المحتوى الرئيسى

السياق الإقليمى المضطرب يؤثر سلبيًا على نجاح «مشروع السلطنة»

04/19 20:25

ألمحت وزيرة الخارجية الأمريكية «كوندليزا رايس»، فى مطلع عام 2006، إلى وجود عدة مشاريع أو مصطلحات جغرافية سياسية تعمل عليها مراكز الأبحاث الحكومية، موضحةً أن الشرق الأوسط الجديد أحد أهم تلك المشاريع.

طُرح مشروع الشرق الأوسط الجديد آنذاك، ولكنه ظل مُبهمًا وغير واضح التفاصيل والمعالم، إلا أن السمة العامة التى اكتسبها منه الباحثون الذين تناولوه إذ ذاك، هى أنه حمل بين طياته خطط التقسيم.

وفى مقاله «الشرق الأوسط الجديد فى التصور الأمريكى الصهيونى» المنشور عبر الموقع الإلكترونى لـ«الجزيرة»، قال المفكر العربى عبدالوهاب المسيرى إنه ومنذ بدايات منتصف القرن التاسع العشر، واستراتيجية التقسيم الغربية سارية وتعمل على التهام أكبر مساحة جغرافية ممكنة من بلدان الشرق الأوسط، مبينًا أن هذه الاستراتيجية تنطلق من الإيمان بضرورة تقسيم العالم العربى والإسلامى إلى دويلات عرقية ودينية مختلفة، حتى يسهل التحكم فيه.

ووفقًا لما جاء فى مقال المسيرى، فإن الضابط الأمريكى المتقاعد «رالف بيترز»، نشر المخطط الأمريكى لتقسيم الشرق الأوسط، عبر مقاله المنشور بمجلة القوات المسلحة الأمريكية فى عددها الصادر فى يونيو 2006، مشيرًا إلى أن العديد من الأقليات نالها ظلم فادح، أثناء عملية تقسيم الشرق الأوسط بواسطة معاهدة سايكس بيكو، والآن هو الوقت المناسب لإرجاع الحقوق المسلوبة إلى هذه الأقليات.

وذكر بيترز أن شيعة العراق وأكراده، وأكراد تركيا، وأمازيغ المغرب وليبيا والجزائر، والبهائيين، والإسماعيليين، والنقشبنديين يمكن لهم تأسيس دول مستقلة، موضحاً أن العراق أولى الدول الذى يمكن أن تنقسم، حيث سيصبح هناك دولة كردية وشيعية وأخرى سنية، ويذكر بيترز دولة كردستان الحرة، ولكن دون تحديد الدول التى ستتجزأ من أجل تأسيسها.

وفى سياق متصل، نقل الخبير الاستراتيجى سيفى شاهين، عن أحد الضباط الذى عمل كممثل لتركيا فى المجلس العسكرى لحلف الشمال الأطلنطى «الناتو»، قوله إنه كان هنالك اجتماع بين المستشارين العسكريين الممثلين للدول الأعضاء فى الناتو، وبينما نحن فى الاجتماع عرض ضابط أمريكى خريطة «الشرق الأوسط الكبير»، قائلاً «هذه هى الخريطة المثالية لمنطقة الشرق الأوسط».

وأضاف شاهين منوّهًا بأن الضابط التركى على الفور أبدى امتعاضه الشديد لعرض هذا المشروع التقسيمى، وغادر غرفة الاجتماع، ومشيرًا إلى أن مشروع تقسيم منطقة الشرق الأوسط مشمول بتركيا، ليس مشروعًا تمخض فى التاريخ القريب، بل هو مشروع تعود أصوله إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية، وأُشملت تركيا به فى بداية التسعينات، حيث صرحت وزيرة الخارجية الأمريكية «مادلين أولبرايت»، فى أواخر التسعينات، بأن تركيا أكبر من أن تبقى دولة خاصة بالأتراك فقط. وبين شاهين أن المشروع منح ثلث أراضى الجمهورية التركية ممنوحة للأكراد.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل