المحتوى الرئيسى

روسيا -السعودية.. تطهير العلاقات المتبادلة

04/18 20:22

تطرق موقع "برافدا.رو" إلى زيارة رئيسة مجلس الاتحاد فالنتينا ماتفيينكو إلى الرياض، مشيرا إلى مواصلة روسيا عملها الدؤوب على إنشاء نظام للعلاقات مع دول الخليج العربية.

بالطبع، تعدُّ زيارة فالنتينا ماتفيينكو إلى المملكة العربية السعودية أحد أكبر النجاحات، التي حققتها السياسة الخارجية الروسية في الاتجاه العربي.

فرئيسة مجلس الاتحاد (الغرفة العليا في البرلمان الروسي) هي الشخص الثالث في التسلسل الهرمي للدولة، ومحادثاتها في الرياض أظهرت أن هناك اهتماما كبيرا لدى الجانب السعودي بإقامة علاقات نوعية جديدة مع روسيا.

وقد التقت ماتفيينكو تقريبا جميع القادة الكبار في المملكة، بمن فيهم رئيس مجلس الشورى (البرلمان) ووزير الخارجية. بيد أن الحدث الأهم كان لقاؤها الملك سلمان بن عبد العزيز، حيث سلمته دعوة من الرئيس فلاديمير بوتين لزيارة روسيا. وبحسب قول ماتفيينكو، فإن الملك سلمان أمر فورا بالبدء في التحضير للزيارة، التي يمكن أن تتم في وقت مبكر من هذا العام.

وفي تقييم لنتائج مباحثات رئيسة مجلس الاتحاد الروسي في المملكة العربية السعودية، يجب الانطلاق من حقيقة أن العلاقات الروسية-السعودية ما زالت على مستوى متدنٍ جدا من التطور. وعلى الرغم من أن كلا الطرفين يدرك جيدا حجم الفوائد المحتملة في حال التعاون البناء، فإن غياب الثقة المتبادلة بينهما يقف عائقا أمام ذلك.

ولعل أول ما يتبادر إلى الذهن في هذا السياق – هو سوريا. حيث تلتزم كل من موسكو والرياض بموقف مختلف في مسألة النزاع السوري. إذ يواصل السعوديون الإصرار على ضرورة استقالة بشار الأسد كشرط لا بد منه لتحقيق تسوية سياسية في الجمهورية العربية السورية، رغم توقفهم عن الحديث عن استعدادهم لإرسال قوات إلى سوريا لإسقاط "الدكتاتور"، (في واقع الأمر، قال هذا وزير الخارجية السعودي أثناء لقائه ممثلي إدارة أوباما، قبل ما يزيد عن ستة أشهر). وبدأ السعوديون مؤخرا بإيلاء اهتمام أكبر لرأي موسكو، الذي يعطي الأولوية للقضايا، وليس للشخصيات في السلطة، وبالتالي لضرورة ضمان الحفاظ على سوريا كدولة مستقلة وموحدة علمانية وديمقراطية.

وهذه الصيغة تبدو في نظر السعوديين أكثر إقناعا، وبخاصة على خلفية ما حدث في العراق وليبيا: الانهيار الكامل، وتفكك الدولة والفوضى وانتشار عصابات النهب والإرهاب. وتدرك الرياض جيدا أن هناك سيناريو مماثلا يمكن أن يحدث في اليمن.

إن سوريا والعراق واليمن – هي دول مجاورة بشكل مباشر للمملكة السعودية. وإذا لم يتم وضع حد لعملية التفسخ النهائي في هذه البلدان، فإن السعودية تخاطر بأن تجد نفسها محاطة بحلقة من الاضطراب. وبعد ذلك، ستصبح المملكة السعودية الغنية نفسها هدفا يطمح إليه الإرهابيون على اختلاف أشكالهم، و"أرض ميعاد" لمئات الألوف من اللاجئين.

غير أن مثل هذا المستقبل لا يمكن إلا أن يثير قلقا بالغا لدى السلطات في الرياض. وفي نهاية المطاف بدأ السعوديون يفهمون أي استراتيجية أفضل، تناسبا مع مصالحهم الوطنية: استراتيجية الولايات المتحدة، التي أسفرت عن انهيار العراق وليبيا، أم الاستراتيجية الروسية التي تسمح بالحفاظ والإبقاء على سوريا كدولة على الرغم من حرب الأعوام الستة، التي يشنها الإرهابيون ضد هذه الدولة، وتغذيها قوى خارجية.

وإن هذا الفهم من جانب السعوديين سمح لفالنتينا ماتفيينكو بالقول إن "هناك خلافات بشأن القضية السورية بين روسيا والمملكة العربية السعودية، لكننا مع ذلك لسنا على الجانبين المتقابلين من المتراس". ولعل هذا التلخيص الهام، دليل على بداية نشوء الثقة التي يحتاج إليها الطرفان بشدة.

وإضافة إلى ذلك، فإن تلك الحقيقة بأن روسيا لم تتنازل عن أي شيء من أهداف وغايات أعمالها المعلنة في سوريا، كان له التأثير الأكبر على السعوديين والعالم العربي ككل.

إن كلمة موسكو يمكن الأخذ بها - ذلك هو الاستنتاج العام، وهذه هي الخاصية النوعية الجديدة للسياسة الروسية في الشرق الأوسط، بعد السلوك الكارثي وغير المسؤول، والذي ساد في الفترة من عام 1990 إلى مطلع عام ألفين في سياستها الشرق أوسطية.

وكذلك، فإن روسيا التزمت بالكامل بشروط الرقابة على أسعار النفط وأوفت بالالتزامات المفروضة عليها كافة. وهذه الحيثية لم تبق من دون اهتمام. 

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل