المحتوى الرئيسى

محمد مأمون ليله يكتب: شباب الأزهر | ساسة بوست

04/17 11:13

محمد مأمون ليلهمحمد ليله المصري

منذ 1 دقيقة، 17 أبريل,2017

مناهج الأزهر الشريف القديمة كفيلة بأن تخرج الطالب من الثانوية الأزهرية في هيئة عالم حقيقي، وليس مجرد طالب علم فقط؛ ولهذا وجب على كل محب للدين أن يعاون الأزهر ويساعده ليعود إلى مكانته التي تليق به، فالأزهر خير لهم لو كانوا يعلمون.

وينبغي أن يعاد تدريس الفقه المذهبي، مع تقليل عدد المواد، ولا بأس أن يُدرَّس الطالب الحديث على منهج أهل النظر من المحدثين حيث لن يتعب في فهمه وتحصيله، بل سينشأ نشأة وسطية متزنة عقلية، مع الاهتمام بالنحو، والبلاغة، والحفاظ على تدريسهما من كتب التراث.

بقي أن هذه الكتب يصعب على كثير من المدرسين شرحها للطلاب، وعليه فلا بد من إنشاء قناة أزهرية تُدرَّس فيها هذه المواد بطريقة جديدة شيقة بعيدة عن التعقيد والحشو، أو التعاقد مع قناة مشهورة، حيث يسمع العامة كلهم دروس العلم، ويكتسبون الصفة التي ميزت الأزهر على مر التاريخ، وهي الوسطية، يواكب ذلك دورات للمدرسين، والتحرك العلمي الواسع في المساجد.

ولابد للأزهر أن يضع مناهج الدين واللغة العربية لطلابه في الابتدائية، وأن يركز على القرآن الكريم، والأخلاقيات، وتعليم الطلاب الأحكام الفقهية على هيئة قصصية بسيطة.

ويلزم أن يتعاون الأزهر مع علماء الاجتماع والنفس، وأن يعقد المحاضرات التثقيفية للطلاب، والتي تتناول مشاكل حياتهم، وطريقة وحلها، مع بيان يسر الدين وسماحته، ومحو الأفكار المتطرفة بالفكر.

بهذه المنهجية بإذن الله تعالى- ما هي إلا سنوات، وينهض الأزهر ويعود بقوة، وتعود الشخصية الأزهرية المتزنة في الظهور مرة ثانية، وهذا يتطلب تعاون جميع المؤسسات مع مشيخة الأزهر الشريف، والدعاة فيه، فالأزهر خير لهم لو كانوا يعلمون!

ويحتاج الأزهر كمؤسسة قديمة عريقة إلى تجديد شبابه بين كل حين وآخر، وهذا أمر طبيعي، فكل قديم إن لم يحدث له نشاط داخلي مات، وبما أنه يخدم مئات الآلاف من الطلبة المصريين والوافدين، فضلًا عن نشاطه العلمي في نشر الدعوة الإسلامية والتوجيه الوسطي لملايين من الناس على مستوى العالم، فلابد من سعي كل محب للإسلام وللدعوة الوسطية التي يتبناها إلى محاولة الوقوف بجواره، وتقديم يد العون للحفاظ على هذه القيمة الكبيرة، والقامة العظيمة له، وهذا العون لا يقتصر فقط على الدعم المالي كما يظنه البعض، بل هو أوسع من ذلك وأشمل، يشمل تقديم المقترحات والمشاريع العلمية للنهوض به.

فما الذي يمنع كل مفكر أو عالم أن يجلس مليًا مع نفسه؛ يفكر ويبدع، ثم يقوم بإرسال هذه المقترحات التي انبثقت عن هذا التفكير العلمي إلى مشيخة الأزهر الشريف؟

وما الذي يمنع أصحاب الفكر أو الإدارة الذين يأخذون على الأزهر بعض الأمور، قد تكون صوابًا أو خطأ، أن يقدموها ومعها الحلول المقترحة لها؟

فإن عقول الأمة إذا تجمعتْ وتعاونت كانت خيرًا من عقل واحد، ولأن نقدم مقترحاتنا ونكون في خدمته أفضل من أن نكون من معاول هدمه.

ومن هنا، فإن كل مفكر في مجال تخصصه مدعو إلى رسم خطة واضحة المعالم مكونة من السلبيات التي يراها والحلول، ثم يقدمها إلى مشيخة الأزهر والقائمين عليه، ومتى حدث هذا الأمر، وتوجه الإعلامي في برنامجه، والصحفي في جريدته، والموظف في إدارته، والمدرس في معهده وجامعته، وصاحب الفكر بفكره، ورجل الإعلام بماله، والجمعيات الخيرية بخبرتها ومواردها، وأجهزة الدولة بتشجيعها وإدارتها، وعرض الكل عليه مشروعاته، وكون هيئات له وجعلها تحت إمرته، فما معنى ذلك؟

معناه مجالس استشارية متعددة ومخلصة تعرف الداء والدواء، وتعرض الخدمة بدون أجر أو حتى امتنان، ثم هي لا تخاصم الأزهر ولا تريد تنقيصه، بل رفعته وتقدمه وعلوه وتعظيمه، فهل نرى يومًا الإعلامي الذي يعطي للأزهر جزءًا من برنامجه يتعاون فيه مع القائمين عليه لمعرفة مشاكله وعلاجها؟

وهل نرى مِن أعضاء هيئة التدريس من يسهر الليالي يعمل عقله ويكتب منهجًا في مجال تخصصه يجدد به شباب علمه؟

وينبغي أن يكون كل ذلك موجهًا إلى المشيخة لا يتعداها، فيكون لها وبها ومعها، فإن من الأدب دخول البيوت من أبوابها، وتقديم النصيحة لأهلها، حتى يسير القطار الذي أطلقته المشيخة ولا يتوقف، ويصل إلى مراده ويتحقق، وليس هذا من مجال النفاق للمؤسسة كما يظن البعض، فما كنا ولن نكون – بإذن الله – من هذا النوع، ولكنه الحق الذي لابد أن يقال، قدم حلولك ولا تتوقف على النقد، فكل الناس يحسن النقد، وليس كلهم يحسن البناء، ومتى تم ما ذكرته اليوم وسابقًا، فإن القطار سيصل إلى التجديد بأسرع مما نتصور، والأزهر خير لهم لو كانوا يعلمون.

ويلومون الأزهر الشريف في أمرٍ يحملون هُم بعضه، ويحمل هو بعضه بلا شك، والإنصاف عزيز!

والأزهر لم يهجر الوسطية والاعتدال كما يقولون، وإن دخلته الأفكار كما دخلتْ غيره، ولكنهم لا يعدلون، والإنصاف عزيز!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل