المحتوى الرئيسى

النساء في "الناتو".. أكثر من مجرد مسألة مساواة

04/17 17:39

قبل أكثر من 2400 سنة، كان أريستوفانيس (مؤلف مسرحي) يشرح في كتابه "ليسستراتي" كيف كانت النساء في أثينا قادرة على إنهاء الحرب "البيلوبونيسية" برفضهن ممارسة الجنس مع أزواجهن للوصول للسلام مع أعدائهم في اسبرطة.

لا تزال مسرحية "أريستوفانيس" واحدة من قمم أعمال المسرح الكلاسيكي، ولكن حجته ستكون غير المعقول لنا اليوم، ففي القرن الحادي والعشرين، تشارك النساء في جيوش الدول الغربية بالقتال على خطوط المواجهة، وادورهن تتجاوز مجرد راعية الجنود الرجال.

وبحسب تقرير لجريدة "آ بي ثي" الإسبانية فأن إدماج المرأة في الأسلحة الخدمية ليست سوى انعكاس للواقع الاجتماعي الذي يذهب بالمرأة في جميع القطاعات المساواة بين الرجل.

الجنرال السويدي في حلف الناتو اندرس يندستروم يقول إن "منظور النوع الاجتماعي هو أمر حيوي لنجاح عملياتنا".

ويضيف ليندستروم، الذي كان مدير العمليات في الجيش السويدي أن التجربة تبين مشاركة المرأة في طليعة البعثات وتزيد من فرصة النجاح.

وأدت سنوات من ارسال بعثات قوات حفظ السلام في الدول الإسلامية وتلك التي تحكمها النماذج الاجتماعية التقليدية إلى استنتاجا مفاده أن النساء في المجال العسكري قادرون على تكوين علاقة مع السكان المحليين أكثر صراحة بكثير من الرجال، مما يسمح لهم بالحصول على معلومات استخباراتية قيمة. كما في بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في مالي (مينوسما)، التي كانت محط انظار المخططين العسكريين الدوليين، تقول "آ بي ثي".

في عام 2000 أصدر مجلس الأمن القرار 1325 للأمم المتحدة الذي يهدف للمشاركة الكاملة للمرأة في جميع الجهود الرامية إلى حفظ السلام والأمن"، ومنذ ذلك الحين، فأن حكومات البلدان المختلفة تعزز حلف الناتو بتجنيد النساء.

ووصلت نسبة تمثيل النساء في القوات المسلحة للدول الأعضاء بحلف الناتو لأعلى درجة حيث بلغت 10.8 بالمئة في عام 2015. إلا إن عدد النساء الممثلات في العمليات كان أقل من 6.4 بالمئة. وفي إسبانيا بلغت نسبة العاملين في القوات المسلحة من النساء 12.5٪، هذا الرقم يمثل ثلاثة أضعاف المعدل في حل الناتو.

كانت وحدات العمليات الخاصة واحدة من الأسلحة المحرمة على السيدات، والتي تحتاج إلى قوة بدنية وقدرة على التحمل. إلا أن ذلك لم يمنع النرويج في عام 2014 من إنشاء وحدة من قوات النخبة الخاصة جميعها من النساء، تسمي Jegertroppen.

وجاء هذا القرار من تجربة الحرب في أفغانستان، حيث الحاجة للقوات الإناث قادرة على الانتشار في المناطق المعادية للتأكد من أوضاع السكان المحليين، وفي نفس الوقت تكون قادرة على الاستجابة حال وجود هجمات للعدو والحالات القصوى الأخرى.

على الرغم من أن حتى وقت قريب، كانت السياسات المحافظة للقوى العظمي مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، تقتصر على الرجال في عمليات إطلاق النار على الجبهات، مما تسبب في حرمان الإدماج الكامل للنساء. إلا انها قد اختفت في الصراعات الحديثة، التي تعتبر أكثر ذكاء وتفوق تكنولوجي. كما الحال مع قوات البيشمركة الكردية التي تثق تماما في شركائها من الكتيبة 106، التي تتشكل فقط من النساء.

وفي مطلع الشهر الماضي دعا الأمين العام لحلف ناتو ينس ستولتنبرج، كل الدول الأعضاء بالحلف إلى تجنيد المزيد من النساء في القوات المسلحة، إضافة إلى أسناد أدوار لهن في الشؤون الأمنية والدفاعية.

وقال ستولتنبرج في حوار بمناسبة اليوم العالمي للمرأة: "سوف يصبح الناتو حلفا أفضل".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل