع بعد احتجاجات حديقة Gezi، وأسفر عن تآكل فى الفصل بين السلطات وتدمير وسائل الإعلام المستقلة.

وشبه الباحث التركى ما حدث فى تركيا خلال السنوات القليلة الماضية بتسلسل الأحداث فى ألمانيا من عام 1933: حريق الرايخستاغ (مقر البرلمان الألمانىليلة السكاكين الطويلة (وهى سلسلة عمليات إعدام سياسى نفذها النظام النازى بفرق شبه عسكرية)، الاستفتاء المشئوم فى عام 1934. وتابع «أوجه التشابه تعطى إحساساً قوياً بأن التاريخ ينسخ ويلصق نفسه»، منتقداً أولئك الذين تجاهلوا مثل هذه المقارنات، وقال «هم الآن فى صدمة». وأكد أن الاستفتاء كان بمثابة الخاتمة لفصل ينتقم فيه هامش المجتمع التركى الريفى والمحافظ بصفة رئيسية من مركز الجمهورية القديمة، وقال «هذا ما وصفه بعض شخصيات حزب العدالة والتنمية بالثورة الصامتة».

أيضاً قال ستيفن كوك، من مجلس العلاقات الخارجية Council on Foreign Relations، فى مقال فى/ فورين بوليسى/ بعنوان وداعاً تركيا 1921 2017 RIP Turkey; 1921-2017 «فى نهاية المطاف، يستبدل أردوغان شكلاً من أشكال الاستبداد بآخر». وتابع كوك «دائماً ما كانت الجمهورية التركية معيبة، لكنها دائماً كانت تتضمن التطلع إلى أن تصبح ديمقراطية على خلفية المبادئ التى كانت تدعيها الدساتير المتعاقبة بإخلاص. تركيا أردوغان الجديدة تغلق هذا الاحتمال».

ما ينحو إليه بايدر وكوك يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن تركيا التى أقامها مصطفى كمال أتاتورك انتهت دون رجعة بمؤسساتها وطبيعتها.

التعديلات الدستورية وحدها لن تنهى مؤسسات أتاتورك، ولكن النهج الاستبدادى الذى يتبعه أردوغان فى تحقيق أحلامه، يعنى أنه لن يهنأ بالاً قبل أن يتمكن من تفكيك تلك المؤسسات الأتاتوركية لصالح نظام إسلامى محافظ متشدد يحن إليه أردوغان منذ عقود، عندما قال قولته الشهيرة «الديمقراطية ليست غاية ولكنها أداة».

ويستغل الرئيس أردوغان الجانب المحافظ والمتدين من تركيا الذى كان يشعر بالتهميش والإهمال منذ عقود، لتحقيق أحلامه فى تفكيك الدولة التركية الحديثة. فالكثيرون من سكان هذه المناطق كانوا مهملين من جانب النخبة العلمانية التى بنت الدولة التركية الحديثة منذ تأسيسها عام 1923 من قبل مصطفى كمال القائد الغربى الميول والعلمانى العنيد الذى كان يحاول إخراج تركيا من دائرة الشرق الأوسط الإسلامى.

نتيجة ذلك، شعر مسلمو الأناضول بأنهم مواطنون من الدرجة الثانية، إذ كان الأتراك البيض البرجوازيون يعيرونهم بأنهم أتراك سود.

يستقى الرئيس أردوغان الكثير من الدعم الذى يتمتع به من انتصاره للقضايا الإسلامية. وشهدت فترة حكمه ميلاً لسيطرة التيار المحافظ على المجتمع، حيث أعلنت الحكومة قيوداً على بيع المشروبات الكحولية والإجهاض، وحث أردوغان النسوة التركيات على إنجاب المزيد من الأطفال.

 خلقت هذه السياسات حالة من الاستقطاب تم التعبير عنها بوضوح بالاحتجاجات الضخمة فى ساحة «جيزى». التى حاول السيطرة عليها بالترويج لنظريات المؤامرة، ليحد من حرية التعبير وسجن الصحفيين والمثقفين والأدباء والفنانين. كما استغل محاولة الانقلاب الفاشلة ضده فى سجن معارضيه والتنكيل بهم وغلق المؤسسات الإعلامية المناوئة له.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل