بالفيديو والصور.. ''مصراوي'' في قرية ''أشباح النار''.. وأهالي: المنازل ''بتولع لوحدها والفاعل جن''

كفر الشيخ - إسلام عمار :

تشهد منطقة مجمع بسطويسي بقرية فدان الفقي بكفر الشيخ، نشوب حرائق في 7 منازل هناك دون التعرف على سبب اشتعالها أو وجود فاعل خلفها.

انتقل "مصراوي" إلى تلك القرية؛ لرصد ما يحدث في مجمع بسطويسي من اشتعال للنيران مجهول الهوية. في بداية القرية عند هذا المجمع، تقف سيارة إطفاء، على الطريق، يمتد منها خراطيم مياه بأحد المنازل، عبارة عن طابقين، وسيارة إسعاف تقف أمامها، مع وجود محتويات منزلية بمحيط قارعة الطريق، وأناس يجلسون في أركان مختلفة.

تبين أن المنزل الممتد له خراطيم سيارة الإطفاء، ملك المواطن "زعتر محمد أحمد زعتر"، مزارع، تعرض لنشوب حرائق فيه، في أماكن مختلفة بمنزله، وأطفال ونساء هذا المنزل يجلسون خارج المنزل، بسبب خوفهم مما سموه "الجن الذى يحرق منزلهم"، والذي بدأ حديثه "زعتر" قائلًا: "إحنا خايفين من العفاريت.. النار بتولع أدامنا".

اصطحبنا "زعتر" لداخل المنزل، لنجد آثار حرائق في حظيرة المواشي، في الأسقف الخشبية، وفي أخشاب محتويات المنزل، وفى غرف النوم وقش المنزل.

كما دلنا صاحبه على اشتعال النيران من جدران إحدى غرف منزله، ووجدنا إحدى الغرف، مغلقة يخرج منها تراتيل غير مفهومة، وبسؤال صاحب المنزل قال: "الشيوخ جوه بيقروا قرآن عشان لو فيه عفاريت"، وعندما طلبنا منهم تصوير ما يفعلونه رفضوا رفضًا قاطعًا. وتابع "زعتر" أن الأمر بدأ معه منذ حوالي 3 أيام، ومنذ حلول الغروب في اليوم الثالث تجدد اشتعال النيران في منزله مرتين، وفى محل بقالة يملكه.

كما توجهنا لمنزل آخر ملك المواطن "على عبد الستار أحمد بسطويسي"، مزارع، خلال وجودنا بمنزله، رأينا إحدى السيدات أمامنا، تعانى من مرض معين، وتتلقى العلاج، عندما طرحنا عليها السؤال عما شاهدته، قالت: "كنت أتلقى علاجي كما أرقد في فراشي رأيت النيران تشتعل من الحصيرة لوحدها وأنا بمفردي ومكانش فيه حد قاعد جنبي.. بصراحة إحنا مش بنشوف النوم.. إحنا خايفين.. عايز حد يطلع لنا العفاريت من بيوتنا".

كما تجولنا في المنزل ذاته، وصعدنا لإحدى الوحدات السكنية الموجودة به، فوجدنا في الطرقة أمام تلك الشقة أواني كبيرة من الألومنيوم مُخزن بها مياه، وأوضح الأهالي أن تلك الأواني تمثل استعدادهم حال تجدد الحريق، كما وجدنا تلفاز مشغل على للقرآن الكريم، بصوت عالٍ، وإحدى الستائر، التهمت النيران نصفها.

نيران تستعر وتهدأ بذكر الله

ومن خلال لقائنا بصاحب المنزل، المواطن على عبد الستار قال لنا: "رأيت أمامي منذ حوالى 3 أيام كتلة نيران تخرج بارتفاع، فكلما نذكر الله وجلالته تهبط النيران، ونفس الأمر تكرر بمنزل شقيقه سلامة، وكانت النيران تشتعل بأسقف منزله البوص".

وأوضح نجله عبد الستار أن عمته المريضة استغاثت بهم، وعندما توجهوا لها رأوا النيران تشتعل بحصيرة بجوارها، وبعد إطفائها والتعامل معها مباشرة، استغاث شقيقه بعلو صوته قائلًا: "إلحقوني حريقة في الشقة"، وعندما صعدوا للتعامل معها رأى عوادم زراعية "عيدان ذرة عويجة"، التي تستخدم فى أعمال منزلية، مشتعل بها النيران، كما تجددت النيران بـ"الشقة" ذاتها مرة أخرى، وتعاملوا معها.

الجن تعرض لأذى والخرافات مستمرة

وأثنا مهمتنا التقينا بالشيخ إبراهيم سالم، خلال تفقده المكان، وكان صاحب أحد المنازل استعان به لكشف ما يحدث، وعقب الانتهاء من مهامه طرحنا عليه سؤالًا حول رؤيته لهذا الأمر، وقال لـ"مصراوى": "هذا الأمر لن يخرج من ثلاثة أشياء أولهم أن يكون أحدًا، من أصحاب هذه المنازل، خطى أو دهس أو سكب مياهًا ساخنة بأي مكان فى المنزل على جن دون أن يسمى الله، فلحق به الأذى، فأراد الانتقام.

وأضاف: "ومن الممكن أن يكون قد أصاب أحد أصحاب هذه المنازل مس شيطاني، وثالث الأمر إصابة أى من أصحاب هذه المنازل، بالسحر المسلط ضده، وأرجح الأمور الثلاثة"، موضحًا أنه عمل على الأمر الأول، ولم يظهر اشتعال النيران، ما يدل على أن الجن تعرض لأذى من أحد الأشخاص، والأمر برمته سوف يستغرق وقتًا ليس بالقصير.

خلال جولتنا ولقائنا مع الأهالى، ترددت العديد من الشائعات والأقاويل ترجح الأسباب الناتجة عن اشتعال النيران، ما بين تعذيب طفل لكلب "كان في الأصل جنًا"، وتعذيب سيدة لقطة "جنية"، وصراخ سيدة بشدة ليلًا ما أزعج الجن، وأراد الانتقام.

لم يصب الأهالي بأي مكروه

كان المهندس محمد عبد الله، مدير عام غرفة العمليات وإدارة الأزمات، بديوان عام محافظة كفر الشيخ، تلقى بلاغًا من رأفت يوسف نائب رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة سيدي سالم، وسعيد حسن رئيس الوحدة المحلية لقرية دمرو الحدادي، باشتعال الحرائق ذاتيًا بمنازل عدد من المواطنين في مجمع بسطويسي بقرية فدان الفقي.

وكشف مدير غرفة العمليات وإدارة الأزمات، بديوان عام محافظة كفر الشيخ، فى تصريحات خاصة لـ"مصراوى"، عن ما جاء بالبلاغ، أن النيران تشتعل بمنازل المواطنين ذاتيًا، دون افتعالها من أحد، موضحًا عدم إصابة أي شخاص بإغماءات، أو تعرض الأهالى لمكروه بسبب اشتعال هذه النيران.