المحتوى الرئيسى

من هنا خرج الإرهابيون

04/16 22:32

أثار إعلان وزارة الداخلية، عن تورط قرابة خمسة عشر شخصاً، من أبناء مدن وقرى محافظة قنا، فى الخلية الإرهابية، التى نفذت التفجيرين الانتحاريين، بكنيستى طنطا والإسكندرية، أثار الجدل حول أسباب ظهور بؤر تؤوى العناصر الإرهابية، فى الصعيد، بالشكل الذى ظهرت عليه تفاصيل قائمة الإرهابيين، الذين أعلنت أسماؤهم وأماكن سكنهم، ببيان وزارة الداخلية.

فبعد أن كان رأى الكثيرين هو أن الفقر والجهل، سببان رئيسيانِ، لانتهاج البعض الفكر المتطرف، جاءت بيانات عناصر خلية تفجيرى طنطا والإسكندرية، لتدحض هذا الرأى، فغالبية من وردت أسماؤهم ضمن أفراد الخلية، متعلمون وموظفون، وحالتهم المادية جيدة، ويمتلكون منازل ومتاجر كبيرة.

«الوفد» قامت بجولة  داخل 4 مناطق، فى قفط والطود وأرمنت وحاجر الضبعية، كانت مأوىً، وحاضنة لتفريخ بعض العناصر المتشددة، يعود بنا إلى تأكيد أن الفقر، والإهمال، والجهل الثقافى، وغياب دور مؤسسات مهمة فى تربية النشء واحتواء طاقات الشباب، هى عوامل رئيسية فى أن يعشش الفكر المتطرف فى أذهان بعض من تجد فيهم جماعات العنف والإرهاب صيداً سهلاً لاعتناق أفكارها الهدامة.

ففى مدينة أرمنت، التى انفصلت عن محافظة قنا، وانضمت لمحافظة الأقصر، بجانب مدينة الطود وحاجر الضبعية، نجد مناطق كانت بالفعل حاضنة لتفريخ بعض العناصر المتطرفة والتى تلقفتها الجماعة الإسلامية، وبعض العناصر التى تعتنق فكراً سلفياً متشدداً، والتى تورط بعضها فى حوادث إرهابية شهيرة، مثل محاولة اغتيال الرئيس الأسبق، محمد حسنى مبارك، فى العاصمة الاثيوبية، أديس أبابا، ومنهم من خرج من السجون، مفضلاً البقاء بجانب أفراد عائلته فى سلام، مثل حسين شميط أحد المتهمين فى محاولة اغتيال «مبارك» والذى ولد ويقيم بحاجر الضبعية، فى غرب الأقصر، ومنهم من اختار مواصلة طريق التطرف، مثل رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية، رفاعى أحمد طه، والذى اختار بعد الإفراج عنه، الهرب إلى سوريا، ليُقتل بغارة أمريكية استهدفت سيارة كانت تنقله خلال تنقله مع الجماعات المسلحة هناك، وهناك العناصر السلفية، التى وقفت وراء محاولات إثارة الفتن الطائفية، بقرى العديسات فى مدينة الطود، بجنوب الأقصر.

نجع دنقل، إحدى مناطق مدينة أرمنت، جنوبى غرب الأقصر، يسكنه قرابة 25 ألف مواطن ومواطنة، يعانى من إهمال حكومى يراه البعض متعمداً، وذلك منذ أن زارهم الشيخ عمر عبدالرحمن، مؤسس الجماعة الإسلامية، وألقى خطاباً فى مسجدهم ليحرموا حتى اليوم– بحسب رواية الأهالى- من التعيينات الحكومية، ومن الالتحاق بالكليات المتميزة، ومن العمل فى سلكى القضاء والشرطة وغيرهما، فى ظل عقاب جماعى فرض عليهم لوجود أعضاء وقادة فى الجماعة الإسلامية من بين أبناء المنطقة مثل رفاعى أحمد طه، الرئيس السابق لمجلس شورى الجماعة، وعبدالكريم النادى عبدالراضى الملقب بالشيخ ياسين والمعتقل بسجون إثيوبيا على خلفية اتهامه فى حادث محاولة اغتيال الرئيس الأسبق «مبارك» فى أديس أبابا.

ودفع سكان نجع دنقل– بحسب مراقبين- ثمناً غالياً جراء انتماء بعض أبنائه الى الجماعات الإسلامية، فحرم أبناء النجع من الوظائف الحكومية وفصل عشرات المدرسين من عملهم فى مجال التدريس بالمدارس، خشية قيامهم بنشر أفكار متطرفة بين الطلاب، وعرقلت الحكومة لسنوات، إقامة معهد أزهرى لطلاب المنطقة، برغم تبرع الأهالى بأرض المعهد وقيمة إنشائه، كما عرقلت لسنوات أيضاً ضم مسجد النجع لوزارة الأوقاف، وتأخر دخول الصرف الصحى للمنازل، كما تركت شبكات مياه الشرب لتبقى متهالكة لسنوات، كما لا يوجد أى مقر انتخابى بنجع دنقل الذى بات وروده فى تحقيق الشخصية لأى انسان كفيلا بتعطيل مستقبله وضمه لصفوف العاطلين.

وفى مدينة الطود، جنوبى شرق الأقصر، تحولت نجوع العديسات، إلى مأوى لكثير من العناصر السلفية والإخوانية، التى كونت خلايا اليكترونية، لبث وإشعال الفتن الطائفية، التى كان آخرها، إثارة مئات الشباب المسلم، لمحاصرة 4 منازل لمسيحيين بالمنطقة، بعد ترويج شائعة باختفاء فتاة مسيحية بعد إعلان إسلامها، وإثارة حالات احتقان طائفى مماثلة فى العام 2013، حين تم ترويج اتهام من قبل السلفيين لمعلمة قبطية بمدرسة نجع الشيخ سلطان، بازدراء الإسلام، وقبلها، وفى عام 2006، حين قتل شخص وأصيب أربعة عشر آخرون فى اشتباكات طائفية بقرية العديسات، حيث كانوا يقومون بترويج فيديوهات على شبكة الانترنت، ومواقع التواصل الاجتماعى، بهدف إثارة الفتنة، وبث النزاعات الطائفية، وتسريب فيديوهات بشكل منظم لما تشهده المنطقة من أحداث لبعث رسالة باختلال الأمن فى منطقة المهيدات والعديسات والمناطق المحيطة بها.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل