المحتوى الرئيسى

الكاتب طه عبد المنعم: أتمنى رؤية أعمالي بالدراما.. والجوائز تحفيز للنجاح

04/17 19:18

"أنا ضعيف، بالأصح أحسُ بالضعف، هل يكفي وقوفي بإصرار في المواجهة على منحنى القوة، القوة التي لا أحسها في ذراعي، وهن، وهن، وهن، ثم موت" كلمات خطها الكاتب طه عبد المنعم في مجموعته القصصية "ثلاثة تمارين كتابة لميلان كونديرا"، والتي فاز بها بالمركز الثاني مناصفة؛ في فرع القصة القصيرة بجائزة ساويرس الثقافية.

حاورت "مصر العربية" عبد المنعم للوقوف على أهدافه من الكتابة، وللحديث عن مجموعته الوحيدة "ثلاثة تمارين كتابة لميلان كونديرا"، وعن أعماله القادمة.

المجموعة هى قصص عني وعن الثورة وعن ناس قابلتها، لم ألتزم فيها بخط على مدار كل القصص، ولكن من قرأها يقول إن بها ملامح مشتركة.

بفرحة خصوصًا أنها عن أول عمل أدبى، ما يعطى هذه الجائزة تميز فى نظري، لأمران، أولا: رئيس لجنة التحكيم د.محمد بدوي وهو تقدير نقدي وأدبي بأحقيتي، والثاني: أني وسط كوكبة من الأدباء الفائزين في القصة والرواية أصدقاء وزملاء.

وماذا تمثل لك الجوائز الأدبية؟

تقدير وتحفيز على مزيد من النجاح.

لم أختر ميلان كونديرا، لم يكن الأمر اختيار، خبط قرد على باب بطل القصة ودخل معه عوالم أخرى، وهذا ما فعله معي ميلان، من ضمن كتب كثيره عن الكتابة وعوالمها، لم يؤثر في كتاب مثل "ثلاثية الرواية" لميلان، بالإضافة أن رواياته كلها بما فيها "خفة الكائن التى لا تُحتمل" غيرت في نظرتي لفن الرواية والكتابة، بالتحديد في كيف يطبع الكاتب أفكاره وهواجسه فى كتاباته، ولكن إلى هنا يقف تأثري بميلان في المجموعة القصصية، بمعنى أني لا أتناص أو أنتهج أى من شخصياته في الكتابة.

أكيد تأثرت بكُتاب آخرين، من أول نجيب محفوظ إلى سارماجو، لكن لا أعتبر أنى تأثرت بأدباء، أتأثر بكتبهم فقط، بمعنى أنى تابعت مشوار أورهان باموق كله، لكن روايته "اسمى أحمر" هى التى حركت فى رؤيتى للعالم وهذا ما أتمناه من كتبى، أو ما أطمح فيه، وتفتننى روايات مثل "أليس فى بلاد العجائب"، "الأمير الصغير"، و"الساحر أوز".

المجموعة أول مجموعة منشورة لي، ولكنى كتبت كثيرًا قبلها، منها مجموعة مكتملة ولكنى مسحتها لأنى لم أكن راضى عنها. أولي اهتماما كبيرا بالكتاب، وأحترم القارئ، لذا لا أقدم له، إلا عمل أنا راض عنه.

أظن أنى فكرت فى إجابة هذا السؤال قبلا، واستقررت أن ليس لي هدف أو رسالة أقدمها فى العموم، كل كتاب سأقدمه يحوي رسالته وهدفه الخاص، لو قلت عن هدفي ورسالتى من مجموعتى القصصية الأولى هي "عنى" بمعنى أنها تحوى قدرًا من نفسي وعني وأفكاري من هواجسي.

مصر لا ينقصها الإبداع أو المبدعين، التنوير والتنويريين، الذين يستطيعون بسهولة دحر أفكار ظلامية كالإرهاب وغيرها، المشكلة ليست في الثقافة أو الإبداع، المشكلة فى كيفية إدارة الثقافة لمواجهه تلك الأفكار المتطرفة.

و المشكلة التالية هى اعتبار الثقافة جندى فى حروب الدولة، بمعنى أن دور الثقافة والتنوير الطبيعى هو مواجهه ومقاومة التطرف، لكن الدولة فى صراعها مع الإرهاب مثلا، تستخدم الثقافة تاره وتحجمها تاره، تعتبر المثقفين جنودها، فببساطة، ينبغى للجندى أن يتبع قائده، فلو تغيرت سياسات الدولة وأيدولوجياتها على حسب أهواء الحكام، ينبغى على المثقفين أن ينصروها بغض النظر عن قناعاتهم.

بالطبع لا، أولا، أنا ضد أن ترعى الدولة الأدب أو الثقافة، ضد أن تكون الدولة راعي، ليس مطلوبًا منها هذا الدور، أفضل ما تستطيع الدولة للثقافة، هو تهيئة المناخ العام ليتنمي ويتطور الإبداع والثقافة وتوقف الرقابة وتقييد الحريات، الدولة إذا قدمت رعاية للثقافة، فإنها تُقابلها من الجانب الآخر بتقييد الحريات والرقابة.

ثانيا: دور الدولة ممثل في وزارة الثقافة ينبغى أن يكون شريكًا للمجتمع الثقافي المدني، يجب أن تكون هناك آليه للتعاون والتشبيك.

ثالثا: يجب مراجعة منظومة القوانين التى تكبل الحريات والإبداع تحت مسميات مختلفة، من أول إزدراء الأديان إلى عقوبات النشر.

طموح أى كاتب هو أن يقراءة أكبر عدد من الناس، المحاولات من أول عدد الطبعات والبست سيلر إلى الدراما والتلفزيون والسينما، بالنسبة لي، أحب أن أختار عمل يتحول إلى شكل تاني، في الدراما، لأنه بالطبع وسيط جديد، يختلف عن القراءة والكتابة، وسأحاول بقدر استطاعتى الحرص على أن ينقل العمل السينمائى قدرًا من روح العمل الأدبى.

كل جيل له حظوظه وفرصة، المقارنات ليس لها معنى، الميزة الكبرى فى رأيى الذى يمتاز بها جيلى، أن التطور يجرى بسرعة ووتيرة كبيرة، من أول التكنولوجيا إلى العلاقات الاجتماعية والحياة نفسها، جيلى يمتاز بقدرته على استيعاب هذا التطور ولكن مازالت قدرته محدودة على طبعه هذا التطور فى أعماله الأدبية والإبداعية.

بالفعل أعمل على رواية، ولكن ليس لأنى أريد أن أتجه الى نوع أدبى آخر، بالعكس، الفكرة تطورت أثناء الكتابة بحيث أصبح لزاما علي أن أبنيها كرواية.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل