المحتوى الرئيسى

«مزرعة الشيطان».. مجموعات إخوانية بأسلحة إيرانية (تحقيق)

04/17 23:14

مصادر أمنية: المتهمون تلقوا تدريبات فى سيناء.. والمجموعة تشكلت بأوامر إخوانية من تركيا وقطر

الأسلحة المضبوطة «إيرانية الصنع».. وقائمة الاغتيالات ضمت قضاة.. ومسئولين كباراً بالدولة.. وضباطاً بالسجون

نجحت وزارة الداخلية فى ضبط 13 إرهابيًا من محافظتى دمياط والإسكندرية، ومزرعتين فى قرية «الإمام الغزالى» التابعة لمركز «الدلنجات» بمحافظة البحيرة، وعلى طريق الإسكندرية، يمتلكهما قياديان إخوانيان مسئولان عن التنظيم فى كفر الشيخ، وبداخلهما ترسانة أسلحة نارية وعبوات ناسفة وقنابل ألغام مضادة للأفراد، وتحويان عددًا من المخابئ السرية تحت الأرض يتم استخدامها وكرًا لتصنيع العبوات المتفجرة وتخزين الأسلحة والذخائر بمختلف أنواعها لحين تسليمها للعناصر المنفذة للحوادث الإرهابية.

وحسب مصادر أمنية فإن مزرعة «الدلنجات» هى أكبر مخزن سلاح ومتفجرات تم الوصول إليه منذ فترة التسعينيات وحتى الآن، وكان مجهزًا لما يعرف باسم «يوم الحسم».

وأوضحت أن الإرهابيين المسئولين عن هذا المخزن، كانوا سينفذون فى «يوم الحسم» عمليات متوازية ومتتالية على مستوى الجمهورية، مشددة على أنه تابع لجماعة الإخوان وليس تنظيم «داعش» الإرهابى، وأغلب أسلحته تم جلبها من ليبيا، وهو يحوى جميع أنواع الأسلحة والمتفجرات، مختتمة: «الألغام الموجودة به إيرانية، والسلاح المتعدد والآلى روسى، والذخيرة تركية، والأحزمة الناسفة والمتفجرات حمساوية».

٤ مجموعات من رجال الأمن الوطنى والقوات القتالية استهدفت الوكر والإرهابيين

أعلن بيان لوزارة الداخلية، الأحد، أنه استمرارًا للجهود المبذولة لملاحقة الجناح المسلح لتنظيم الإخوان الإرهابى، توافرت معلومات لقطاع الأمن الوطنى بصدور تكليفات من قيادات الإخوان بالخارج للقيادات داخل البلاد، بتشكيل مجموعات لهذه الكيانات بمحافظات دمياط والبحيرة والإسكندرية وكفر الشيخ، لتنفيذ سلسلة من التفجيرات والعمليات العدائية ضد مؤسسات الدولة ومنشآتها الحكومية والقبطية، وعدد من الشخصيات العامة ورجال الشرطة؛ بهدف إحداث حالة من الفوضى وعدم الاستقرار والعمل على تأجيج الفتن الداخلية، فتم تحديد وضبط 13 من تلك العناصر الإرهابية.

وضمت قائمة الإرهابيين المضبوطين 8 من قرية «البصارطة»، و٥ من الإسكندرية، فيما قالت مصادر إن المتهمين تلقوا تدريبات فى سيناء، وبدأ كشف الخلية برصد معلومات عن عقد قيادات جماعة الإخوان الإرهابية الهاربين فى الخارج لقاءات فى قطر وتركيا لوضع مخطط يستهدف تنفيذ عمليات إرهابية كبيرة، خاصة ضد الأقباط ودور عبادتهم، وتنفيذ سلسلة اغتيالات لمسئولين وضباط جيش وشرطة وقضاة، بغرض توصيل رسالة للخارج بأن مصر غير آمنة، ما يؤثر على جذب الاستثمارات والسياحة ويفشل النتائج الإيجابية التى حققتها زيارة الرئيس السيسى للولايات المتحدة.

وأوضح مصدر أمنى أن جهاز الأمن الوطنى رفع تقريرًا بتلك المعلومات للواء مجدى عبدالغفار، وزير الداخلية، الذى أشرف بنفسه على فريق البحث الذى تم تشكيله خصيصًا لتحديد عناصر التنفيذ وإحباط المخطط، ونجح فريق البحث الذى ضم اللواءين محمود شعراوى مساعد الوزير للأمن الوطنى، وجمال عبدالبارى مدير مصلحة الأمن العام، فى تحديد العناصر التى تم تكليفها بالتنفيذ وتحديد عناوينهم ورصد تحركاتهم بكل دقة.

بعدها تم تشكيل 4 مجموعات من رجال الأمن الوطنى والأمن العام والقوات القتالية واستهدفت كل مجموعة محافظة من المحافظات الأربع «البحيرة والإسكندرية ودمياط وكفر الشيخ»، وتم القبض على 13 إرهابيًا.

الأسلحة دخلت من ليبيا.. والقنابل من مخلفات جيش القذافى

إلى جانب ضبط الـ13 إرهابيًا، تم تحديد مزرعتين بنطاق محافظتى البحيرة والإسكندرية، وتحديدًا فى مركز «الدلنجات» بمحافظة البحيرة، يمتلكهما مسئولا تنظيم جماعة الإخوان فى كفر الشيخ «شكرى نصر محمد البر» و«رجب عبده مغربى».

بعد تحديد المزرعتين، وجمع كافة المعلومات اللازمة عنهما، تم توجيه القوات اللازمة بمشاركة قطاعات الوزارة المعنية ورجال الحماية المدنية وفرق المفرقعات لاستهداف وتفتيش المزرعتين عقب استئذان نيابة أمن الدولة.

وأسفرت النتائج عن ضبط عدد من أجهزة تصنيع مادة «آر دى إكس» شديدة الانفجار تستخدم فى تصنيع العبوات المتفجرة، وكميات هائلة من بودرة وعجينة المادة ذاتها، ووعاء حديدى كبير الحجم يستخدم فى تكثيف الحمض الخاص بالمادة، وأعداد كبيرة من البنادق الآلية والأسلحة الرشاشة والخرطوش وبنادق «إف إن» و«الجرينوف» المتعدد والطبنجات 9 مم، بالإضافة إلى كميات كبيرة من الذخائر والخزن الخاصة بها.

وعثرت قوات الأمن أيضًا على ألغام أرضية مضادة للأفراد مدون عليها عبارات باللغة الفارسية، وقنابل يدوية «إف وان»، وكميات كبيرة من القطع الحديدية صغيرة الحجم و«رلمان البلى» المستخدم فى تجهيز العبوات الناسفة، وكميات كبيرة من بوادئ الانفجار معدة للاستخدام وتحت التجهيز، ودوائر توصيل كهربائية ومعدات للتفجير عن بعد، وكميات كبيرة تزن نصف طن من مادة نترات الصوديوم، وكمية من مادة «تى إيه تى بى» شديدة الانفجار، و12 مفجرا حربيا تستخدم فى إعداد الأحزمة الناسفة.

وعلمت «الدستور» أن المزرعة الأولى الموجودة فى قرية «الإمام الغزالى» بمركز «الدلنجات» فى محافظة البحيرة تمتد على مساحة 30 فدانا ويمتلكها القيادى الإخوانى «شكرى نصر محمد البر»، فيما توجد المزرعة الثانية فى طريق الإسكندرية.

وقال مصدر أمنى مطلع على عملية اقتحام «مزرعة الدلنجات»: «تم إبطال مفعول العديد من العبوات الناسفة التى فخخ بها الإرهابيون مداخل ومخارج المزرعة، وبعد الانتهاء من تطهيرها تم تفتيش المزرعة واكتشاف سرداب سرى على عمق 5 أمتار من سطح الأرض تستخدمه الخلية الإرهابية كمخزن للأسلحة والمتفجرات».

وأوضح أن أجهزة الأمن عثرت على ما يزيد على نصف طن من مادة «أر دى إكس» شديدة الانفجار، وأدوات تستخدم فى تصنيع العبوات والأحزمة الناسفة، وكشفت مصادر أمنية مسئولة بوزارة الداخلية، عن أن المضبوطات التى عثرت عليها أجهزة الأمن داخل المزرعتين تم تهريبها إلى مصر عن طريق ليبيا باستخدام طريق «بحر الرمال العظيم»، بمعرفة عناصر خارجة على القانون من سكان الدروب والمناطق الجبلية.

وذكرت المصادر، أن القنابل اليدوية المضبوطة تم جمعها من مخلفات الجيش الليبى، وخططت العناصر الإرهابية لاستخدامها فى شن «حرب عصابات»، وتنفيذ عملية كبرى أطلقوا عليها اسم «الحاسمة»، كان مخططًا خلالها استهداف مقر «جهة حكومية مهمة» وأحد مقار الجهات الشرطية الكبرى.

على بعد 3 ساعات من طريق مصر - الإسكندرية الصحراوى تقع مزرعة قرية «الإمام الغزالى» بمركز «الدلنجات» فى محافظة البحيرة، تبلغ مساحتها 30 فدانًا، ومزروعة بأشجار اليوسفى، وسهلت طبيعتها ووقوعها فى منطقة منعزلة لحد كبير فى استغلالها من قبل الإرهابيين فى تصنيع الأسلحة وتدريب عناصر الخلية على تصنيع واستخدام المواد المتفجرة.

الطريق إلى «مزرعة الموت» صعب ومخيف جدا تحيطه مزارع الفاكهة والبرتقال والجوافة من كل جانب، ومعظم العمالة الزراعية التى تعمل فى هذه المزارع من محافظات الصعيد ووسط الدلتا، الأمر الذى جعل المتواجدين فى محيط «مزرعة الموت» لا يسألون عن طبيعة ما يجرى فيها باعتبارهم «غرباء»، وتحولت المزرعة إلى ملاذ آمن للهاربين من أحكام قضائية بالمؤبد أو الإعدام والثأر والعناصر الإرهابية الخطرة.

وفجر مصدر أمنى مفاجأة كبيرة بالإشارة إلى أن مداهمة الخلية الإرهابية بالمزرعة تم قبل 10 أيام، وأسفرت عن سقوط قتيلين من العناصر الإرهابية، والقبض على 5 عناصر أخرى، تم باستجوابهم القبض على باقى عناصر الخلية.

ونوه إلى أن جميع الطرق المؤدية للمزرعة وأبوابها كانت مفخخة بعبوات ناسفة شديدة الانفجار، وتم التعامل معها، وتنفيذ عملية اقتحام على درجة عالية من السرية، مشيرًا إلى أنه لم تكن هناك أى إصابات فى الحملة.

وتابع المصدر: «العناصر الإرهابية الخمسة الذين تم إلقاء القبض عليهم أثناء عملية المداهمات أدلوا فى التحقيقات بمعلومات مهمة عن أسماء عناصر إرهابية أخرى هاربة تنتمى لحركة حسم الإخوانية، وهو ما ساهم فى القبض على الـ 13 إرهابيًا المذكورين فى بيان وزارة الداخلية».

وأشار إلى أن الخمسة إرهابيين أدلوا باعترافات تفصيلية عن عناوين الشقق التى يختبئ فيها عناصر جماعة الإخوان فى بعض المدن الجديدة ذات الكثافة السكانية المنخفضة والمناطق السكنية العشوائية التى تساعدهم على التخفى والاختباء بها.

وفيما يتعلق بقائمة الاغتيالات التى تم العثور عليها مع الخلية، أوضح مصدر أمنى، أنها ضمت بعض الإعلاميين، وعددًا من الشخصيات العامة، وكبار المسئولين بالدولة، وعددًا من القضاة والمستشارين رؤساء المحاكم المنتدبين لقضايا الإخوان، خاصة قضاة محافظات وسط الدلتا ووجه بحرى، بجانب عدد من قيادات الداخلية وضباط الشرطة فى السجون شديدة الحراسة التى يقضى فيها عناصر الجماعة الإرهابية أحكامًا بالحبس.

تحديد بصمات ٣٠ متهماً جديداً.. وفرق للقبض عليهم

كشف مصدر أمنى مطلع على عملية ضبط خلية محافظات الدلتا ومزرعتى الأسلحة ومواد التفجير، أن الخلية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بـ«مهاب مصطفى السيد» الملقب بـ«الدكتور»، الذى يعد المدبر الرئيسى لتفجير الكنيسة «البطرسية» وتفجيرى طنطا والإسكندرية الأخيرين، لافتًا إلى أن اسمه ظهر مجددًا فى التحريات والمعلومات الأولية بشأن تلك الخلية المضبوطة التى كانت تستعد لتنفيذ عمليات تفجير كبرى ضد الكنائس ودور العبادة المسيحية فضلًا عن عمليات الاغتيالات.

وأوضح المصدر أن «مهاب» تلقى تكليفات من قبل قيادات جماعة الإخوان الهاربين فى تركيا وقطر بإعادة تجميع العناصر الإخوانية الهاربة والمطلوبين على ذمة قضايا عنف وإرهاب، وتشكيل مجموعات منهم، وضم عدد من عناصر الجماعة بمحافظات البحيرة والإسكندرية ودمياط وكفر الشيخ، لتنفيذ عمليات إرهابية كبرى، فشكل تلك الخلية المضبوطة وعددًا من الخلايا الأخرى.

وتباشر جهات التحقيق، الاستماع لأقول المتهمين الذين ألقى القبض عليهم، وقالت مصادر قضائية إن النيابة استدعت ضباط الأمن الوطنى وناقشتهم فى التقارير التى قدموها عن علاقة المتهمين المضبوطين بآخرين فى قضايا تحققها النيابة.

وأشارت إلى أن خبراء الأدلة الجنائية رفعوا البصمات من موقع ضبط المتهمين، ومن كميات الأسلحة المضبوطة، وشكلت الجهات الأمنية فرقًا لإلقاء القبض على 30 متهمًا وجدت بصماتهم فى عدة أماكن بالمزرعتين، وتم تحديدهم، والتأكد من ترددهم على المزرعتين فى أوقات سابقة لعملية المداهمة، واستصدار إذن من النيابة بضبطهم وإحضارهم.

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل