المحتوى الرئيسى

جهاد الخازن يكتب: ترامب يضحك على نفسه أو علينا | المصري اليوم

04/18 01:49

نقلاً عن صحيفة «الحياة» اللندنية

كنت نشرت تغريدات عدة كتبها رجل الأعمال دونالد ترامب سنة 2013 تحذر من ضرب سوريا بموجب الخطوط الحمر التى رسمها باراك أوباما. الآن أقرأ للرئيس ترامب مقابلة صحفية يهاجم فيها أوباما لأنه لم يضرب سوريا، وقد نسى أنه قال مرة بعد مرة إن على الولايات المتحدة أن تتجنب دخول الحرب فى سوريا.

فى الوقت ذاته، استقبل الرئيس ترامب فى فلوريدا الرئيس الصينى شى جين بينج، وقال رداً على أسئلة صحفية إن الصينيين لا يتلاعبون بالعملة. قبل هذا التصريح بأسبوع واحد كان الرئيس يقول إن الصينيين «أبطال العالم» فى التلاعب بالعملة.

وكان قال إن حلف الناتو عفا عليه الزمن، وقبل يومين قال إن الحلف يقاوم الإرهاب ولن يقول عليه بعد الآن إن دوره انتهى.

يقول ترامب إنه يميل إلى إعادة تعيين جانيت بيلن رئيسة للاحتياطى الفيدرالى، ويبدو أنه نسى أنه قال خلال حملة انتخابات الرئاسة إن من «الأرجح جداً» أن يأتى بخلف لها.

أيضاً ترامب ينسب سبب قوة الدولار الآن إلى ثقة الناس به، ولا يعرف هل قوة الدولار تفيد الاقتصاد الأمريكى أو تضر به، وهو لذلك يكرر السؤال مع الناس المحيطين به. لا ثقة للأمريكيين بترامب، فقد هبط تأييده الأسبوع الماضى إلى 35 فى المائة بين الأمريكيين، وهى نسبة لم تسجَّل خلال ثمانى سنوات من وجود أوباما فى البيت الأبيض.

الرئيس ترامب يذيع أخباراً كاذبة كل يوم ثم يتهم الآخرين بما فيه، هو يستشهد عادة بشبكة «فوكس وأصدقائها» ليهاجم «نيويورك تايمز»، و«سى. إن. إن»، و«أم. أس. إن. بى. سى». هو يستعمل ميديا متطرفة من دون صدقية ليهاجم أفضل ميديا أمريكا.

أحتقر بعض كتـّاب الافتتاحية فى «نيويورك تايمز» إلا أنها تبقى جريدة موضوعية جداً، وأخبارها صحيحة، بمقدار ما أن أخبار الرئيس الأنيس فى وادٍ آخر.

أهم من كل ما سبق أن الرئيس ترامب أمر بضرب قاعدة جوية سورية بالصواريخ بعد استعمال الغاز السام سارين فى هجوم على خان شيخون فى محافظة إدلب. أدين الإرهاب فى سوريا، كما أدين استعمال أى غاز سام، ثم أقول إن دونالد ترامب لا حق له فى الهجوم على سوريا، فهذا القرار تتخذه الأمم المتحدة أو الدول العربية عبر الجامعة العربية، والرئيس الأمريكى ليس شرطى العالم ليتصرف كما يريد. هذا الكلام يذكرنى بالمواجهة مع كوريا الشمالية، والرئيس ترامب أرسل حاملة طائرات وسفناً حربية لتقف على مقربة من كوريا الشمالية وتهددها.

كنت دعوت فى السابق وأدعو اليوم الولايات المتحدة والصين إلى قلب النظام فى كوريا الشمالية لأنه خطر على منطقته والعالم. أكرر الدعوة اليوم من دون أن أتخلى عن إصرارى على أن يكون هناك دعم دولى لأى إجراءات عسكرية ضد كوريا الشمالية.

Comments

عاجل