المحتوى الرئيسى

مصمم حديقة الأزهر: مصر تبنى «بلوكات أسمنتية».. وتفتقد التكامل في التصميم (حوار) | المصري اليوم

04/17 22:57

على مساحة 80 فداناً من المساحات الخضراء، والتصميمات المبتكرة، لواحدة من أجمل حدائق القاهرة والعالم، تقع حديقة الأزهر بمنطقة مصر القديمة، المشروع الذي أعلن عنه منذ 33 عاماً، واستغرق العمل به أكثر من 7 سنوات، بتكلفة تزيد على 100 مليون جنيه.

«المصرى اليوم» حاورت المهندس المعمارى ماهر ستينو، الحاصل على بكالوريوس الهندسة من جامعة القاهرة، وماجستير التخطيط البيئى واللاند سكيب وتنسيق المواقع، من جامعة جورجيا، والدكتوراه من جامعة ميتشيجن، في مجال التخطيط والدراسات البيئية، وأكد ستينو صاحب تصميمات متحف النوبة، والجامعة الأمريكية، خلال حواره مع «المصرى اليوم»، أنه عمل خبيراً بالأمم المتحدة في تخطيط المدن، وساهم لفترة طويلة في تخطيط دبى، والدراسات الخاصة بتطوير المجموعة التخطيطية.. وإلى نص الحوار:

■ في البداية ما قراءتك للتخطيط المعمارى في مصر؟

- قضية التكامل بشأن الجوانب التصميمية مفقودة في مصر، حيث يقوم المهندس المعمارى بتصميم مبنى يقوم بعمله بمفرده، ومهندس الطرق المسؤول عن تمهيد الطرق يدرسه بمفرده، ومهندس الشبكات أيضاً، ومهندس تخطيط الموقع يقوم بعمله بصورة منفصلة، فقضية التكامل بين المبانى، والموقع، والشبكات، والطرق، في تصميم متناسق ومتكامل بصرياً شىء مهم في العالم كله، وحاولنا في مصر إدخال هذه الثقافة التصميمية من خلال أعمالنا.

■ كيف تؤثر البيئة التصميمية المحيطة بالإنسان على سلوكه؟

- المتعارف عليه من دراسة سلوكيات الإنسان، أن البيئة العمرانية سواء الفراغ المفتوح أو الطريق أو المجمعات، تؤثر على شخصية الإنسان، فكلما كانت البيئة ملائمة لاحتياجات الإنسان، تفاعل معها، وتحسن سلوكه وإنتاجه، فالاهتمام لدينا ليس بالمبنى فقط، ولكن بالفراغ المفتوح خارج المبنى، ومثال على ذلك في مصر لا يوجد أرصفة في الطرق للسير، والحدائق العامة المفتوحة، والساحات تقريباً مفقودة، كل ما نقوم بفعله هو «بلوكات أسمنتية»، وشوارع ومبان، والفراغ العام خارج الاهتمام، عكس الدول الأوروبية وأمريكا والشرق الأقصى، حيث توجد ساحات عامة مفتوحة، وحدائق وملاعب مفتوحة، تجد فيها الأشخاص خلال أوقات فراغهم أو مع أطفالهم.

■ ما أهم المشاريع التي شاركتم بها؟

- بداية أعمالنا في مصر، المعروفة للغالبية، هي حديقة الأزهر، وتعتبر طفرة في مصر، حيث كانت مقلبا للقمامة على مساحة 80 فداناً، لمدة 500 سنة، خارج أسوار القاهرة التاريخية، ولكن بعد المشروع، حولناها إلى 80 فدانا من الحدائق المفتوحة، عندما تنظر إلى الحديقة من صورة جوية أو من القمر الصناعى، ستجد كتلة خرسانية حول حديقة الأزهر تمتد 3 كيلومترات، وبقعة خضراء في الوسط، وهى الحديقة، إنها المتنفس الوحيد بالمنطقة، يذهب الجميع بأطفالهم، وسكان القاهرة الكبرى بكافة المستويات، سواء أصحاب الدخل المتوسط أو المرتفع، يجمعهم نفس المكان للاستمتاع بالفراغ العام المفتوح.

■ كيف وقع عليكم الاختيار؟

- الأمير كريم خان، الرئيس الروحى لمؤسسة الأغاخان العالمية، الممولة للمدن التاريخية، مثل حلب والقاهرة ودمشق وسمرقند، كان في اجتماع في القلعة، وأثناء مشاهدته للمكان من القلعة، وجد 80 فداناً فارغة، وسط تجمع كبير مكدس، فقال «ليه مانستخدمش المكان ده لبناء حديقة، خاصة إنى سمعت إن القاهرة محتاجة حديقة، ليه مانستخدمش المنطقة دى لبناء حديقة». محددات المنطقة كانت رهيبة، مؤسسة الأغاخان كانوا عارفينا خصوصاً بعدما خدنا جائزة عن متحف النوبة، ولدينا خبرة دولية أيضاً.

■ ما فكر وفلسفة الحديقة؟

- كمية المبانى بالحديقة لا تغطى أكثر من 2% من الفراغ المفتوح، في مصر عندما نبنى حديقة، نؤسس مبنى يقضى على الأخضر، ويلوث المشهد البصرى بها، وفكر وفلسفة تصميم الحديقة، خاصة أن الحديقة وسط أعرق الأماكن الإسلامية في العالم، حيث توجد قلعة صلاح الدين، وجامع محمد على، وجامع الرفاعى، والأزرق، والحسين، والأزهر، والمعالم الأثرية للقاهرة الفاطمية، وعند تصميم الحديقة ابتعدنا عن التقليد، وحاولنا عمل ملامح وفلسفة مفردات العمارة الإسلامية قديماً، مثل استخدام المياه في الحدائق الإسلامية، أقل كمية مياه ممكنة لتحقيق الإبداع البصرى والسمعى، بمسارات الطرق والتخطيطات الهندسية والنباتات العطرية، وتماشينا مع طبوغرافية المكان بشكل متطور، كل المفردات الإسلامية ولكن بطريقة حديثة، ومناطق جلوس وملاعب أطفال، وعملنا مطلات على القاهرة الإسلامية، السياح الذين قدموا للحديقة قالوا دائماً نذهب لزيارة المعالم الإسلامية بالقاهرة، ونستقل الأتوبيس لنذهب إلى الحسين أو الأزهر، ثم السلطان حسن وغيره، ولكن عندما ذهبنا للحديقة، عملنا علاقة مكانية بين جميع الآثار الإسلامية في المنطقة المحيطة بها، وسائحة سويسرية حكت لنا أنها عندما صعدت عند أعلى نقطة في حديقة الأزهر، في وقت أذان المغرب، حيث يوجد 100 مسجد أو أكثر، بيقولوا الأذان في وقت واحد، عاملين زى «الكورال»، استمتعت جداً لدرجة أنها كتبت عن الموضوع ده، وجابت جوزها بعدها بـ 3 أشهر، زاروا المكان، وطلعوا عشان يسمعوا الأذان من نفس المكان بحديقة الأزهر، فالحديقة نكتشف كل يوم فيها أبعادا جديدة.

■ ماذا عن أهم الجوائز التي حصلت عليها؟

- جائزة الأغاخان عن متحف النوبة، وجائزة حسن فتحى عن حديقة الأزهر، اتحاد المشيدين في أمريكا عن الجامعة الأمريكية، بمشاركة 6 مكاتب شاركوا في المشروع. هناك كتاب صدر عن أهم 100 حديقة في العالم، كانت من ضمنها حديقة الأزهر، وتم تقييم الحديقة عالمياً من أجمل الحدائق في عدة مسابقات.

■ ماذا عن حرم الجامعة الأمريكية؟

- الحرم الجامعى كان مشروعا جميلا في الجامعة الأمريكية، شارك به 7 مكاتب، منها مكاتب دولية ومصرية، وبالاشتراك في ورش عمل لتطوير الحرم الجامعى للجامعة الأمريكية، كان أهم جزء هو مفهوم الحرم الجامعى، والحرم الجامعى فكرته هي حركة الطلاب في كل مكان على أرجلهم، ويعتبر أول مشروع من نوعه للجامعة بمفهوم الحرم الجامعى الصحيح ونقلة نوعية كبيرة.

■ ما المفهوم الجديد للمجمعات الإدارية الذي قمت بإدخاله لمصر؟

- المجمعات الإدارية المكتبية، تطورت في العالم كله، من مجموعة من المكاتب المنفصلة في أماكن منفصلة، إلى مجمعات لهذه المكاتب، وتغيرت من التجمعات الإدارية إلى تجمع إدارى حدائقى، وهنا قدمنا فكرة في مجمع «مرتفعات الأهرام»، عبارة عن مجموعة مبان ومكاتب إدارية، تشترك في محور أخضر في الوسط، يشجع حركة المشاة، ومنذ 6 سنوات طورنا أكثر في مفهوم المجمع، وحولناه لمناطق مفتوحة خضراء، تشجع على حركة المشاة عن حركة الآليات، وشجعت الناس أثناء فترات الراحة بين العمل، على الخروج خارج مبنى العمل، والسير في المناطق الخضراء، ومن هنا انعكس بشكل إيجابى عليهم.

■ كيف بدأت أزمة العشوائيات؟

- مشكلة العشوائيات أننا مهما سمعنا عن إلغاء العشوائيات المتراكمة، المشكلة بدأت منذ قوانين الإسكان في فترة الستينات عند تحديد الإيجارات، والاستثمار توقف في الإسكان، حتى ظهور الإيجار الجديد، وهنا ظهرت العشوائية، وهى مبان دون ترخيص، تخرج بشكل عشوائى، وهنا أصبح 70% من سكان مصر يعيشون في عشوائيات.

■ ما فلسفة حدائق المتحف المصرى الكبير؟

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل