«تايب».. أول غواصة ألمانية تشارك في مناورة عسكرية بأعماق الإسكندرية

بعد 4 أشهر من رفع العلم المصري عليها في قاعدة كييل الألمانية، وصلت الغواصة (41) تايب 209/1400 إلى المياه الإقليمية المصرية، حيث تشارك الآن في مناورة بحرية أمام مقر قيادة القوات البحرية بالأنفوشي مع عدد من الوحدات البحرية، تتقدمها حاملة الطائرات الميسترال لتدشن عيدا خاصا لسلاح الغواصات المصري ونقلة نوعية في تدعيم قوة القوات البحرية المصرية كواحدة من أعرق وأقوى القوات البحرية في العالم.

الغواصة الألمانية (41) التي تمارس الغوص في شط مصر اليوم الأربعاء، واحدة من أربع غواصات تعاقدت مصر عليها في ١٢ ديسمبر ٢٠١١، بعد مفاوضات طويلة بدأت قبلها لتدعيم وتطوير وتحديث لواء الغواصات، وكان مقدرًا أن تبدأ مصر في استلام أول واحدة في  آخر ٢٠١٥، لكن الصفقة خضعت لمماطلة وتسويف وعقوبات على ثورة ٣٠ يونيو، التي قامت في نفس العام، ضمن حزمة إجراءات مماثلة اتخذتها عدة حكومات غربية في محاولة لكسر الإرادة الشعبية للمصريين في التغيير بالضغط على الجيش المصري الذي ساند ثورة ٣٠ يونيو، وكما فعلت الولايات المتحدة في احتجاز الطائرات f-16 في أثناء صيانتها وتعطيل تسليم صفقة الأباتشي فعلت حكومة ميركل بتجميد إجراءات تسليم صفقة الغواصات ضمن مزاعم حظر السلاح بعد الثورة.

وبالفعل وفي ١٢ ديسمبر الماضي، تسلّمت القوات البحرية المصرية أول غواصة في ميناء كييل الألماني، بحضور قائد القوات البحرية المصري ونظيره الألماني، حيث تم رفع العلم المصري عليها إيذانًا بانضمامها رسميًا للقوات المسلحة المصرية.

الغواصة تايب 209 والتي تم بناؤها في ترسانة شركة "تيسين جروب" الألمانية من النوع الهجومي وتعمل بالديزل والكهرباء، تتميز بقدرتها على زرع الألغام البحرية ومواجهة التوربيدات وأنظمة تحكم إلكترونية للأسلحة خلال عمليات الإطلاق، وتمتلك كذلك حزمة كبيرة من الأجهزة الفنية، وتبلغ السرعة القصوى لها 40 كم فى الساعة تحت الماء.

ويصل طول غاطس الغواصة إلى 62 مترا، واتساعه 7.6 متر وارتفاعه 12.5 متر، وأقصى عمق للغواصة 500 متر تحت سطح الماء، وتحمل 8 أنابيب توربيد عيار 533 مم، ومخزنا يسع 14 توربيدا، كما أن لديها قدرة على إطلاق صواريخ.

البحرية المضادة للسفن وزرع الألغام البحرية

القوات البحرية المصرية والتي تصنف عالميا واحدة من أقوى القوات البحرية في العالم بتنوع أسلحتها وتسليحها، شهدت خلال العامين الماضيين تدعيما نوعيا وكميا لقدراتها تمثل في عدد من صفقات التسليح، بينها حاملتا الطائرات، "أنور السادات" و"جمال عبد الناصر"، حيث تعد مصر الدولة العربية الوحيدة التى تمتلك تلك الحاملات، ومن بين 12 دولة على مستوى العالم، مما رفع من تصنيف القوة البحرية المصرية، كما ضمت مصر إلى قواتها البحرية، لنشى صواريخ من طراز سليمان عزت، والفرقاطة فريم الفرنسية، و4 قرويطات من طراز "جويند"، بالإضافة إلى لنش صواريخ من طراز مولينيا، حصلت عليه مصر هدية من الحكومة الروسية.

واحدة من أفضل الغواصات في العالم

"تايب 209"، غواصة هجومية، تعتبر أقوى أنواع الغواصات البحرية التي تعمل بالديزل، حيث بدأ تصميم أول نوع منها في أواخر عام 1960، في ترسانة شركة 

"تيسين جروب" الألمانية، ومع أوائل السبعينيات تم إنتاج خمسة أنواع أخرى متطورة من هذه الغواصة، في ميناء "كييل" الألماني.

وشهدت الغواصة تطورات عديدة أضافتها الشركة الألمانية عليها، حيث كان يزن أول نوع من 110 إلى 1400 طن، وتبعه نوع آخر أكبر حجمًا، يزن 1500 طن، وتم بيعه للهند، كما نجح سلاح البحرية الألمانية، في بناء غواصات أخرى أثقل وزنًا.