المحتوى الرئيسى

5 تحديات تواجه تركيا وتسيطر على استفتاء «النظام الرئاسي» (تقرير) | المصري اليوم

04/16 11:07

تشهد تركيا، اليوم الأحد، استفتاءً يتوجه فيه أكثر من 55 مليون ناخب إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم حول التعديل الدستوري المتمحور حول تحويل نظام الحكم في البلاد من برلماني إلى رئاسي، بينما يخيم عليها العديد من التحديات الداخلية والخارجية.

سلط تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، مؤخرًا، الضوء على التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وجاء التقرير تحت عنوان: «زعيم تركيا يخلق عداوات جديدة ويغضب الحلفاء»، وتقول الصحيفة إن أردوغان «أصبح في عزلة متزايدة، فحلفاء تركيا التقليديون في أمريكا والاتحاد الأوروبي محبطون من رفض أردوغان اتخاذ إجراءات حقيقة ضد داعش لسنوات»، فضلاً عن إصدار أبوبكر البغدادي، زعيم تنظيم «داعش» دعوة طالب فيها أنصاره وعناصر داعش بغزو تركيا، وتنفيذ عمليات إرهابية فيها لخذلانها السنّة وتحالفها مع الصليبين، وتبنيها نظاما علمانيا.

ورغم أن أردوغان اتخذ في الآونة الأخيرة إجراءات ضد التنظيم الإرهابي، إلا أنه خلق في المقابل مشكلات جديدة، إذ يقول مسؤولون أتراك إن داعش تقف وراء الهجوم الدامي الذي استهدف مطار أتاتورك في إسطنبول في يونيو الماضي وأوقع 43 قتيلًا، حسبما نقل تقرير «نيويورك تايمز».

ولعلّ هذا يعدّ أهمّ وأبرز وأخطر التحديات التي تواجهها تركيا، إذ تواجه تجدّد المواجهة المسلحة مع الأكراد في ظروف تعمل في مصلحة الأكراد وتعزز كفاحهم المسلح أكثر مما تصبّ في مصلحة الجيش التركي.

ومنذ إنشاء الجمهورية التركية الحديثة على يد مصطفى كمال أتاتورك في العام 1923، حُرِم الشعب الكردي من الاعتراف الرسمي به كأقلية، ولم تكن له وضعية رسمية. وفي العام 1984، برزت القضية الكردية واكتسبت مزيداً من الأهمية حين صعّد حزب العمال الكردستاني، الذي تأسّس بهدف الكفاح من أجل حكم ذاتي وحقوق أكثر، من وتيرة حملاته على الحكومة التركية.

ومنذ اندلاع حركة "حرب الغوار" الانفصالية العنيفة، سقط من الجانبين العديد من الضحايا، وتخللها جهود عسكرية ومالية لـ"حل المشكلة" فضلًا عن مناقشات لانهاية لها وجمود سياسي، ما ساهم في زعزعة السياسات التركية.

وفي الواقع، كانت المسألة الكردية على رأس أولويات الأجندة السياسية لجميع الحكومات التركية المتعاقبة منذ العام 1984.

وثمة نزاع مسلح بين تركيا والعديد من الجماعات الكردية التي تطالب بالانفصال عن تركيا بغية تأسيس دولة كردية مستقلة، أو الحصول على حكم ذاتي، فضلًا عن المزيد من الحقوق السياسية والثقافية للأكراد داخل الجمهورية التركية.

ويعد حزب العمال الكردستاني، المجوعة الرئيسية للأكراد، وبالرغم من أنهم قاموا بهجمات مختلفة في عدة مناطق في تركيا، إلا أن النشاط الأساسي للأكراد هو في الجانب الجنوبي الشرقي من البلاد.

تمثل الصراعات الحادّة بين الأحزاب التركية الفاعلة وصعوبة التوفيق بينها أحد أبرز التحديات الداخلية التي تواجهه تركيا، وهو ما عكسه الفشل في إمكانية التوصل إلى تشكيل حكومة ائتلافية، إذ أنّ الأحزاب الثلاثة التي فازت في الانتخابات الأخيرة رفضت، من منطلقات مختلفة، الاشتراك مع حزب العدالة والتنمية في حكومة ائتلافية، ويجزم الكثير من المحللين والمتابعين للشأن التركي، أنّ أيّ انتخابات برلمانية مبكرة لن تغيّر التوازنات القائمة حالياً، الأمر الذي يؤكد أنّ تركيا مرشحة لفوضى سياسية عارمة وعجز الطبقة الحاكمة عن ممارسة الحكم، في ظلّ تصاعد المواجهة مع الأكراد، وتعاظم خطر الإرهاب، وتأثر العلاقات مع الغرب، حيث يقود كلّ ذلك إلى نشوء وضع غير مسبوق في تاريخ تركيا.

إلى جانب المشكلات السياسية، تواجه تركيا أكبر انخفاض في عدد السياح منذ 20 عامًا، إلى جانب مشكلات أخرى تواجه الاقتصاد، بسبب السياسة التي انتهجها أردوغان، فضلاً عن أن الحرب في سوريا جلبت المزيد من التداعيات السلبية لاقتصاد تركيا حيث فرض الرئيس الروسى فلاديمير بوتين عقوبات على أنقرة منذ تفجير الطائرة الروسية قبل 16 شهرًا الأمر الذي هدد قطاعى السياحة والزراعة وأثر سلباً على المزارعين.

وذكرت وكالة أنباء «بلومبرج» أن جهود أردوغان، للتقارب مع نظيره الروسى أدت إلى رفع العقوبات على صناعة السياحة في تركيا، ولكن في ظل اختلاف الموقف بشأن سوريا يرفض بوتين التراجع عن حظر استيراد الطماطم من تركيا، وأشارت الوكالة إلى أن ضغط بوتين، يزيد من ارتفاع معدل البطالة واتساع العجز التجارى.

وتعرضت تركيا لضربة جديدة بعد منعها شراء القمح من روسيا، أكبر مورد في العالم، إذ قال وزير الزراعة التركي فاروق سيليك، إن هذا التصعيد غير قابل للاستمرار مطالبًا روسيا بالتفاوض على هدنة وتجنب إيذاء المنتجين والمستهلكين في البلدين.

لكن المزارعين الذين يعانون من الصراع في تركيا محتجزون كرهائن لنزاع أكبر وأكثر ضررًا وهو الحرب في سوريا، فالقادة لا يزالون على خلاف عميق حول سياسة تركيا في الدفع من أجل الإطاحة بالحليف السورى لبوتين، بشار الأسد، واحتضان موسكو، للقوات الكردية التي تعتبرها أنقرة تنظيمات إرهابية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل