المحتوى الرئيسى

الرئيس التركى يخسر السيطرة على المدن الكبرى | المصري اليوم

04/17 21:49

لم يكشف الفوز المحدود الذي حصل عليه حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا، في الموافقة على التعديلات الدستورية التي طُرحت في استفتاء،الأحد، عن حالة الانقسام داخل المجتمع التركى فقط، بل كشف أيضا عن عدم سيطرة الحزب على العاصمة وكبرى المدن السياحية، وأغلب المدن الحدودية، ومنها مدينة ديار بكر «عاصمة» الأكراد بتركيا، والتى يحارب نظام الرئيس التركى رغبتهم في الحصول على حكم ذاتى.

وقالت صحيفة «حرييت ديلى نيوز» التركية إن نتيجة التصويت في استفتاء الأحد، تحتم على حزب العدالة والتنمية، التفكير في العديد من الأمور، ومن بينها حقيقة أن الحزب فقد سيطرته على أكبر مدن تركيا، مثل أنقرة واسطنبول، حيث فشل في حصد 60.4% من الأصوات التي فاز بها في انتخابات نوفمبر 2015.

وأضافت أن المعارضة، خاصة حزب «الشعب الجمهورى»، سيتعين عليه الإجابة عن الكثير من التساؤلات التي تفرضها نتيجة الاستفتاء، وأن المعارضة تواجه مهمة عصيبة تتمثل في إيجاد مرشح تنافسى يقف أمام الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، في السباق الانتخابى في 2019.

وأوضحت «حرييت ديلى نيوز» في مقال بعنوان «تركيا تصدق على النظام الرئاسى في استفتاء محتدم»، إن الفارق بين نتيجة التصويت بـ «نعم» و«لا» كانت 1.3 مليون صوت، ففى اسطنبول، مسقط رأس أردوغان، التي أصبح عمدة لها خلال الفترة من 1994 إلى 1998، واستطاع الترويج لنفسه كسياسى ناجح بما أنجزه خلال إدارته للعاصمة التركية الثانية، قالت الصحيفة إن التصويت بـ«نعم» في اسطنبول بلغ 48.6%، فيما كانت نسبة التصويت بـ«لا» 51.4%، وبلغت نسبة التصويت بـ«نعم» في أنقرة 48.9%، وبلغت نسبة التصويت بـ«لا» 51.1%، وفى إزمير بلغت نسبة التصويت بـ«نعم» 32.2%، وبلغت نسبة التصويت بـ«لا» 68.8%.

وشهدت مدينة إزمير التركية، المعروفة كمقصد رئيسى للسياح الأجانب، رفضا للتعديلات بنسبة 68.8% مقابل تصويت 32.2% من الناخبين بـ«نعم»، وقد شهدت تلك المدن في الشهور الأخيرة عدة هجمات سقط خلالها عشرات الضحايا بين قتلى وجرحى ووزعت السلطات التركية الاتهامات بشن تلك الاعتدءات على تنظيم «داعش» أو الأكراد.

وأوضحت أن التصويت بـ«نعم» عكس هيمنة حزب العدالة والتنمية في منطقة البحر الأسود، فيما كان التصويت بـ«لا» مسيطراً على معظم محافظات الجنوب، حيث يركز «حزب الشعوب الديمقراطى» اليسارى على قضية الأكراد.

وبعيدا عن العامل الاقتصادى الذي يجمع أنقرة واسطنبول كمدن تعتمد على الاستقرار كعنصر جاذب للسياح، والذى فشل أردوغان في توفيره بسبب عدم قدرة أجهزته الأمنية على منع تكرار الهجمات، والعامل السياسى الواضح في التصويت ضد التعديلات في ديار بكر، إلا أن غالبية المدن الحدودية شكلت ما يشبه «هلالاً معارضاً»، تركز في مناطق البحر المتوسط وإيجه ومرمرة، وشهدت رفضا للتعديلات، ويفسر المحللون ذلك بسبب ابتعاد مواطنى تلك المدن عن مراكز السلطة مثل العاصمة، ونتيجة للتواجد الكردى الكبير.

وتحت عنوان «تركيا تحقق انتصاراً للديمقراطية والاستقرار»، قالت صحيفة «ديلى صباح» التركية، إن أكثر من 50 مليون مواطن تركى شاركوا في الاستفتاء «التاريخى»، وصوتوا لصالح التعديلات التي تحل النظام الرئاسى محل النظام البرلمانى «المعيب»، واعتبرت أن الاستفتاء انتصار لمستقبل الأجيال المقبلة، وقالت إنه منذ ستينيات القرن الماضى تمت الإطاحة بـ4 حكومات وصلت إلى الحكم بالانتخابات، وإن نظام الحكم الذي وضعه مخططو الانقلاب السابقون خلق العديد من المشكلات السياسية العصية.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل