خبراء أمن: الداخلية تحتاج إلى «ميزانية حرب» لهزم الإرهاب
برلمانيون وأمنيون: يجب زيادة الإنفاق على معدات الوزارة والتدريب دون إغفال للرواتب
"المعركة مع الإرهاب مكلفة، وتحتاج إلى رفع قدرات الأمن من أجل حسمها"، هكذا يرى المؤيدون لاقتراح زيادة ميزانية وزارة الداخلية، منوهين بحاجتعا إلى الدعم المادي والبشري لأنها تخوض "حربًا حقيقية".
اقتراح زيادة المخصصات لـ"الداخلية"، جاء من النائب عن دائرة بندر ومركز بنى سويف، عاطف عبد الجواد، تحت قبة البرلمان، وجلب تعاطف نواب كثيرين.
"عبد الجواد" ساق في اقتراحه، وفق بيان تقدم به لرئيس الوزراء، ووزراء المالية والتخطيط والداخلية، ضرورة زيادة المخصصات المالية للوزارة في الميزانية الجديدة، مفسرا طلبه بأن رجال الشرطة يواجهون الموت كل ثانية بصدور عارية، ويحتاجون بشدة إلى تزويدهم بوسائل حديثة للكشف عن الجرائم والتصدي للعمليات الإرهابية.
اقتراح النائب عبد الجواد لاقى اهتمامًا واسعًا داخل أروقة البرلمان، حيث أعلن النائب يحيى كدواني، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي، أن الأمر ملك الوزارة نفسها، وهي من تطلب ذلك، ودور اللجنة النظر في تلك الميزانية، والموافقة عليها إذا كان الاحتياج يتناسب مع رفع كفاءة الأداء.
وأضاف، في تصريحات صحفية، أن البرلمان يقترح فقط زيادة ميزانية "الداخلية"، لكن لا يستطع أن يضع رقمًا محددًا لها؛ لأن الوزارة منوط بها تنظيم هذا الأمر، ومن حق النائب صاحب الاقتراح طلب تزوديها بمعدات وأجهزة التسليح كمبدأ عام دون تحديد رقم محدد.
وأبدى النائب اللواء ممدوح مقلد، عضو اللجنة، تأييده للمقترح، مشيرا إلى أهمية زيادة ميزانية "الداخلية"، حتى تتمكن من مواكبة التطور في التسليح والتزود بالأجهزة والتقنيات الحديثة؛ لرفع كفاءتها وأداءها، وتمكينها من محاربة الإرهاب.
الحديث عن زيادة مخصصات الوزارة ليس بجديد، فقد ارتفعت في موازنة العام المالي الحالي إلى نحو 9.1 مليار جنيه، بزيادة تقدر بنحو 1.3 مليار عن السابق، حيث كانت 7.8 مليار، لمواجهة ارتفاع أسعار الأغذية والملابس والأدوية وحافز المجهودات الأمنية، إضافة إلى رفع أجور ضباط الشرطة وزيادة معاشاتهم، أسوة بالقضاء والجيش، وفق تقارير صحفية نشرت في حينه.
اللواء علي الدمرداش، مدير أمن القاهرة السابق، والنائب في البرلمان عن دائرة المطرية، قال إن الظروف الأمنية التي تمر بها البلاد، تحتم الاهتمام بالقطاع الأمني متمثلا في الوزارة بشكل كبير، وتقديم كل الدعم والعون له لينجح في مهمته في مواجهة الإرهاب وهزيمته.
وتابع، في تصريحات لـ"التحرير"، "نحن في حرب حقيقية، ويجب أن نقف جميعا خلف أبنائنا في الداخليةن ما يستلزم معه شراء أسلحة جديدة ومتطورة تفوق الأسلحة والمعدات التي يستخدمها الإرهابيون، فمثلما رأينا في العمليات الأخيرة، يستخدمون أسلحة متطورة ومتقدمة وأسلحة ثقيلة".
وأضاف الدمرداش: "يجب تطوير عمليات التدريب للضباط والأفراد، ودورات متخصصة لخبراء المفرقعات، وهذا كله يحتاج إلى ميزانية كبيرة، ودعم مادي مستمر"، مشيرًا إلى أهمية زيادة الأعداد في الداخلية؛ لأن المسئولية كبيرة وتحتاج إلى رفع أعداد رجال الشرطة، إضافة إلى ضرورة رفع الرواتب، وعقب: "إن كانت الدولة تمر بأزمة اقتصادية، فنحن لا نطلب الضغط على الميزانية، لكن نتحدث عن ضرورة الاهتمام بمثل هذه الوزارات الحيوية ورجالها، حتى يتمكنون من أداء دورهم على أكمل وجه".
Comments