المحتوى الرئيسى

«سر الإستروكس».. بوابة ولاد الذاوت للعالم الآخر

04/18 22:39

الضغوط الحياتية والإجتماعية قد تكون لها جزء كبير فى إدمان الشباب ليفصل نفسه عن العالم الحقيقي، ويدخل عالمه الخاص به الخالي من مرارات الحياة ويمتزج فيه المرح بتلك الدقائق المعدودة كما تتمزج السموم بدمه ليدخل حالة من الصفاء الذهني الزائف والرفاهية المفتعلة.

وفي الفترة الأخيرة ظهر مخدر بإسم «الإستروكس» وعرف بإنتشاره بين شباب الطبقة الإقتصادية المرتفعة نظرًا لبهاظة ثمنه.

التقت «الدستور»، عددًا من الشباب المدمنين، لمعرفة تأثير المخدرات عليهم وكيفية دخولهم إلى ذلك الطريق، وكيفية التعافي منها.

ـ مدمن للمخدرات: كنت أشعر بهلاوس مخيفة وأنا في طريقي للتعافي

في البداية قال "م.ع" عمري 24 سنة أعزب: "أنا مدمن مخدرات وفي طريقي للتعافي، ونشأت في أسرة متوسطة الحال، والدي يعمل في أحد الشركات المعروفة قطاع عام، ووالدتي ربة منزل، وأنا أصغر فرد في الأسرة، ودخلت عالم المخدرات من ناحية التدخين ثم انتقلت من الدخان إلى الحبوب والحشيش ثم انتهت معاناتي إلى (الإستروكس).

وتابع: "كانت أول جرعة تعاطيتها في المرحلة الثانوية عن طريق بعض الأصدقاء في المدرسة، بدافع الفضول والتجربة، وبدأت بتعاطي الحشيش، وتصورت في هذا الوقت أن ما أفعله لم يضر بي وأنني عندما أريد أن أتوقف عن التعاطي سيكون الأمر في غاية السهولة، ولكنني كنت مخطأ، فكنت أحتفظ بكل الأموال التي تعطى لي، وألتقي مع أصدقائي كل يوم خميس ليلاً لكي ندخن "الحشيش"، واستمر هذا الحال لفترة من الوقت وكانت شكوك أهلي كثيرة تجاهي بسبب كثرة سهري خارج المنزل والأحاديث السرية في التليفون وأموري الغريبة ولكني كنت أنجح في الدراسة لذلك لم يستطيعوا مواجهتي بالتقصير أو الإهمال".

وأردف: "أثناء هذه الفترة التي تعاطيت فيها الحشيش كنت أسمع عن الإستروكس، وبدأت في تعاطيه لأن الحشيش أصبح لا يؤثر بشكل كافي حتى بعد تزويد الجرعة، وبدأت أشعر بالإختلاف من أول مرة تعاطيته وكأني لا أملك جسدي فكنت في حالة من الإسترخاء الرائعة، وبعدها بدأت أشعر بهلاوس مخيفة مثل الموت وأن أحد ما يجري خلفي".

وأوضح: "بدأت أفقد قدرتي على المشي والكلام وحتى إن كنت أتكلم لا أشعر بذلك إلا بعد انتهاء مفعوله، وفي هذه الفترة بدأت المغامرة تأخذ شكلاً أكبر في حياتي، حيث بدأت السرقة مع أصدقائي بأسلوب منظم ومنتظم حتى استطيع توفير المال الذي يوفر الكمية المناسبة التي يحتاجها جسدي ولأن الجرام منه يساوي الكثير من المال فكان يجب المخاطرة".

واختتم: "توالت العديد من الأحداث الكارثية التي كانت ستدمر حياتي مثل السجن والموت عدة مرات بسبب زيادة الجرعة، إلى أن انتهى بي المطاف حتى أدركت أني في مشكلة كبيرة ولا أستطيع حلها وحدي، وقررت أن أذهب لعائلتي التي كانت تشعر بما أنا فيه ولكن لم يستطيعوا مواجهتي، واعترفت لهم أنني أواجه مشكلة كبيرة مع الإدمان وأريد منهم المساعدة وبالفعل ذهبت إلى مصحة للإدمان، وأنا في طريقي للتعافي".

ـ «مدمنة»: كنت بسرق لتعاطي المخدرات

وبالحديث مع إحدى المدمنات قالت: "كنت أقوم بعمل جمعية للحصول على الأموال بعد أن أنفقت كل ما أملكه، حتى اضطررت للسرقة في النهاية، وبعد معرفة عائلتي بما أنا عليه، قرروا دخولي إلى مصحة لعلاج الإدمان لعدم إرادتي عدة مرات، وفي كل مرة كنت أخرج من المستشفى، وأعود لتعاطي الإستروكس مرة أخرى".

وتابعت: "لا أحد كان يشعر بمعاناتي عند انسحاب المواد المخدرة من جسدي، لذلك قررت الهرب من المنزل ولكي أستطيع توفير المال اللازم للتعاطي، كنت أفعل أي شيء مهما كان".

وأضاف آخر: تعاطيت "الإستروكس" لأسباب نفسية متعددة فكل ما كنت أفكر فيه هو الهروب من الواقع، وبدأت بتعاطي "الإستروكس"، ومن اللحظة الأولى من تعاطيه وخاصة بعد النفس الثاني بدأت أصل إلى ما كنت أريده وهو اختفاء كل المشاكل، وبدأ الضحك الهيستيري وعدم الإدراك بالزمن وعدم القدرة على الكلام، ولكني كنت أتمني من الله أن أتعافى، لأنني أصبحت لا أمتلك أي شيء (لا أسرة - ولا أصدقاء - ولا حتى مستقبل).

ـ «ديلر»: ده مخدر ولاد الذوات والجرام يصل لـ 400 جنيه

وبالحديث مع أحد موزعي المخدرات «الديلر»، تبين أن مادة "الإستروكس" مأخوذة من "الفودو" وهو مهدئ ثيران، وأن سعره أعلى من المواد الأخرى، فهو يباع في أكياس صغيرة بالجرام يتراوح سعرها من 150 إلى 400 جنيه، ولذلك يباع أكثر في الأحياء الراقية لكي يسهل توزيعه لأنه يحتاج إلى طبقة ميسورة الحال مثل (المعادي، والتجمع الخامس، ومدينة نصر)، وأن طريقة تعاطيه تكون من خلال السجائر أو الشيشة.

ـ مدير وحدة لعلاج الإدمان: الإستروكس يُحفز على العدوانية والانتحار

من جانبه؛ قال الدكتور عبد الرحمن حماد مؤسس والمدير السابق لوحدة علاج الإدمان بالعباسية، إن كل تقارير المخدرات العالمية في 2016 الأخيرة، تشير إلى زيادة الطلب على المخدرات المصنعة والمواد الشبيهة بالقمليات المصنعة (synthetic cannabinoids)، وهي مثل الحشيش والإستروكس، والتي تحتوي على مواد مجهولة الهوية والأقرب إلى مواد سامة أكثر من أنها تكون مخدرات.

وتابع: "من خلال المشاهدات المختلفة في الفترة الأخيرة أن أكثر فئة تتعاطى "الإستروكس" هي فئة الشباب من عمر 16 سنة وتصبح هي المادة الأساسية للتعاطي عن غيرها من المواد المخدرة".

وأضاف "حماد"، أن من مخاطر "الإستروكس" أنه يعمل على المخ من خلال مستقبليات القمليات التي تُحفز الشعور بالبهجة، واسترخاء الجسد، وتؤثر على استقبال الأشياء من حولنا، وتثير الأعراض الزوهانية مثل (الهلاوس والضلالات)، وتعمل على تحفيز السلوك العدواني، والميل للإنتحار، كما تزيد من ضربات القلب، وفقد المهارات المعرفية مثل التركيز.

محامي: حبس سنة وغرامة مالية لمتعاطي الإستروكس

وقال المحامي نشأت لحظي، إن "الإستروكس" يعاقب عليه القانون حيث ورد في قانون المخدرات رقم 182 لسنة 1960 المعدل بالقانون رقم 122 لسنة 1989 في المادة 2، أن يحظر على أي شخص أن يجلب أو يصدر أو ينتج أو يملك أو يحرز أو يشتري أو يبيع المواد المخدرة أو يتبادل عليها أو ينزل عنها بأي صفة أو يتدخل بصفته وسيطا في شئ من ذلك إلا في الأحوال المنصوص عليها في هذا القانون وبالشروط المبينة به.

وأوضح المحامي، أنه من ناحية الجلب والتصدير والنقل فى المادة 3، لا يجوز جلب الجواهر المخدرة أو تصديرها إلا بمقتضى ترخيص كتابي من الجهة الإدارية المختصة.

وتابع أن مادة 4 لا يجوز منح إذن الجلب المشار إليه في المادة السابقة إلا للأشخاص الآتي صفاتهم:

(ا) مديري المحال المرخص له في الإتجار فى الجواهر المخدرة.

(ب) مديري الصيدليات أو المحال المعدة لصنع المستحضرات الأقرباذينية.

(ج) مديري معامل التحاليل الكيميائية أوالصناعية أو الأبحاث العلمية.

(د) مصالح الحكومة والمعاهد العلمية المعترف بها.

وأشار إلى أن للجهة الإدارية المختصة رفض طلب الحصول على الإذن أو خفض الكمية المطلوبة ولا يمنح إذن التصدير إلا لمديري المحال المرخص لها فى الجواهر المخدرة.

وأضاف أن المادة 39 من قانون العقوبات، توضح عقوبة تعاطى المواد المخدرة بالآتى:

يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة، وبغرامة لا تقل عن ألف جنيه، ولا تتجاوز 3 آلاف جنيها، وكل من ضبط فى مكان أعد أو هيأ لتعاطى الجواهر المخدرة، وذلك أثناء تعاطيها مع علمة بذلك.

واختتم: "تزداد العقوبة بمقدار مثليها سنتين، إذا كان الجوهر المخدر الذى قدم الكوكاييين أو الهيروين، ولا يسري حكم تلك المادة على زوج أو أصول أو فروع أو أخوة من أعد أو هيأ المكان أو على من يقيم فيه".

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل