المحتوى الرئيسى

بدايتها ألتراس ونهايتها إرهاب | المصري اليوم

04/17 01:13

ماتم الأسبوع الماضى من تفجيرات هو نتيجة أننا حتى الآن لم نستدع الشجاعة الكافية للقضاء على ظاهرة إهدار كرامة الدولة متمثلة فى مجالات مختلفة. للأسف الشديد الشجاعة تنقص معظمنا، ما يمر بنا من أحداث تكاد تكون يومية، يجعلنى أقول يقيناً إن الشجاعة على اتخاذ القرار شىء أصبح مفقوداً من معظم المسؤولين فى مصر. أياديهم مرتعشة، أصحاب القرار منهم، أو نقول من منهم لديه السلطة فى اتخاذ القرار، أصبحوا غير قادرين على اتخاذه، لماذا أصبحنا جميعاً نخاف؟ ومِن مَن؟ لماذا أصبحنا جميعاً نهرب من المسؤولية؟ وإذا اضطررنا إلى ذلك فيكون القرار من داخل الغرف المغلقة، وللأسف يكون رد فعل لمآسٍ حدثت، ولكننا حتى الآن لم نستطِع أن تكون قراراتنا فعلا. هل اتخاذ القرار أصبح صعباً لا يستطيع معظمنا اتخاذه؟ هل أصبح العُرف هو الهروب من اتخاذ القرار خوفاً من المسؤولية؟ وربما يكون بعد ذلك المساءلة وضياع المنصب والكرسى!. حقيقى شىء يبعث على العجب والخجل. هل أصبح من الصعب العثور على مصريين قادرين على اتخاذ القرار؟.

تعال معاً نبحث فيما حولنا سوف نجد أمورا كثيرة محلك سر، وإذا لم تكن كذلك فهى للخلف دُر. هل سوف نستمر نستدعى أجدادنا وأرواحهم لكى يتقلدوا المناصب؟، هل سوف نستمر نعمل بعقلية لويس السادس عشر؟ من المؤكد أن هذا لن يُزيدنا إلا تأخرا وتخلُفا.

لست هنا أكتب لكى نجلد أنفسنا، ولكننى خائف، ثائر، غاضب، الحزن والهم يملؤنى. صَبَرنا وسوف نصبُر ولكن الأحداث الأخيرة تجعلنى أُفكر فى كل ما يدور حولنا. ولأننى مهموم بكرة القدم ومشاكلها فإن من المؤكد أن الوقت قد حان لكى تكون لدينا الشجاعة الكافية للقضاء على هؤلاء الصبية الذين يتسببون فى ضياع هيبة الدولة يوماً بعد يوم، كفانا تدليلاً لهم، وربما يكون بعضهم نواة لحوادث الإرهاب التى تُداهمنا من وقت لآخر. لا أدرى لماذا يسكت المسؤولون عن هؤلاء المخربين، ومن الطبيعى أن يكونوا مأجورين، وهم ليسوا مأجورين ضد أشخاص، ولكنهم للأسف ضد مصر كلها. هدفهم هدمِنا وتشويه صورتنا أمام العالم أجمع، ورغم أن حوادث الإرهاب تحدث فى الكثير من دول العالم، ولكن أصداء ما يحدُث فى مصر تكون ردود أفعالها عالمياً سريعة، ونتأثر بها اقتصادياً، وعندما نتحسس طريقنا إلى عودة السياحة نجد من يُجهِض جهودِنا ويحاول تشويه صورتنا أمام العالم، وجعلونا نلهَث لاسترداد ثقة دول العالم فى أمننا لكى تعود السياحة إلى سابق عهدها. أن تصرفات هؤلاء الصبية دون ردع وعقاب سوف تكون نتائجها سلبية على الرياضة جميعها، ويكفى أننا وبعد مرور أكثر من خمس سنوات لم نستطع اتخاذ قرار عودة الجماهير، خوفاً من هؤلاء المُخربين المأجورين. ويجب أن نكون على يقين أننا نحن جميعاً مشاركون فى ازدياد هذا الانفلات الذى يتصاعد يوماً بعد يوم. المجتمع كله مسؤول، ولكن المسؤولية الكبرى تقع على كل من يتقاعس عن تنفيذ القانون، ولابد أن تكون العدالة ناجزة، الأمن يعلم الكثير من هؤلاء السفلة، ولا أدرى لماذا يتركهم طُلقاء، يُرَوعُون هذا الشعب المغلوب على أمره. كفانا ارتعاشاً وخوفاً، الرياضة هى الشىء الباقى لنا ولإسعادنا، يجب بذل كل جهد للقضاء على هذه الظواهر الخطيرة فى بلدنا. الجماهير الواعية يجب أن تهب وتفتك بهؤلاء الرِعاع، إن جماهير الرياضة عامةً، كرة القدم خاصةً، لا يجب أن تستمر مكتوفة الأيدى أمام هذه القلة التى تحرمنا من متعة المشاهدة فى الملاعب. إن أفعال هؤلاء الأقزام يمكن أن تتسبب فى القضاء على جميع المسابقات الرياضية فى مصر. ويتم تشريد الجميع من لاعبين وأجهزة وإعلاميين وإداريين وغيرهم ممن يعملون فى مجال الرياضة.

أيها السادة المسؤولون مَن مِنكم ليست لديه القدرة على التصدِى واتخاذ القرارات التى تقضى على هؤلاء المارقين عليه أن يتنحَى جانباً. إن مقاومة الإرهاب والقضاء عليه تقف على قدم المساواة مع محاربة الإرهاب والقضاء عليه، فكلتاهما من نبت واحد.

أيها السادة، أرجوكم أنقذونا قبل فوات الأوان.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل