المحتوى الرئيسى

تركيا: احتجاجات بعد الاستفتاء وتمديد حالة الطوارئ ثلاثة أشهر

04/18 09:43

أعلن نعمان قورتولموش، نائب رئيس الوزراء التركي، مساء الاثنين (18 أبريل/ نيسان 2017)، عن قرار مجلس الوزراء التركي برئاسة الرئيس رجب طيب أردوغان، تمديد حالة الطوارئ مجددا لمدة ثلاثة أشهر، بناء على توصية من مجلس الأمن القومي التركي.

وفي حال موافقة البرلمان على قرار مجلس الوزراء، ستستمر حالة الطوارئ حتى التاسع عشر من تموز/يوليو المقبل، على الأقل. ومن المنتظر أن يعقد البرلمان غدا الثلاثاء أولى جلساته بعد فوز معسكر  "نعم" في الاستفتاء الذي أجري أمس الأحد على التحول للنظام الرئاسي في تركيا.

ومساء الاثنين خرجت مسيرات في ثلاث من ضواحي إسطنبول على الأقل. وخرج الآلاف للتنديد بنتائج الاستفتاء، بينما هتف بعضهم "أردوغان.. لص" و"لا للرئاسة" و"هذه مجرد بداية". ويأتي ذلك بعد دعوات على وسائل التواصل الاجتماعي للاحتجاج في عدة مدن.

وأعقبت هذه المسيرات المؤتمر الصحفي الذي أقامه مراقبو انتخابات دوليون تابعون لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا ومنظمة مجلس أوروبا، انتقضوا فيه تضييق حالة الطوارئ الساري المفعول على حريات أساسية "تعتبر جوهرية بالنسبة لأي عملية ديمقراطية".

وصف الرئيس التركي رجب طيب اردوغان فوز الـ"نعم" في الاستفتاء حول توسيع سلطاته بأنه "قرار تاريخي". وصرح اردوغان للصحافيين في مقره باسطنبول "اليوم، اتخذت تركيا قرارا تاريخيا" مضيفا "مع الشعب، لقد حققنا الإصلاح الأهم في تاريخنا".

رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، الذي سيفقد منصبه نتيجة الاستفتاء، قال إنه "بحسب النتائج غير الرسمية فإن الاستفتاء الشعبي الذي ينص على الانتقال للنظام الرئاسي تكلل بنعم". وأضاف يلدريم في المقر الرئيسي لحزب العدالة والتنمية الحاكم بأنقرة أن "الشعب التركي أعطى الكلمة الأخيرة بقوله نعم".

وانتهت عملية التصويت في الاستفتاء على التعديلات الدستورية في تركيا في الساعة الخامسة عصر اليوم الأحد (16 نيسان / أبريل 2017)، بالتوقيت المحلي، حيث أدلى الأتراك بأصواتهم في استفتاء تاريخي حول تعديلات دستورية تهدف إلى تعزيز صلاحيات الرئيس رجب طيب اردوغان.

ودعي حوالي 55,3 مليون ناخب إلى الإدلاء بأصواتهم في استفتاء شعبي حول إلغاء منصب رئيس الحكومة لصالح رئيس تتركز بين يديه صلاحيات واسعة. ويمكن أن يغير شكل النظام السياسي في البلاد ويعيد تعريف العلاقات مع الغرب.

وتمكن 55 مليونا و319 ألفا و222 ناخبًا من التصويت في الاستفتاء الدستوري السابع، في 167 ألفًا و140 صندوقًا بجميع ولايات البلاد، فيما جرى تخصيص 461 صندوقًا لأصوات النزلاء في السجون.

وبفوز مؤيدي التعديلات سيتمتع اردوغان الذي نجا من محاولة انقلاب قبل تسعة أشهر، بصلاحيات معززة جدا ويمكنه أن يبقى نظريا رئيسا حتى 2029. وكان الرئيس البالغ من العمر 63 عاما شغل منصب رئيس الحكومة من 2003 إلى 2014 قبل أن ينتخب رئيسا.

بدأ العروسان التركيان حياتهما الزوجية بالتصويت على التعديلات الدستورية.

وشهدت عملية التصويت حضورا للعديد من الأتراك الذين أدلوا بأصواتهم بثيابهم التقليدية، وذلك لإظهار تمسكهم بالفترة العثمانية. وتشمل التعديلات المقترحة زيادة عدد نواب البرلمان من 550 إلى 600 نائب، وخفض سن الترشح للانتخابات العامة من 25 إلى 18 عامًا.

كما قتل ثلاثة أشخاص في تبادل لإطلاق النار في حديقة مدرسة استخدمت مركزا للاقتراع في دياربكر جنوب شرق البلاد، بحسب وكالة دوغان للأنباء وتخضع تركيا لحالة الطوارئ منذ الانقلاب الفاشل. وقد أوقف بموجبها 47 ألف شخص وتم وقف حوالي مئة ألف عن العمل.

قال رئيس حزب الحركة القومية التركي (معارض) دولت بهجه لي، إن السياسة في تركيا ستشهد إعادة هيكلة عقب الاستفتاء على التعديلات الدستورية. جاء ذلك خلال تصريح للصحفيين في العاصمة التركية أنقرة، عقب الإدلاء بصوته في الاستفتاء على التعديلات الدستورية .

تؤكد الحكومة أن هذا التعديل لا بد منه لضمان استقرار البلاد ومواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية. لكن المعارضة ترى فيه جنوحا إلى الاستبداد من قبل رجل تتهمه بإسكات كل صوت منتقد، خصوصا منذ محاولة الانقلاب في 15 تموز/يوليو

لكن اردال اكسونجور نائب زعيم حزب الشعب الجمهوري، قال إن المعارضة ستطالب بإعادة فرز ما يصل إلى 60 بالمئة من الأصوات. وقال المجلس الأعلى للانتخابات قبل ساعات من إغلاق مراكز الاقتراع أن المجلس سيحسب الأصوات التي لم يختمها مسؤولوه بأنها صحيحة ما لم يثبت أنها مزيفة متعللا بوجود عدد كبير من الشكاوى من أن مسؤولي المجلس في مراكز الاقتراع لم يقوموا بختم كل بطاقات الاقتراع.

واضطر حزب الشعوب الديمقراطي خصوصا إلى القيام بحملته فيما يقبع أحد رئيسيه ونوابه في البرلمان في السجن بتهمة صلات مع حزب العمال الكردستاني. ونددت المعارضة في الأسابيع الأخيرة بحملة غير منصفة مع هيمنة واضحة لأنصار اردوغان في الشوارع ووسائل الإعلام. (الكاتب: علاء جمعة)

وردّا على ذلك، ألقى أردوغان كلمة من على درج قصره في أنقرة أمام حشد من أنصاره لوحوا بالأعلام وقال إنه ينبغي للمراقبين أن "يلزموا حدودهم" وإن تركيا لا "ترى أو تسمع أو تعترف" بالانتقادات بأن الاستفتاء لا يلبي المعايير الدولية، منددا بما وصفها "العقلية الصليبية" للغرب.

وقال الرئيس التركي إن تصويت يوم الأحد أنهى كل الجدل بشأن تعزيز سلطات الرئاسة وتعهد بالبدء فورا في تنفيذ الإصلاحات. لكن حزب المعارضة الرئيسي رفض النتيجة ودعا إلى إبطال الاستفتاء.

رفضت الحكومة التركية بكلمات شديدة اللهجة انتقادات المراقبين الدوليين للاستفتاء على التعديلات الدستورية. وقالت الخارجية التركية إن انتقاداتهم "غير مقبولة". كما قال الرئيس أردوغان إن حكومته لن تأخذ بتقرير المراقبين. (17.04.2017)

اختار الرئيس التركي أردوغان خطابا هجوميا ضد الاتحاد الأوروبي في حملته لكسب التعديلات الدستورية، فهل سيغير أسلوبه بعد الاستفتاء؟ وكيف ستنعكس نتائج الاستفتاء على العلاقات المتوترة بين تركيا ودول الاتحاد الأوروبي؟ (17.04.2017)

وفي سياق متصل، هنئ الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره التركي رجب طيب أردوغان بفوزه في استفتاء الأحد، وذلك في اتصال هاتفي حسبما أعلن عنه البيت الأبيض ليل الاثنين. كما أكد بيان البيت الأبيض حصول مكالمة هاتفية بين الرئيسين، تأكيدا لما كشفت عنه وكالة الأناضول التركية في وقت سابق.

وبحسب مضمون المكالمة الهاتفية، فإن ترامب لم يبد أي تحفظ على التصويت الذي فاز به رجل أنقرة القوي بأكثر بقليل من 51 في المائة من الأصوات.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل