المحتوى الرئيسى

كبير باحثي "هدسون" الأمريكي لـ «العين»: داعش تحاول إشعال مصر

04/16 13:34

تشييع أحد ضحايا تفجير طنيسة الإسكندرية

اعتبر كبير باحثي معهد «هدسون للحريات الدينية»، الأمريكي، مؤلف كتاب «خريطة الإسلاميين المصريين»، صامويل تادرس، أن التفجيرين اللذين تبناهما داعش في مصر مؤخرا، وأسقطا 45 قتيلاً وعشرات الجرحى، ما هي إلا محاولة جديدة من جانب التنظيم الإرهابي لإشعال الوضع في الجبهة المصرية.

وفي حوار مع بوابة "العين" الإخبارية، أرجع تادرس تلك المحاولة إلى سعي التنظيم التخفيف من الضغط عليه في العراق والشام ولتحقيق مكاسب معنوية في الوقت الذي يعاني فيه داعش من انتكاسات متوالية في العراق والشام. 

وأوضح تادرس أن أن استهداف التنظيم الإرهابي للشيعة العراقيين والعلويين السوريين، يحقق مكاسب كبيرة لها، لا سيما في ظل جرائم ميلشيات الحشد الشعبي الشيعي ضد السنة في العراق أو جرائم ميلشيات الأسد وقوات حزب الله في سوريا ضد المواطنين العُزل كذلك، وهي تحاول خلق مزيدا من الأنصار لها ولأفكارها باستهدافها للأقليات.

ثالثا: التنظيم الإرهابي يعاني من إخفاقات على الأرض في العراق وسوريا وإشعال الجبهة المصرية قد ينجح في منحه قُبلة الحياة بما تمثله الجبهة المصرية من جبهة مغرية للتنظيم لتحقيق مكاسب دعائية، فضلا عن فرص للنمو لتخفيف الضغط الذي يعاني منه التنظيم في العراق والشام.

وبشكل عام فإن استهداف الأقليات جزء من تكتيكات داعش لجذب مزيد من الأنصار، وتأمل كيف نجح داعش في جذب الآلاف من الأنصار والمؤيدين وحشد العديد من الموارد لمجرد استهداف الشيعة في العراق وسوريا حيث كان يعاني السكان السنة في بعض المناطق هناك من جرائم المليشيات الشيعية سواء "الحشد الشعبي" المدعومة من إيران أو مليشيات "حزب الله" في سوريا.

دعني أذكرك في 2010 استهدف التنظيم الإرهابي كنيسة بالعراق قبل حتى اكتمال بنيانه التنظيمي وقبيل أن يطلق على نفسه "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، وأعلن أن العملية جاءت ردا على اختطاف الكنيسة المصرية لـ"وفاء قسطنطين" و"كاميليا شحاتة" والذي مازالت التنظيمات الجهادية تعتقد أنهما أعلنا إسلامهما لكن الكنيسة المصرية مازالت تحتفظ بهما، وحالتا "كاميليا" و"وفاء" تلعب الدور الأبرز في كل المواقع الجهادية والتكفيرية لنزع صفة أهل الذمة عن أقباط مصر.

وبالطبع جرائم المليشيات الشيعية في العراق وسوريا توفر بيئة حاضنة لأفكار داعش للنمو والازدهار، لكن في نفس الوقت يوجد غياب شبه تام للمؤسسات الدينية الرسمية في مصر للرد على أفكار داعش فيما يخص أقباط مصر.

الأمن المصري كان له عدد من الضربات الناجحة ضد قادة التنظيم المتطرف في شمال سيناء، لكن هذا الأمر عزز سيطرة التنظيم الرئيسي في الرقة السورية، عاصمة داعش، على التنظيم المحلي في مصر، وهو ما يشير إلى أن أولويات التنظيم المحلي باتت مختلفة حيث تخضع لأجندة الفرع الرئيسي في الرقة، والعملية الأخيرة على وجه الخصوص تشير إلى البصمة الواضحة للفرع الرئيسي، فضلا عن أن العملية الأخيرة تأتي بعد عدة أسابيع لفيديو مطول لتنظيم داعش يتوعد أقباط مصر ويشرح رؤيته الشرعية للعمليات ضدهم، وقد أجمع الخبراء بعد ذلك على أن هذا الفيديو جرى تصويره وإعداده في الرقة السورية.

بالطبع .. هناك العديد من المشاكل كما ذكرت لك داعش لم تنمُ إلا بعد جرائم المليشيات الشيعية في العراق وسوريا ضد السكان السنة، كما يوجد غياب شبه تام للمؤسسات الدينية للرد على الحجج الشرعية التي يصوغها داعش لاستهداف الأقليات.

داعش يتبنى خطابا متطرفا لكنه يستعين بنصوص من التراث، خاصة نصوص الموجودة في سيد قطب ومن على شاكلته، وهذا بطبيعة الحال لا يمثل صحيح الإسلام، ولا يوجد من يقوم بالدور الذي يجب القيام به فنبذ تلك الأفكار بالوجه الأكمل.

وأصارحك أنها بالأساس مسؤولية المؤسسات الدينية الرسمية وعلى رأسها الأزهر، فيجب أن تشكل أفكار الأئمة والدعاة بتلك المؤسسات بديلا لأفكار داعش، وعلى المؤسسات الدينية بذل مزيد من الجهود في ها الشأن.

- هل حاولت داعش استهداف البابا في تفجير كنيسة الإسكندرية؟

لا أتصور هذا، وهناك العديد من المؤشرات التي تؤكد ذلك، العملية كانت محاولة لاستهداف أكبر عدد من الأقباط أثناء ذروة الاحتفال بـ"أحد الشعانين".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل