المحتوى الرئيسى

حكايات الطيار حسني مبارك وكواليس زواجه من سوزان

04/19 14:19

لواء طيار محمد صالح مكرم، حفيدعائلة المناضل المصري «عمر مكرم»، وقت حكم المماليك والعثمانيين وأحد الشهود على صراع الاثنين على حكم مصر والمقاوم الشعبي الذي حارب الغزو الفرنسي للبلاد ونقيب الأشراف بعدها.. يحمل اللواء طيار محمد صالح «الحفيد» زكريات ثرية عن فترة من أهم الفترات التي عاشتها مصر، فقد كان زميلا في الصف لحفنة من أبناء حكام ومشاهير البلاد، ومنهم خالد جمال عبد الناصر وأبناء المشير عبد الحكيم عامر وأيضا الابن الوحيد للفنان إسماعيل يس وغيرهم ممن أثروا في تاريخ هذا البلد في كل المجالات.

تراه فتجده واثقا من كلماته، يتمتع بقوة الملاحظة والشخصية الجذابة، يسرد الأحداث في سلاسة ويسر وكأنها حدثت بالأمس، وتأخذك ذكرياته إلى عالم اخر تشعر أنك شاهدا عليه، تراه بعينيك وتعيش بين أهل «ذاك الزمان» فيزيد استمتاعك مرتين.. اللواء طيار محمد صالح مكرم يكتب لـ «أهل مصر» حلقات عن اسرارا ماكان يدور في قصور الحكم، وكواليس حياة أهل السياسة والفن وغيرها ..

كان شقيق سوزان هو منير ثابت، طالبا في الكلية التي جمعت بينه وبين مبارك، وكان محمد حسني مبارك يسبقه بالطبع بسنوات، وفي يوم الخروج من الكلية ألتقى منير وحسني، و-الكلام مايزال على لسان اللواء صالح مكرم-، عرف أن الأول في طريقه للقاء أسرته في نادي هليوليدو الكائن بمنطقة مصر الجديدة، وعرض عليه أن يصاحبه في الرحلة من الكلية إلى النادي في سيارته الصغيرة.

وافق مبارك على مرافقة منير في هذه الرحلة، التي لن تستغرق وقتا طويلا، ولكنها تجربة جديدة على حسني مبارك حيث لم يكن مشتركا في أي من النوادي الرياضية، ويهب كل وقته للعمل فقط، في حين أن تقاليد وعادات عائلته لا يوجد بينها ممارسة الرياضة بشكل منتظم لأي من أفراد الاسرة، وبالتالي الأمر بالنسبة له جديد.

كانت سوزان مبارك في هذا الوقت ضمن المتفوقات رياضيا في رياضة السباحة على التحديد، وكذلك شقيقها، وكانت ضمن الفريق الأساسي للنادي في المسابقات المحلية، وكانت تجيد الباليه المائي، وتملك جسدا رياضيا وشخصية ذكية لماحة وروحا تجذب إليها القلوب والعقول، وحين دخل منير بصحبة حسني مبارك إلى النادي، كانت تؤدي تدريباتها في السباحة، كان اللقاء الأول الذي جمعهما، وأطلق كيوبيد سهامه نحو القلبين وبدأ الأمر بالإعجاب الذي تطور سريعا.

كان والدا سوزان ومنير من الأطباء المتميزين داخل نفس النادي الرياضي الشهير الذي مازال قائما حتى الآن، ورحبا بصديق نجلهما الذي يأتي صحبته للمرة الأولى.

سكن محمد حسني مبارك وزوجته سوزان الجميلة الرشيقة في شقة صغيرة بجوار نادي هليوليدو الرياضي، وما زالت هذه الشقة موجودة حتى الآن، وكان لا يزيد عدد الغرف فيها عن حجرتين فقط، وكان اثاثها بسيطا، وهذا لم يمنع أن يتميز مبارك في عمله بدرجة قربت بينه وبين السلطة، حيث اختاره الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، لمهمة صعبة ربما لم يقو عليها غيره وغير ضابط طيار واحد فقط اثناء الحرب على اليمن.

المهمة التي كلف بها الزعيم جمال عبد الناصر، قائد طيار حسني مبارك، كانت الطيران لمدة 16 ساعة دون هبوط، وهي عبارة عن رحلة إلى اليمن لإلقاء قنابل من طائرة روسية ثقيلةن وقيادتها والتحكم فيها صعبة، ثم العودة إلى مصر بلا خسائر، وتستغرق هذه الرحلة أكثر من نصف يوم طيران دون توقف، وهي تحتاج لمهارة شديدة وتميز وتحتاج لرجل مقاتل حقيقي قوي الملاحظة، وكلها صفات توفرت لحسن الحظ في حسني مبارك.

هذه المهمة التي نفذها مبارك بمنتهى النجاح أكثر من مرة، واستطاع خلال رحلاته إلى اليمن تحقيق النجاح بنسبة مائة بالمائة بضرب الأهداف المطلوبة منه بدقة متناهية والعودة دون خسائر، وهي المهمة التي لم يقو عليها كثير من الطيارين، ولهذا أتى جمال عبد الناصر بعدد ستة من الطيارين الروس الجنسية، وهم أقدر من يستطيع قيادة الطائرات الروسية التي اشتراها عبد الناصر من الاتحاد السوفيتي.

يطير الطيارين الروس بالاحداثيات، وهو ما وفرته القيادات المصرية لهم، وكان هؤلاء الطيارين يحصلون على أموالا طائلة لضرب النقاط المطلوبة في اليمن في سرعة والعودة بالطائرة دون خسائر، وذات مرة أخطأ طيار منهم في تحديد الاحداثيات، وقال إنه يجد مقاتلين بالالاف فوق الأرض التي من المفترض أن يضربها، وابلغ القيادة بذلك قبل الضرب، وطالبته القيادات المصرية بتحديد الاحداثيات التي يقف فوقها، وكانت المفاجأة أنه يقف فوق الكعبة لأنه وصف ملابس القوات المعادية بأنها بيضاء اللون، بينما يعرف عن ملابسهم أنها ليست بيضاء بالطبع.

طالب الطيار الروسي بالأمر بالضرب، ورفضت القيادات المصرية في الحال، ولكن الطيار الروسي أبى ان يبتعد دون تنفيذ مهمته بالضرب، وهو لا يعرف الكعبة وقيمتها للدين الإسلامي، هنا أمره جمال عبد الناصر بالقاء حمولته في البحر، لأنه لا يستطيع العودة بها لأنها ستعيق عودته سالما، وتعجب الطيار وقال له لماذا كل هذه الخسارة لحماية مبنى لا يسكنه بشر، وأصر عبد الناصر على إلقاء القنابل في البحر، وهو ما نفذه الطيار.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل