المحتوى الرئيسى

«رئيسه يُعايرك بفقرك».. هل ستنضم لحملة مقاطعة «أفضل تطبيق هواتف في العالم»؟

04/18 00:01

"تعامل معها بعناية، فهي تمتلك قوة أكبر من القنابل الذرية".. حكمة قالتها السياسية البريطانية بيرل سترتشان هيرد في ثلاثينيات القرن الماضي عن الكلمات، وربما كان يتعين على مؤسس تطبيق سناب شات "إيفان شبيجل" إدراكها جيدًا، قبل أن يوقعه لسانه في فخ أفقده هذا الأسبوع ملايين الدولارات.

"شبيجل" لم يظن أن جملة عابرة في اجتماع عام 2015، ستأتي في أبريل 2017 لتدفع مئات الآلاف من المستخدمين إلى إزالة تطبيقه "سناب شات"، وتأسيس حملة عالمية باسم "BoycottSnapchat#- قاطعوا سناب شات".

ما تتفوه به اليوم، معتقدًا أنه يذهب أدراج الرياح، ربما يعود مجددًا ويفاجئك بأنه لم يُنس، وإذا كنت تريد مثالًا جيدًا على "قوة الكلمة" وتأثيرها، إليك القصة الكاملة وراء حملة المقاطعة التي يتعرض لها تطبيق سناب شات، والذي يعد أفضل تطبيق هواتف في العالم من حيث النمو، وأكثرهم بحثًا عام 2016 الماضي  و2017 الجاري:

في عام 2015، كان هناك اجتماع بين مؤسس سناب شات "إيفان شبيجل" وموظفي شركته سناب، تضمن الحديث عما سيتم تقديمه من معلومات بشأن التطبيق استعدادًا لطرح الشركة للاكتتاب العام.

كلام كثير دار في الاجتماع، قبل أن يخرج شبيجل فجأة ليقول "سناب شات للأغنياء، أنا لا أريد التوسع في بلدان فقيرة مثل الهند وإسبانيا".

شبيجل عاير الدول الفقيرة بفقرها، بالرغم من أنه يقدم تطبيق سناب شات مجانًا دون رسوم، ضاربًا المثل بدولتي الهند وأسبانيا، لكن ما ذكره مر في الاجتماع مرور الكرام، واستمر التطبيق في حصد النجاح، وتخطى عدد مستخدميه النشطيين هذا العام أكثر من 150 مليون مُستخدم يوميًا، وجزء كبير من الفضل يعود للدول التي قيل عنها إنها "فقيرة".

مرت السنوات حتى جاء اليوم الذي تم استدعاء ما قاله شبيجل سلبًا عن الدول الفقيرة، وتحديدًا أسبانيا والهند، فكما قلنا، هناك كلمات لا تُنسى حتى ولو بعد حين.

أنطوني بومبليانو كان ضمن الموظفين العاملين بشركة سناب، والحاضرين للاجتماع الذي دعاه إليهم الرئيس إيفان شبيجل عام 2015.

بومبليانو حرك دعوى قضائية ضد شبيجل في المحكمة العليا بلوس أنجلوس، متهمًا إياه بممارسة الكذب والتضليل حول أرقام ومقاييس نمو تطبيق سناب شات كي يجذب أكبر قدر ممكن من مليارات الدولارات عند طرح الشركة للاكتتاب العام.

كل شئ هنا يبدو طبيعيا.. موظف سابق بشركة يحرك دعوى قضائية ضد رئيسها، ويتهمه بالتضليل وتقديم معلومات خاطئة، لم يهتم المستخدمون حين علموا بهذه القضية، واستمر سناب شات في النمو كما هو دون أن يتأثر.

لكن الإثارة بدأت حين خرجت تفاصيل الدعوى القضائية الأسبوع الماضي إلى العلن، بناء على طلب بومبليانو نفسه، حيث جاء فيها قول إيفان شبيجل بأنه لا يهتم بالدول الفقيرة مثل الهند وأسبانيا، مؤكدًا أن تطبيق سناب شات مُخصص للأغنياء فقط.

وبمجرد تداول تفاصيل الدعوى القضائية وما قاله شبيجل بحق الهند وأسبانيا، ثار الهنود ضد سناب شات كليًا، ودشنوا حملة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر مرفقة بهاشتاج "BoycottSnapchat#- قاطعوا سناب شات"، سرعان ما انضم إليها الآلاف من المستخدمين في الهند ودول أخرى على مستوى العالم احتجاجًا على العنصرية.

الهند تثور ضد سناب شات

تتطلب حملة مقاطعة سناب شات التي دشنها الهنود، إزالة تطبيق سناب شات من الهاتف، سواء كان يعمل على نظام أندرويد أو آى أو إس، وترك تعليق سيئ عن التطبيق بمتجري بلاي ستور وآي تيونز مرفق بتقييم نجمة واحدة- وهو أقل تقييم- وأخيرًا عمل "ريتويت" لهاشتاج المقاطعة الرسمي على تويتر.

الدافع الوطني لدى الهنود، ووصف مؤسس سناب شات لدولتهم بأنها فقيرة، بل ووصفهم هم أنفسهم بأنهم فقراء أيضًا، جعلهم ينفذون متطلبات حملة المقاطعة بحذافيرها دون حشد أو تنظيم مُسبق، بل أنهم لم يبخلوا بأي جهد في كتابة تعليقات تشبه مواضيع التعبيير ضد التطبيق على متجري بلاي ستور وآي تيونز.

أحد التعليقات القاسية من الهنود جاء فيها " أولًا وقبل كل شئ، لم أكن أريد حتى أن أعطي أي نجمة لعينة لهذا التطبيق، فإيفان شبيجل بين كيف أنه غبي كي يقول ذلك، أراهن على أن ثلاثة أرباع شركته تدار من قبل الموظفين الهنود، وإن كان لا يريد أن يتوسع في البلدان الفقيرة فلماذا التطبيق يقدم مجانًا؟ لماذا لم يضع رسومًا على ذلك؟ السبب الرئيسي لنجاح ذلك التطبيق يعود إلى ملايين الهنود الذي يستخدمونه، حملة المقاطعة هذه سوف تجعل تطبيقه يتراجع، وحينها سيفهم كيف أن فقدان مليون مستخدم سيحوله إلى مليونير بعدما كان ملياردير، لقد مسحت تطبيق سناب شات ولن أستخدمه مرة أخرى في حياتي بسبب إهانة بلدي وشخص أبرز لنا وجهه القبيح، هذا أسوأ تطبيق على الإطلاق".

وقال مستخدم آخر "الهند ثاني أكبر دولة في العالم، فإذا مسح جميع المستخدمين الهنود سناب شات من هواتفهم، فإيفان شبيجل سيكون هو الفقير، فكر أولًا قبل أن تتكلم، الكلمات التي تخرج منك وأفعالك يمكنها أن تدخلك في ورطة".

تقييم سناب شات حول العالم انخفض على متاجر الهواتف من 4.4 إلى 4 نجوم في ظرف يومين فقط من تدشين حملة المقاطعة، ما ينذر بكارثة كبرى بشأن مستقبل التطبيق.

لم تقتصر حملة مقاطعة سناب شات على المستخدمين العاديين فقط، بل انضم لها العديد من المشاهير، منهم موكيش أمباني، وهو رئيس مجلس الإدارة مجموعة ريليانس إنداستريز المحدودة الهندية للمواد والطاقة.

ونشر أمباني هاشتاج المقاطعة على حسابه الرسمي بموقع تويتر، وكتب موجهًا كلامه لمؤسس سناب شات "عزيزي إيفان، تطبيقك يقدر بـ4 مليارات دولار، وشركتي تقدر بـ30 مليار دولار، إذًا فأنا أستطيع أن أشتري تطبيقك 7 مرات، الآن من منا فقير؟".

لم يصدر سناب شات سوى تصريح مقتضب على لسان محامي الشركة، والذي أدلى به لموقع "Variety" قائلًا إن الموظف السابق بالشركة أنطوني بومبليانو لا يعرف شيئًا عن المقاييس المستخدمة في تقييم تطبيق سناب شات.

ولم يتضمن تصريح المحامي أي نفي لقول رئيس سناب شات إيفان شبيجل بأنه لا يهتم بالدول الفقيرة، الأمر الذي قد يكون إشارة إلى أن هذه الكلمات صدرت منه بالفعل.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل