المحتوى الرئيسى

أثري يوضح أصل "شم النسيم" وكيف احتفل به الفراعنة

04/17 09:44

القاهرة - الإثنين، 17 أبريل 2017 09:42 ص

الإثنين، 17 أبريل 2017 - 09:25 ص

تحتفل مدينة الأقصر بعيد شم النسيم، ويختلف الاحتفال عن أي مكان آخر‏‏ فمن هنا في أرض مدينة طيبة القديمة‏، نشأ الاهتمام والاحتفال بـ النسيم وهو عيد الحصاد والنماء عند القدماء المصريين.

وقال مؤمن سعد كبير مفتشي البحث العلمي بمعبد الكرنك، إن المصريين القدماء كانوا يخرجون للبهجة ويمرحون ويأكلون الفسيخ والسمك المملح والخس والملانة والترمس، ومازالت تلك العادات متأصلة مع أبناء الفراعنة أبناء الأقصر حتى الآن.

وأضاف مؤمن، أن هذه العادات مازالت متأصلة مع أحفاد الفراعنة بالأقصر على خطى أجدادهم، حيث يخرج أبناء الأقصر في جماعات منذ فجر يوم شم النسيم إلى ضفاف النيل للاستمتاع بالزهور في الحدائق والمتنزهات ويركبون المراكب الشرعية التي تنقلهم إلى البر الغربي وجزيرة الموز في رحلة نيلية وسط احتفالات شعبية كبيرة.

وأشار مؤمن، إلى أن عيد شم النسيم من أقدم الأعياد التي أطلقوا عليه "شمو أي" عيد الخلق أو بعث الحياة.

وأكد مؤمن، أن المصريون عرفوا تقديس الزهور في فصل الربيع وطيبة كانت أول مدينة كانت تعتني بالزهور، وكانت المقابر والمعابد الفرعونية تزخر بالعديد من الرسوم وكان هذا اليوم تقديرا وتقديسا للزهور.

وفي هذا اليوم تسود حالة من الفرحة والبهجة حيث يحتفل السياح بهذه المناسبة أيضا حيث تقدم الفنادق أكلات الأقصريين للسياح المقيمين من البيض الملون والخس والترمس.

وأشار إلى مشاركة السياح المقيمين بالأقصر لأهالي الأقصر الاحتفالات في نهر النيل الذي يعج بالمركب الشراعية على الكورنيش.

وقال الخبير الأثري عبد الرحيم ريحان ، "إن دراسة أثرية قام بها الأثري عماد مهدي عضو اتحاد الأثريين المصريين توصلت إلى تفسير جديد لأصل تسمية شم النسيم تغاير ما عرف عن الأصل المستمد من كلمة شمو، والتي تعني فصل الحصاد، ويؤكد أن شم النسيم لم تحرف لفظيا كما يعتقد بعض علماء الآثار واللغة بل هي كلمة مصرية قديمة خالصة مرت بتطور عبر الزمن، وكتبت في مصر القديمة (شم  سم) ثم نطقت في القبطية (شوم سيم) حتى وصلت إلى شم النسيم.

وأضاف، أن نظرية الباحث الجديدة تستند إلى تفسير حرف "ش" في اللغة المصرية القديمة، والتي تكتب بشكل مستطيل يرمز إلى بركة المياه التي تتوسط الحدائق وكلمة شم تعني أخرج أو انزل أو تحرك، وتم ربط مخصص أسفله لقد إنسان مما تفيد الخروج إلى البركة ثم البومة والتي تعني حرف الميم وكلمة (سم) تعني نباتات أو بستانا ورسم المخصص للكلمة حزمة من النباتات.

وأوضح ريحان، أن العامية المصرية هي مزيج متجانس متواصل بين اللغة المصرية القديمة والقبطية والعربية، ويتوافق هذا التفسير الجديد لكلمة شم  سم مع اهتمام المصري القديم بالحدائق والزهور وتصويرها على جدران المقابر، مثل مقبرة الكاتب نب أمون من تصوير أزهار اللوتس طافية على سطح الماء لبحيرة تتوسط حديقة بها أسماك ويحيط بالبحيرة شجر الجميز والدوم والتين الشوكي والنخيل.

وأشار ريحان إلى أن التاريخ المصري القديم سجل حدائق النبلاء في مناظر مقبرة (انني) المهندس المعماري الخاص بالملك تحتمس الأول حيث سجل على جدران مقبرته رقم 81 في طيبة عدد 73 شجرة جميز، و31 شجرة لبخ، و170 نخلة، و120 شجرة دوم، وخمس شجرات تين، و12 شجرة عنب، وخمس شجرات رمان، و16 شجرة خروب، وخمس شجرات نبق، كما عرفت مصر القديمة مهنة كبير البستانيين ومنسق الزهور المقدسة وهو (مين نخت) الذي عاش في عهد الملك أمنحتب الثالث وكان يدعى بستاني القرابين المقدسة لأمون، كما صور في مقبرته بطيبة أجمل باقات الزهور المصرية، وهو أكبر مشتل زهور مصور في الآثار المصرية.

وأكد ريحان ، إن شم النسيم احتفل به قدماء المصريين منذ عام 2700 قبل الميلاد، وحددوا عيد الربيع بميعاد الانقلاب الربيعي، وهو اليوم الذي يتساوى فيه الليل والنهار وقت حلول الشمس في برج الحمل يوم 25 من شهر برمهات، وكانوا يحتفلون بالإعلان عن ذلك اليوم بليلة الرؤية حيث يجتمعون أمام الواجهة الشمالية للهرم الأكبر في الساعة السادسة من ذلك اليوم حين يظهر قرص الشمس قبل الغروب، وخلال دقائق محدودة يبدو كأنه يجلس فوق قمة الهرم، ويرى بعض المؤرخين أن الاحتفال به كان معروفاً ضمن أعياد هيليوبوليس ومدينة أون عاصمة مصر في العصور القديمة، وكانوا يحتفلون به في عصر ما قبل الأسرات.

وأكد أن شم النسيم عيد لا علاقة له بأي دين، فهو عيد مصري قديم احتفل به قدماء المصريين، حيث تتجدد الحياة، وكانوا يعتقدون أن ذلك اليوم هو بدء خلق العالم، وسجل على جدران المعابد أن المعبود رع يقوم في ذلك اليوم بالمرور في سماء مصر داخل سفينته المقدسة ويرسو فوق قمة الهرم الأكبر وعند الغروب، يبدأ رحلته عائدا للأرض صابغا الأفق باللون الأحمر رمزا لدماء الحياة، الذي يبثها من أنفاسه إلى الأرض معلنا موت المعبود (ست) إله الشر.

وأضاف ريحان، أن علاقة شم النسيم باليهودية والمسيحية مجرد صدفة حيث إن بني إسرائيل حين خرجوا من مصر كان ذلك اليوم يوافق موعد احتفال المصريين ببدء الخلق وأول الربيع (عيد شمو) وأطلق عليه اليهود يوم الخروج أو  الفصح وهي كلمة عبرية معناها (اجتياز) واشتقت منها كلمة (بصخة) إشارة إلى نجاتهم، وهكذا اتفق عيد الفصح العبري مع عيد شمو المصري، ثم انتقل الفصح بعد ذلك إلى المسيحية لموافقته مع موعد عيد القيامة ولما انتشرت المسيحية في مصر، أصبح عيد القيامة يلازم عيد المصريين القدماء، حيث يأتي شم النسيم يوم الاثنين الذي يلي عيد القيامة، وهو العيد الأكبر عند المسيحيين، ويكون الاحتفال بهذا العيد يوم الأحد بعد فصح اليهود لا معهم ولا قبلهم.

وأشار ريحان، إلى أن الأكلات الشعبية المرتبطة بعيد شم النسيم لها أصول مصرية قديمة لأن العيد نفسه هو عيد مصري قديم، وكان البيض يرمز إلى خلق الحياة كما ورد في متون كتاب الموتى وأناشيد إخناتون، ونقش البيض وزخرفته ارتبط بعادة قدماء المصريين وهي نقش الدعوات والأمنيات على البيض ثم يعلق في أشجار الحدائق لتحقيق الأمنيات مع الشروق.

ونوه ريحان بأن الفسيخ (السمك المملح) من بين الأطعمة التقليدية في شم النسيم منذ الأسرة الخامسة عندما بدأ الاهتمام بتقديس  النيل نهر الحياة، حيث ورد في متونه المقدسة أن الحياة في الأرض بدأت في الماء ويعبر عنها بالسمك الذي تحمله مياه النيل من الجنة، وقد ذكر المؤرخ الإغريقي هيرودوت أن قدماء المصريين كانوا يأكلون السمك المملح في أعيادهم ويرون أن أكله مفيد في وقت معين من السنة وكانوا يفضلون نوعًا معينًا لتمليحه وحفظه للعيد أطلقوا عليه اسم (بور) وهو الاسم الذي حور في اللغة القبطية إلى (يور) وما زال يطلق عليه حتى الآن.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل