المحتوى الرئيسى

السياحة الروسية.. من خدمة ترفيهية إلى ورقة سياسية | المصري اليوم

04/18 21:39

عام ونصف العام مرت على حادثة سقوط الطائرة الروسية فى سيناء، غير أن الحكومة الروسية لاتزال تمنع مواطنيها من السفر لمصر ذلك المقصد السياحى، الأقرب والأرخص والمفضل بالنسبة للسائح الروسى، وخلال هذه المدة استحدثت الحكومة المصرية منظومة التأمين فى المطارات بناء على مطالب الجانب الروسى وأدخلت عليها كل ما هو جديد وحديث فى العالم، وهو ما شهده وتابعه وفحصه الخبراء الروس الذين توافدوا عشرات المرات لمصر للإطلاع على ما تم تنفيذه من مطالب، ورغم ذلك لم يتم شىء، رغم التفاهمات التى تمت بين الجانبين حول الاتفاقية الأمنية المزمع التوقيع عليها قريباً.

وأصبحت قضية عودة السياحة الروسية لمصر واضحة للعامة فى مصر قبل الخاصة، والجميع أيقن أن المسألة ليست تأمين مطارات أو طائرات أو أمن سائح، بل إن هناك خلافات بين البلدين حول بعض الأمور الاقتصادية الأخرى، وأمور تخص السيادة المصرية، وأن السياحة تحولت من خدمة ترفيهية إلى ورقة سياسية تضغط بها الحكومة الروسية على نظيرتها المصرية، لتحقيق مكاسب بعينها، وما يؤكد ما سبق أن الرحلات السياحية الروسية هبطت فى مطار أتاتورك عقب حدوث التفجيرات التى ضربت المطار بساعات وليس بأيام، والسياح الروس يذهبون إلى بعض المناطق المشتعلة، ولا نجد الحكومة الروسية قد أصدرت قراراً بمنع السفر إلى هذه المناطق، إذاً المسألة لها أبعاد أخرى.

وفى لقاء لى بالدكتور مصطفى خليل، نائب رئيس الاتحاد المصرى للغرف السياحية، والخبير بالسوق الروسية، الذى عمل به وعاش فيه لسنوات طويلة، قال إن من الأخطاء القاتلة التى وقعت فيها السياحة المصرية خلال العقود الماضية أنها اعتمدت على ثلاث أو أربع أسواق مصدرة للسياحة وهى روسيا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا، وهذه الأسواق كانت تمثل نحو 80% من حجم السياحة الوافدة، فتحولت من خدمة الى ورقة سياسية تتلاعب بها حكومات هذه الدول فى أوقات الأزمات، لذا فإنه يلزم تغيير الخريطة السياحية المصرية الآن، بحيث تكون لمصر أسواق سياحية من كل بلاد الدنيا، وألا تزيد نسبة أى سوق على 10% من حجم السياحة الوافدة لمصر، ويمكن العمل فى بلدان جديدة.

وقال إننى التقيت فى موسكو مؤخراً عدداً كبيراً من منظمى الرحلات الروس، وغالبيتهم لديهم الرغبة فى العودة للعمل فى المقصد المصرى، نظراً لأنه مقصد يساهم فى عجلة التنمية الروسية وليست المصرية فقط، بسبب التوفير الذى يمكن أن يحققه السائح من سفره لمصر، عنه من سفره إلى أى دولة من دول الجوار الروسى، لأن مصر مقصد رخيص بالنسبة لهم، لكن القرار ليس بيدهم بل بيد الحكومة الروسية والرئيس فلاديمير بوتين شخصيا، لكن المؤكد أن هذه السوق لن تعود كما كانت، وأن طريقة الاستسهال التى كان منظمو الرحلات وأصحاب الفنادق يتبعونها لن تكون مفيدة فى الأيام المقبلة، لذا لابد من البحث عن أسواق أخرى والعمل بها، مثل دول وسط آسيا كجورجيا وأذربيجان وكازاخستان وملدوفيا، وهذه المنطقة تخرج منها 3 ملايين سائح إلى دول تتشابه معنا فى كل شىء بل قد تتفوق علينا فى الإمكانيات السياحية، وشرق أوروبا كالمجر ورومانيا وبلغاريا وبولندة، والشمال الأوروبى أيضا لاتفيا ولتوانيا وأستونيا ومنطقة الشرق الأقصى «الفارإيست» وأمريكا اللاتينية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل