المحتوى الرئيسى

أصوليات هذا الزمان قس بروتستانتى علمانى (15) | المصري اليوم

04/17 01:32

هو القس رفعت فكرى رئيس لجنة الحوار بمجمع القاهرة الإنجيلى. حاصل على بكالوريوس فى العلوم اللاهوتية من كلية اللاهوت الإنجيلية، ورئيس لجنة الحوار بمجمع القاهرة الإنجيلى، ثم هو من مؤسسى «منتدى ابن رشد والتنوير» منذ عام 2001. وهذا المنتدى يتميز بأنه المؤسس للعلمانية فى مصر، والداعى إلى تأسيس «الرشدية العربية» من أجل إجراء حوار مع الرشدية اللاتينية التى نشأت فى القرن الثالث عشر للمساهمة فى تحرير أوروبا من العصور الوسطى، ونقلها إلى عصر الإصلاح الدينى فى القرنين الخامس عشر والسادس عشر، ثم إلى عصر التنوير فى القرن الثامن عشر. وفى هذا السياق أصدر القس رفعت فكرى كتابه المعنون «الإصلاح الدينى بين الشرق والغرب» بمناسبة احتفال العالم بمرور خمسمائة عام على الإصلاح الدينى. وقد ورد لفظ «الإصلاح الدينى» فى خطاب لوثر إلى حاكم مقاطعة فيتنبرج كالآتى: «يجب القيام بإصلاح دينى عام للطبقات الروحية والزمنية». ثم تساءل القس رفعت: هل تحتاج بلداننا الغارقة فى الدماء نتيجة الإرهاب الغاشم إلى مارتن لوثر جديد؟

فى المؤتمر الدولى الفلسفى الذى عقدته الجمعية الدولية لابن رشد والتنوير فى نوفمبر من عام 1994 تحت عنوان «ابن رشد والتنوير» ألقى المستشرق البلجيكى جيرار فربيكيه بحثاً عنوانه «ابن رشد والعقل الأوروبى» جاء فيه «أنه على الرغم من أن ابن رشد ينتمى إلى التراث العربى إلا أنه كان أوروبياً فى الوقت نفسه، إذ كانت نظرياته جذابة للعقل الأوروبى». وفى نهاية بحثه أثار السؤال الآتى: هل أسهم ابن رشد فى خلق العقل الأوروبى؟ وكان جوابه بالإيجاب لأنه قد دفع كلاً من الفلسفة والعلم إلى التقدم. وقد جاء هذا الجواب متسقاً مع فكر القس رفعت فكرى.

يبقى بعد ذلك تقييمى لفكره، وهو على النحو الآتى:

هذا الكتاب يصدر فى خمسة أزمنة متلازمة: الزمن الأول هو زمن الاحتفال بمرور خمسة قرون على الإصلاح الدينى بقيادة لوثر، والزمن الثانى هو زمن هيمنة الأصوليات الدينية على عقول سكان كوكب الأرض، وإن شئنا الدقة قلنا إنه زمن الإرهاب باعتبار أنه أعلى مراحل هذه الأصوليات. والزمن الثالث هو زمن التجديد الدينى أو الإصلاح الدينى أو ما شابه ذلك من مصطلحات، والزمن الرابع هو الزمن الذى ندعو فيه إلى تأسيس الرشدية العربية التى من شأنها أن تُدخلنا فى حوار مع الرشدية اللاتينية التى أخرجت أوروبا من العصور الوسطى المظلمة إلى العصور الحديثة المتنورة. والزمن الخامس هو زمن الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى من غيره لا يمكن أن يتم أى إصلاح للفكر الدينى، إذ شرط هذا الإصلاح فى رأى صاحب هذا الكتاب، كما هو فى رأينا، يتم بسلطة سياسية علمانية. وهذه السلطة هى كذلك الآن. ومع ذلك كله فإن هذه الأزمنة الخمسة تستلزم إفاقة المثقفين من سُباتهم الدوجماطيقى.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل